فاجأت مولودية باتنة عشية أمس، نظيرتها من مولودية قسنطينة، بعد أن ألحقت بها أول هزيمة بملعب بن عبد المالك هذا الموسم، لتنعش البوبية حظوظها بقوة في لعب ورقة الصعود، في وقت تأجل الحسم بالنسبة للموك للجولات القادمة. وقدمت مولودية قسنطينة أسوأ شوط لها هذا الموسم، حيث بدت متأثرة بغياب الأنصار عن المدرجات، كما أن غياب الرغبة كان واضحا، خاصة بعد أن ضمن الفريق ورقة الصعود بنسبة كبيرة جدا، أين تلقت الموك لأول مرة منذ انطلاق البطولة هدف السبق بأرضية ميدانها، وهو ما أغضب التقني القالمي سعيد بلعريبي، الذي عاتب لاعبيه على التهاون، رغم تحذيره منه طيلة الأسبوع الذي سبق اللقاء. وعرفت انطلاقة القمة بين المولوديتين محاولات محتشمة من الموك، مع تكتل لاعبي البوبية في الخلف، والاعتماد على الهجمات المرتدة عن طريق كل من سياب وجفالي والحاج عيسى، أين سجلنا أول فرصة للمحليين عن طريق تسديدة من عايش في د16، غير أن الحارس براهيمي تصدى لها على مناسبتين، قبل أن يضيع نجار فرصة من ذهب عند الدقيقة 31 بعد انفراده بالحارس براهيمي المدعو ديدا، حيث تصدى لكرته بإحكام، وهو ما منح الثقة لأشبال غيموز، الذين بادروا نحو الأمام، خالقين بعض الإزعاج لتشكيلة الموك التي لم تكن في يومها، وارتكبت أخطاء بالجملة، خاصة على مستوى الخط الخلفي، بدليل الكرة التي أهداها الحارس براهيمي للقائد حاج عيسى في د36، حيث لم يتوان الأخير عن وضع الكرة في الشباك، مانحا تقدما معنويا للبوبية التي سيرت المرحلة الأولى بذكاء، لينتهي الشوط الأول على وقع مخالفتين لم تشكلا أي خطورة على مرمى الضيوف، علما وأن محافظ اللقاء طبق التعليمات الخاصة بالويكلو بحذافيرها، ولو أن لاعبي الفريقان لم يتبعوا التعليمات الخاصة بتفادي المصافحة والاحتكاك قبل انطلاق اللقاء، كما تجدر الإشارة لدخول قائد الموك عايش في ملاسنات كلامية مع المدرب غيموز بعد صافرة نهاية الشوط الأول، في ظل رفض مدرب البوبية لاحتجاج لاعب الموك على حكم اللقاء. المرحلة الثانية، دخلها لاعبو الموك بأكثر عزيمة، بحثا عن العودة في اللقاء، ونجحوا في خلق فرصتين سانحتين للتهديف، عند الدقيقتين 47 و49، الأولى عن طريق ريغي الذي سدد كرة قوية غيرت مسارها، بعد الاصطدام بأحد لاعبي البوبية، والثانية عن طريق مقصية عايش التي جانب القائم، ليطالب لاعبو الفريق المحلي بضربة جزاء في د50 إثر لمس كرة قاسمي ليد أحد لاعبي الزوار، غير أن الحكم أمر بمواصلة اللعب، وسط احتجاجات كبيرة من رفاق نجار، الذين أخلطوا بين السرعة والتسرع، ما أثر على أدائهم، خاصة مع التضحيات المبذولة من لاعبي الضيوف، الذين اعتمدوا على الهجمات المرتدة، مركزين على الكرات الملمترية للمايسترو حاج عيسى، ولو أن تلقي بهلول لإنذار رابع أغضب الطاقم الفني، كونه سيكون مضطرا للغياب عن لقاء شباب عين فكرون القادم، علما وأن الربع ساعة الأخير عرف تغيير حاج عيسى الذي غادر مباشرة صوب غرف تغيير الملابس، احتجاجا على مدربه غيموز. وكاد بهلول أن يقتل اللقاء عند د85 بعد هجمة معاكسة، قطعها شرفاوي في آخر لحظة، ليضيع بلمسعود فرصة من ذهب عند د88، قبل يفشل جفالي في قتل اللقاء عند د90 ، بعد انفراده بالحارس براهيمي الذي أنقذ فريقه من الثنائية، غير أنه تدارك ذلك عند الوقت بدل الضائع، عقب كرة ملمترية من البديل شنيقر، ولو أن الموك أبقت الإثارة بعد تقليص النتيجة برأسية جامع، لتشهد الدقيقتان المتبقيتان حالة استنفار قصوى، بعد الحملات المتكررة للمحليين، لينتهي اللقاء بفرحة هستيرية للبوبية التي أنعشت حظوظها في لعب ورقة الصعود بعد العودة بالزاد كاملا من قسنطينة، فيما تأجل الصعود الرسمي للموك لإشعار لاحق.هذا ووبخ الرئيس دميغة بغرف تغيير الملابس، جازما بأن لا أحد سيتلقى سنتيما واحدا لغاية إعادة الموك للصدارة.