فوز يؤكد سلامة نهج حليلوزيتش قاد سهرة أمس العائد إلى صفوف الخضر رياض بودبوز المنتخب الوطني إلى تحقيق فوز مستحق أمام الجار التونسي، في مباراة ودية وفت بوعودها من حيث الندية والحماس، والحضور الجماهيري الغفير، الذي وقف على سلامة النهج الذي ينتهجه وحيد حليلوزيتش . الفوز الذي حمل توقيع رياض بودبوز يحمل الكثير من الدلالات، على اعتبار أن رفقاء القائد عنتر يحيى وفقوا في ضرب سرب من العصافير بحجر واحد، فقد خولت هذه النتيجة الايجابية لكتيبة "الكوتش وحيد" الحفاظ على ديناميكية الانتصار، وتحقيق رغبة الناخب الوطني في اللعب لأجل الفوز و لا شيء سواه رغم طابع المباراة المحلي، حيث خاض لحسن ورفاقه الديربي المغاربي بالعزيمة والروح الانتصاريه التي طالب بها حليلوزيتش منذ تربص ماركوسيس ، فوز سيمكن أيضا منتخبنا من تحسين ترتيبه على لائحة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، والأهم أنه يزرع الثقة في نفوس لاعبينا والناخب الوطني ، الذي سيتمكن من مواصلة العمل بإصرار أكبر وبأريحية معنوية. وفي الجهة المقابلة تمكن الناخب التونسي سامي الطرابلسي من الوقوف على إيجابيات ونقائص تشكيلته قبل أسابيع عن دخوله العرس الكروي القاري، أين سيكون منافسه الأكبر في المجموعة المنتخب المغربي الذي يشبه الخضر في أسلوب لعبه وطريقة تفكير لاعبيه، ما يجعل لقاء أمس الذي جاء تعويضا للمباراة الملغاة خلال شهر أوت الماضي، يفي بالغرض منه ويسمح للتونسيين من إجراء بروفة حقيقية قبل مواجهة أسود الأطلس. وبالعودة إلى أجواء المباراة، فقد طغت عليها حسابات الناخبين والجانب التكتيكي، مع تفوق ملموس لمنتخبنا الذي ظهر أفضل انتشارا وتنظيما فوق رقعة اللعب، حيث امتلك بودبوز ورفاقه الكرة وهددوا مرمى المنافس في أكثر من مناسبة، في الوقت الذي وجد المنتخب التونسي صعوبات جمة في إخراج الكرة وبناء اللعب من الخلف، ففي المرحلة الأولى التي اعتمد خلالها حليلوزيتش على منهجية هجومية قوامها 4- 3- 3 ، لعبت التشكيلة الوطنية بذكاء وتنظيم جيد على مستوى وسط الميدان والدفاع، ما شل محاولات التونسيين وحال دون تهديدهم مرمى زماموش الذي لم يختبر كثيرا لحصانة الجدارين الدفاعيين وتوفيق عنتر يحيى وبقية الرفقاء في سد جميع المنافذ والممرات وربح العديد من الصراعات، وبنفس التميز جاء مردود عناصرنا الوطنية في الشق الهجومي من خلال التنويع في المحاولات والتفوق في صنع الخطر على مرمى المنافس، مع تألق لافت لرياض بودبوز العائد بعد غياب عن مباراتي تنزانيا وإفريقيا الوسطى، حيث بدا من الوهلة الأولى أن هذا اللاعب الموهوب متعطش لحمل الألوان الوطنية، فكان مصدر خطر دائم على الدفاع التونسي وأكثر ميولا للعب الجماعي ، حيث مول غيلاس وسوداني وبقية الزملاء بكرات لم تجسد لغياب التركيز والفعالية، ليأتي هدف الفوز حاملا توقيع بودبوز (د41) بعد ركنية نفذها غيلاس وصدها الحارس التونسي بقبضة اليد إلى مشارف منطقة عملياته أين كان في استقبالها رياض الذي هز الشباك بكرة على الطائر من على بعد نحو عشرين مترا، هدف وقع في وقت حساس (قبل الاستراحة) وكرس تفوق الخضر الذين عادوا إلى غرف حفظ الملابس بتقدم معنوي. عقب الاستراحة عمد الناخب الوطني إلى إحداث عديد التغييرات في محاولة منه لمنح الفرصة للبدلاء واللاعبين الجدد، بغرض معاينتهم ميدانيا والوقوف على مدى استعدادهم وجاهزيتهم، قبل ضبطه التعداد الذي يدخل به تصفيات المنافسة القارية 2013 ومونديال 2014، ومع ذلك عرف منتخبنا كيف يحافظ على تنظيمه وتفوقه ، مع بروز العائد بوعزة الذي اجتهد كثيرا وخلق كرات ساخنة أبرزها قذفة من خارج منطقة العمليات أرغمت الحارس التونسي على استعمال كامل براعته في صد الخطر، وفي خانة اللاعبين البارزين يمكن ذكر الرباعي بودبوز ولحسن وبلحاج وعنتر يحيى . وإجمالا يمكن القول أن الناخب الوطني وفى بوعده من خلال قيادته الخضر إلى تحقيق الانتصار وتقديم مشروع لعب هجومي جيد من الناحية التكتيكية، في انتظار وضع المزيد من اللمسات في قادم الخرجات بدء بمباراة الكاميرون هذا الثلاثاء. نورالدين - ت انطباعات المدربين وحيد حليلوزيتش (مدرب الخضر) راض على مردود الفريق لكن عملا كبيرا ينتظرنا " أعتقد بأن المقابلة جسدت الروح التضامنية والجماعية للتشكيلة، إضافة إلى إرادة اللاعبين الذين أبدوا الكثير من الانضباط. وكان بإمكاننا تسجيل أكثر من هدف لو لا التسرع ونقص التركيز. ومع ذلك، أرى بأن هذا الفوز مهم جدا ووقعه أكثر على الجانب المعنوي، حتى وإن كان هناك عملا كبيرا ينتظرنا، حيث سنعمل على تصحيح الأخطاء ومعالجة النقائص. وكما سبق وأن صرحت، فإنني أسعى لمنح الفرصة لكل اللاعبين للوقوف على إمكانياتهم واستعداداتهم، وسنخوض مقابلة يوم الثلاثاء ضد الكاميرون بتشكيلة مغايرة من خلال الاعتماد على العناصر التي لم يتم إقحامها في لقاء تونس، خاصة وأن طريقة لعب المنافس تختلف عن طريقة التوانسة . بكل تأكيد أنا راض على النتيجة والمردود الجماعي والأداء الفردي للاعبين. كما أنني أتأسف لتصرف الجمهور تجاه اللاعب مفتاح الذي كان عرضة للتصفير عقب استبداله". سامي الطرابلسي (مدرب المنتخب التونسي) الخبرة صنعت الفارق " أرى بأن الخبرة هي التي صنعت الفارق في هذه المقابلة، حيث أظهر اللاعبون إرادة في اللعب، وكان بوسعنا تعديل النتيجة في العديد من المناسبات. كما أن غياب بعض اللاعبين سيما المنتمين للترجي التونسي لارتباطهم بنهائي رابطة أبطال إفريقيا أثر بعض الشيء على توازن التشكيلة التي أدت مباراة محترمة. في الحقيقة النتيجة لا تهم في مثل هذه المناسبات، بقدر ما يهمنا الاحتكاك والتحضير لكان 2012 لان هدفنا هو تصحيح الأخطاء. المنتخب الجزائري أبهرني بسرعة لعبه، و فردياته اللامعة إلى جانب الانضباط التكتيكي".