ترقّب حصيلة الإصابات والوفيات تحوّل لروتين اعترف لاعب اتحاد الشاوية أكرم عبروق، بأن التدريبات على انفراد في هذه الفترة الاستثنائية، لا تكفي لتغطية جزء بسيط من متطلبات اللاعب، خاصة من الناحية الجماعية، لكنها تبقى كما قال بمثابة المتنفس الوحيد للخروج من الضغوطات النفسية الكبيرة، التي خلفها فيروس كورونا، فضلا عن السعي للمحافظة على اللياقة البدنية. عبروق، وفي حوار مع النصر، أوضح بأنه من الملتزمين بالحجر المنزلي، وأكد بالمقابل بأنه على تواصل منتظم مع الطاقم الفني لاتحاد الشاوية، لتقديم عرض حال عن برنامج التدريبات، رغم اعترافه بأن العودة إلى أجواء المنافسة ستكون في غاية الصعوبة، ولو أن فريقه وضع القدم الأولى في الرابطة الثانية، مادام الفوز في اللقاءات الثلاث المتبقية بأم البواقي يكفي لترسيم الصعود. *نستفسر في البداية عن كيفية تعاملك مع الوضعية الراهنة ومدى التزامك بالحجر المنزلي؟ التزام الحجر ضرورة حتمية، لأن أهل الاختصاص ما فتئوا يلحون على تجنب التجمعات، للحد من انتشار فيروس كورونا، مادامت الخطورة تكمن في سرعة انتقاله بين الأشخاص، والحرص على هذا الجانب ليس حماية للفرد فقط، بل لأسرته، وعليه فإنني من الملتزمين بالحجر المنزلي، إذ أنني أقضي معظم الوقت في البيت، وخروجي يكون فقط من أجل إجراء حصة تدريبية خفيفة على انفراد، تتمثل في الركض وبعض التمارين، وهي الفرصة الوحيدة بالنسبة لي للابتعاد عن الضغط النفسي الرهيب الذي تخلفه هذه الكارثة الوبائية، لأننا وجدنا أنفسنا مجبرين على متابعة تطورات الوضع السائد في الجزائر، بترقب الحصيلة اليومية، وكسر الروتين القاتل يكون بالتدريبات على انفراد، دون أن ننسى العمل التضامني، لأن أبناء الحي الذي أقطنه بادروا إلى تنظيم حملة لمساعدة العائلات المتضررة من هذه الكارثة، مادامت جميع الورشات مشلولة، وهناك من أرباب الأسر من لم يجد مصدرا لاقتناء المواد الغذائية، بسبب توقفه الاضطراري عن العمل اليومي، وهذه الشريحة من المجتمع تضررت كثيرا في هذه المرحلة، والأوضاع قد تتفاقم أكثر، سيما وأننا مقبلون على شهر رمضان. *وهل هناك برنامج خاص للتدريبات، تحصلت عليه من الطاقم الفني لاتحاد الشاوية؟ كما سبق وأن قلت، فإن التدرب على انفراد يبقى الفرصة الأنسب لشحن البطاريات الشخصية، كما أنها تمكننا كلاعبين من المحافظة على اللياقة البدنية، وتفادي الزيادة في الوزن، وكأننا في فصل الصيف، لما نكون بصدد التأهب للشروع في التحضير لموسم جديد، رغم أن الوضع مختلف تماما، لأننا في فترة المنافسة، والتدريبات الفردية لا تكفي لتلبية متطلبات اللاعب من التمارين، خاصة العمل الجماعي، وقد اشتقنا للتدرب مع المجموعة، لكن للضرورة أحكام، وحاليا نحن نحرص على تنفيذ البرنامج الذي نتلقاه يوميا من المدرب الجنحاوي وكذا المحضر البدني، رغم أنهما متواجدان في تونس، إلا أنهما يتابعان تدريبات المجموعة عبر تقرير يومي، نرسله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أننا كلاعبين نتواصل فيما بيننا بصورة منتظمة، في محاولة للحافظ على تماسك الفريق تحسبا للمرحلة الموالية. *يعني هذا بأنكم جاهزون لاستئناف المنافسة، بمجرد التخلص من وباء كورونا؟ أملنا في الوقت الراهن أن يرفع الله عنا هذا الفيروس في أسرع وقت، وبأقل حصيلة ممكنة من حيث الأرواح البشرية، لأن الأرقام المسجلة في باقي بلدان العالم رهيبة، والإجراءات الوقائية الاحترازية التي بادرت إليها السلطات العليا للبلاد، بمجرد ظهور أولى الحالات للفيروس ساهمت بصورة مباشرة في الأرقام المسجلة حاليا بالجزائر، ولو أن تجاوب المواطنين مع تدابير الحجر المنزلي، سيساهم في التخلص نهائيا من الوباء، وعليه فإننا متفائلون باستئناف البطولة، لكن الأمور لن تكون سهلة، لأننا كلاعبين أصبحنا بحاجة إلى تحضير جديد قبل العودة إلى أجواء المنافسة الرسمية، وهذه الفترة تتزامن وحلول شهر الصيام، الأمر الذي سيصعب من مهمتنا من أجل التأقلم مع النظام الجديد في الحياة اليومية، لأننا لن نستطيع بذل المجهود البدني بالقدرة المعتادة. *لكن بطولة الهواة لم تتبق منها سوى 6 مباريات؟ المرحلة المتبقية من المنافسة هي الصعب في الموسم، لأن كل اللقاءات تكتسي أهمية بالغة في حسابات الصعود والسقوط، ونظام البطولة المعتمد من طرف الفاف، فتح باب التفاؤل على مصراعيه أمام الكثير من الأندية لتحقيق حلم الصعود إلى الرابطة الثانية، وعليه فإن كل المقابلات المقبلة ستكون عبارة عن مباريات كأس، ولكل فريق حساباته، رغم أن الرؤية اتضحت نسبيا في المجموعة الشرقية، بضمان شباب أولاد جلال ومولودية قسنطينة الصعود بنسبة كبيرة جدا، كما أن اتحاد الشاوية يبقى بحاجة إلى الفوز في اللقاءات الثلاث المتبقية داخل الديار لترسيم الصعود، والخروج نهائيا من دائرة الحسابات، وهذا المطلب ألقى بكامل المسؤولية على عاتقنا كلاعبين، لأننا مجبرون على بذل قصارى الجهود لتحقيق حلم الأنصار، قبل التفكير في المستحقات المالية أو أي جانب آخر، خاصة وأننا قطعنا مشوارا طويلا، والشطر المتبقي من الموسم قد يلزمنا على اللعب لشهر إضافي فقط. *إلا أن نتائج الفريق تبقى متذبذبة من فترة لأخرى، فما سبب ذلك؟ حقيقة إن اتحاد الشاوية مر هذا الموسم بمراحل عديدة، ولو أن عدم استقرار العارضة الفنية، كان من الأسباب التي ألقت بظلالها على النتائج، حيث أن الفريق تداول عليه 3 مدربين، كما أن الإصابات أثرت كثيرا على المردود الجماعي، وهذا الوضع عشناه في الجولات الأخيرة من مرحلة الذهاب، عندما باشر الجنحاوي مهامه، ولم يكن قادرا على إيجاد 11 لاعبا أساسيا، لكنه استغل فترة الراحة لإعادة تحضير المجموعة، فضلا عن الاستقدامات التي قامت بها الإدارة في «الميركاتو» الشتوي، والتي أعطت الفريق دفعا إضافيا، فكانت ثمار ذلك سلسلة من النتائج الإيجابية، حققنا بفضلها قفزة نوعية في سلم الترتيب، بالارتقاء إلى الصف الثالث، ولو أن مشكل المستحقات المالية، كان قد فجر الوضع في آخر مقابلتين، ففقدنا كامل التركيز والتوازن، مما كلفنا إهدار نقاط كانت في المتناول، خاصة بعد التعادل بأم البواقي، لأننا ندمنا كثيرا على النقاط التي ضيعناها داخل الديار، حيث كنا قادرين على ترسيم الصعود قبل هذه الفترة، وبالتالي مواصلة الموسم بكل أريحية.