عبر أفراد الطواقم الطبية على مستوى مستشفى بوزيدي لخضر و جناح الحجر بالمستشفى الجديد أحمد بن عبيد، المخصصين حصرا لعلاج المصابين بفيروس كورونا كوفيد 19 و المشتبه في إصابتهم، بولاية برج بوعريريج، على استعدادهم للتضحية من أجل مكافحة الوباء و خدمة المرضى، بتجنيد جميع الوسائل البشرية و المادية، من العامل البسيط إلى الطبيب و الإداري و أعوان التمريض، مطالبين من السلطات الوصية، توفير وسائل الوقاية من ألبسة و مواد التعقيم. و استقبلت الطواقم الطبية، عشية أمس الأول، السلطات الولائية التي تنقلت إلى المستشفيين، لتشجيعها على المجهودات المبذولة و الاستماع لانشغالاتهم، بحماسة كبيرة تعبر عن تجاوزهم لمرحلة الخوف و القلق من انتشار العدوى التي ظهرت في المرحلة الأولى لظهور الوباء، خصوصا بعد تدعيمهم بوسائل الوقاية و منح فرص الإقامة بالفنادق، لإبعادهم عن الضغط و مخاوف نقل العدوى لعائلاتهم و تعقيم مختلف الأجنحة بالمستشفى بشكل دوري. حيث أكدوا على أنهم سيواصلون عملهم بنفس القدر من الشجاعة و التفاني لمكافحة الوباء، مبدين ارتياحهم لما تم تحقيقه في الأسبوع الأخير، بتعافي عشرات المصابين من المرض و بداية السيطرة على الخوف و الوباء بالاعتماد على البروتوكول الوقائي و العلاج المتبع من طرف المجلس الطبي، خاصة بعد تسريع وتيرة الكشف عن الحالات الإيجابية باستعمال جهاز السكانير و التي كانت تستغرق وقتا طويلا، في انتظار الكشف عن تحاليل العينات على مستوى معهد باستور، لتصبح هذه العينات عامل تأكيد فقط لما يتم الكشف عنه بالسكانير، خاصة و أن نسبة الخطأ جد ضئيلة في تأكيد الحالات الإيجابية للمصابين بالفيروس المعدي. و خلال استقبالهم لوالي برج بوعريريج، في زيارته التشجيعية، طمأن ممثل عنهم، المواطنين، بأنهم مجندون لحمايتهم من العدوى و معالجة المصابين بتفان و إخلاص، مضيفا بأن الجميع من الطواقم الطبية و شبه الطبية و العمال و سائقي سيارات الإسعاف و الحراس و عمال النظافة و الطواقم الإدارية بالمؤسسة، مجندون لمكافحة الوباء، مضيفا بأنهم يجتهدون من أجل التكفل الأمثل بالمرضى. و أشار أحد الأطباء، إلى تجاوز الاختلالات التي سجلت في التسيير خلال المرحلة الأولى لظهور الوباء، مبديا ارتياح الطواقم الطبية في الفترة الأخيرة، بالنظر إلى الدعم الذي يتلقونه، خاصة ما تعلق منه بوسائل الوقاية و الحماية، لكن تبقى الحاجة لتدعيم الطواقم الطبية بهذه الوسائل متواصلة، لأن الألبسة الواقية، كما أضاف في حديثه مع الوالي، لا بد أن يتم تغييرها باستمرار بين فترة علاج مريض و آخر و ذلك للتكفل الأمثل بالمرضى و تجنب انتقال العدوى إلى الطواقم الطبية، مطمئنا بتجاوز حالة الفوضى في التسيير، بوضع تنظيم و برنامج محكم للعمل، تسجل فيه بعض الاختلالات من حين لآخر، بحكم التدخل المستعجل لبعض الحالات و النقص المسجل في التأطير على مستوى قسم الإنعاش للأطباء المداومين، لكن سرعان ما يتم احتواء الوضع، من قبل الأطباء المختصين. و في حديثه عن متابعة الوضع و تطور انتشار الفيروس و تفشي الوباء، خلال الأسابيع الأخيرة، أكد على تسجيل حالة من الاستقرار و التحكم في الوضع، مشيرا إلى أن عدد الوفيات المسجلة و الذي بلغ 13 متوفيا بالفيروس على مستوى الولاية، تعود في معظمها إلى أشخاص مسنين فاقت أعمارهم 75 سنة و أغلبهم يعانون من أمراض مزمنة، ما زاد من تأثير العدوى عليهم، رغم خضوعهم للعلاج و المراقبة الطبية و هذا من مجموع 250 حالة استشفائية منذ بداية الوباء، حيث تتواجد حاليا، بحسبه، حوالي 150 حالة في المستشفى بين مصابين و حالات مشتبهة، في حين تم تسجيل أزيد من 80 حالة تماثلت للشفاء أو غادرت المستشفى، بعد الكشف عنها بأجهزة السكانير و خضوعهم للعلاج و البروتوكول الوقائي و تعافى المصابون منهم الذين عادوا إلى منازلهم، فضلا عن خروج عشرات الحالات المشتبه في إصابتها، بعد بقائهم في المستشفى طيلة فترة الحجر الصحي و التأكد من عدم إصابتهم بظهور نتائج التحاليل. و في رده على أهم الانشغالات، أكد الوالي على أنها مشروعة و سيتم التكفل بها، موجها عبارات الشكر و الامتنان و التقدير للمجهود المبذول من قبل الطواقم الطبية المتواجدة في الصفوف الأولى لمكافحة الوباء، معتبرا ما يقومون به، لا يختلف عن الجهاد و التضحية من أجل المرضى، مجددا تأكيده على مرافقتهم و الوقوف معهم لتجاوز هذه المحنة، بتوفير جميع المستلزمات و تدعيم مختلف المصالح بوسائل الوقاية من ألبسة و كمامات و القفازات و الأقنعة الواقعية و مواد و محاليل التعقيم .