منذ تفشي الوباء والإعلان عن الحالة المرضية الأولى، أخذ مستشفى سليم زميرلي جملة من التدابير الاستعجالية لاستقبال المصابين بفيروس كورونا أو المشتبه إصابتهم، حيث تم فتح جناح خاص مزود ب16 سريرا و6 أسرة إنعاش، بالإضافة إلى الإجراءات الوقائية التي اتخذت، بالتنسيق مع وزارة الصحة لحماية الأطقم الطبية. أفادت الدكتورة الفرعية للنشاطات الصحية عبر صفحتها على فايسبوك، أن المستشفى ومنذ انتشار الوباء خصص مصحة للمصابين مجهزة بأسرة استقبلت 25 حالة، منهم من كان حاملا للفيروس ومنهم من كانت نتائجه سلبية، أي حاملين لأعراض الأنفلونزا الموسمية. وأثبتت التحاليل التي أجريت على المرضى الذين تم استقبالهم طيلة الفترة- بحسب ما تحدثت عنه عبر صفحتها الخاصة- أن ثلاث حالات كانت إيجابية وتم التكفل بهم من خلال إعطائهم دواء البروتوكول المعالج المرخص من طرف وزارة الصحة ويعرف وضعهم الصحي اليوم تحسنا. في حين الحالات الأخرى بصدد انتظار نتائج التحاليل وسيتم إخضاعهم، لحين صدور النتائج، إلى أشعة سكانير من أجل تشخيص حالتهم وبداية وصف بروتوكول الدواء المعالج. وبفضل التجهيزات التي خصصها المستشفى للجراحات الطبية الاستعجالية، تم التكفل بجميع الحالات المصابة كل حسب حالته. غير أن المؤسف تسجيل 9 وفيات لن يتمكن أهاليهم من زيارتهم ولا دفنهم بسبب إجراءات الوقاية والخوف من عدوى الوباء. وأوضحت بشأن الوفيات المسجلة، أن أغلبهم قدموا في مرحلة ضيق التنفس وتم إخضاعهم إلى أجهزة التنفس الاصطناعي، ومع ذلك سجلت وفيات، تأسفت لأجلها المصلحة التي تدعو جميع المواطنين الى التعاون من أجل مجابهة الأزمة الصحية من خلال التحسيس بسرعة انتشار الفيروس لدى المرضى المقبلين على المستشفى للعلاج من أمراض أخرى، داعية هؤلاء إلى المكوث في بيوتهم لعدم نقل العدوى. وأعلنت المتحدثة، أنه بفضل دعم وزارة الصحة توجد جاهزية من حيث أسرة الإنعاش الذي ستزود بها عند الضرورة. وعن وسائل الوقاية لحماية الطاقم الطبي، أكدت أن إدارة المستشفى أخذت على عاتقها مسؤولية توفير جميع الوسائل، من مطهرات ومعقمات، سواء للأطباء أو الأعوان أو حتى عاملات النظافة لحمايتهم من العدوى، مؤكدة حرصهم الكامل على إحضار ماهو ضروري للوقاية من العدوى، سواء كانت أقنعة طبية، قفازات أو محاليل مطهرة. في ذات السياق، أشارت إلى المبادرات الإيجابية للمواطنين ومساهمات بعض المتبرعين بتزويد المستشفى بمواد الحماية، على غرار الكمامات التي تعتبر العنصر الواقي الأكبر ضد العدوى، بالإضافة إلى كمية معتبرة من القفازات، الأمر الذي زاد الطاقم الطبي تشجيعا ورغبة، إلى جانب انتشار العمل التطوعي ومحاولة نشر ثقافة الوعي لدى المواطنين من أجل التزام بيوتهم واحترام الحجر الجزئي الذي وضعته السلطات حماية لهم، مشيرة ان الإنسان جزء هام في معادلة مجابهة الوباء، فالطبيب يعالج والمواطن يلتزم بيته، فينحصر الفيروس وتخرج البلاد من الأزمة وبأقل الأضرار.