دروس وداد تلمسان «موعظة» لمن يريد الصعود كشف لاعب شبيبة سكيكدة وليد سيماني، بأنه قاطع شاشة التلفزيون منذ الشروع في اعتماد الحجر الصحي، وهذا لتفادي الآثار السلبية التي تخلفها الأزمة الوبائية على الحالة النفسية لأي انسان، خاصة لما يتعلق الأمر بالأرقام المرعبة للحصيلة المسجلة، وردود الأفعال، ولو أنه وجد في «البلاي ستايشن» البديل لكسر الروتين القاتل، ومحاولة خلق جو جديد داخل الأسرة طيلة فترة الحجر. سيماني، وفي حوار مع النصر، أوضح بأنه من الملتزمين بتدابير الحجر المنزلي، ومغادرته البيت تكون كل صباح من أجل التدرب في الغاية، كما تحدث عن برنامج التدريبات الذي سطره الطاقم الفني لشبيبة سكيكدة، وأكد بأن الصعود يبقى الحلم، لكن تجسيده يتطلب المزيد من التضحيات، لأن خصوصية بطولة الرابطة المحترفة الثانية تبقى كما قال في الاحتفاظ بأسرارها إلى غاية آخر لحظة من الموسم. - كيف هي الأحوال في ظل اعتماد الحجر الجزئي بالجزائر العاصمة؟ أوضاع كل الجزائريين متشابهة في هذه الفترة، لأن الانشغال الوحيد منصب في محاولة مسايرة التدابير، التي اتخذتها السلطات العليا للبلاد لمحاربة فيروس كورونا، والاختلاف يكمن في تباين الظروف الاجتماعية من عائلة لأخرى، لكن الحجر الصحي يبقى القاسم المشترك بين الجميع، لأن خطورة الوباء ناتجة عن سرعة انتشاره بين الأشخاص، والأرقام التي تسجلها الجزائر العاصمة يوميا، خاصة من حيث عدد الوفيات، كانت كافية لتحسيس المواطنين بالخطر الذي يحدق بهم، ونحن في الحراش مازلنا نشاهد بعض المظاهر في الأسواق، إلا أنها تراجعت بالمقارنة مع ما كانت عليه في الأسبوعين الأولين من الحجر، والتزام البيت يطبع يوميات كل أفراد الأسرة من ظهور هذا الوباء، لأن إتباع توجيهات أهل الاختصاص يكفي لضمان الوقاية من الفيروس لكامل العائلة، مادامت الاشكالية تكمن في التخوف من انتقال العدوى بين الأشخاص، وبلدية الحراش تعد من المناطق الموبوءة، بعد تسجيل الكثير من الحالات المؤكدة، ولو أنني شخصيا عزلت نفسي كلية عن المحيط الخارجي، لتفادي الأخبار المرعبة وانعكاساتها على الجانب المعنوي. - هذا يعني بأنك تتدرب في المنزل للمحافظة على اللياقة البدنية في هذه الفترة؟ كلا... فمدرب شبيبة سكيكدة يونس افتسان ضبط منذ وقف المنافسة برنامجا مكثفا للتدريبات، ونحن نجري بموجبه 6 حصص في الأسبوع، بالتدرب على انفراد، والتواصل بانتظام مع المحضر البدني، لتكون الراحة فقط يوم الجمعة، وعليه فإنني فضلت التدرب يوميا بداية من الثامنة صباحا، على مستوى الغابة المحاذية لبلدية الحراش، وهو التوقيت الذي رأيته مناسبا لتفادي الاحتكاك بأي شخص آخر، وبمجرد عودتي إلى المنزل أشرع في تنفيذ الشطر الثاني من برنامجي اليومي، والذي يتوزع بين تأدية الصلوات ولعب «البلاي ستايشن»، مع تصفح من حين لآخر مواقع التواصل الاجتماعي، لأني وجدت في الألعاب الإلكترونية البديل عن برنامجي المعتاد، بعدما افتقدت أجواء المجموعة، واشتقت للتدريبات مع باقي الزملاء، لكن أغلب وقتي أقضيه في «البلاي»، الذي وجدت بفضله الكثير من الراحة، دون مشاهدتي لأي قناة تلفزيونية منذ الشروع في تطبيق الحجر الصحي، لأن التركيز على الوضعية الوبائية، يزيد من الرفع من درجة الضغوطات النفسية داخل الأسر والعائلات، وحتى المباريات التي يعاد بثها ظلت خارج دائرة اهتماماتي، وإطلاعي على الحصيلة اليومية للوباء يكون باطلالة على صفحات «الفايسبوك». - نفهم من هذا بأن فريق شبيبة سكيكدة لم يتأثر كثيرا بالتوقف الاضطراري للمنافسة والذي فرضه فيروس كورونا؟ التدرب على انفراد لا يمكن أن يلبي متطلبات الفريق، واجراء 6 حصص أسبوعيا لكل لاعب، يبقى الهدف الرئيسي منه النجاح في المحافظة على اللياقة البدنية، سيما وأن المحضر البدني على تواصل دائم معنا، لكن ومهما تكن الظروف فإن العمل الجماعي يبقى مفتاح النجاح لأي فريق، كما أن الطاقم الفني يبقى الطرف الوحيد القادر على قياس درجة جاهزية أي عنصر لمرحلة معينة من البطولة، وعليه فإن كل الأندية تتواجد في وضعية مماثلة في هذه الفترة، بعد التوقف الكلي عن التدريبات الجماعية والمنافسة، والفارق يمكن أن يصنعه استعداد اللاعبين من الناحيتين البدنية البسيكولوجية، لخوض المباريات المتبقية من البطولة بعد التخلص من الوباء. - لكن الشبيبة تعد من أبرز المرشحين للصعود إلى الرابطة الأولى، أليس كذلك؟ حقيقة أننا نحتل حاليا الصف الثاني، إلا أن ذلك لا يعني بأننا وضعنا قدما في الرابطة المحترفة الأولى، على اعتبار أن المشوار مازالت فيه 7 مباريات، ومستوى البطولة هذا الموسم، تراجع نسبيا من الناحية الفنية مقارنة بما كان عليه في السنتين السابقتين، لكن الرابطة الثانية أصبحت استثنائية، وخصوصيتها تكمن في الاحتفاظ بكامل أسرارها إلى غاية آخر لحظة من عمر الموسم، والدليل على ذلك النهاية «الدراماتيكية» التي عاشها المتتبعون في آخر موسمين، سواء لما كان الصراع بين شبيبة بجاية وأهلي البرج في آخر جولة، وكذا «سيناريو» الموسم الماضي، عندما ضيّع وداد تلمسان الصعود بطريقة تكشف الصعوبة الكبيرة لهذا القسم، لأن هذا الفريق كان قد احتكر الصدارة في أغلب فترات الموسم، إلا أنه خسر الرهان في آخر جولتين، وهذه دروس ميدانية يجب أن نحفظها جيدا، ونستخلص منها العبر، ولو أننا كنا نتواجد في «فورمة» عالية، جسدتها «ديناميكية» النتائج الإيجابية، لكن فيروس كورونا حطم مشوارنا، ومع ذلك فإننا مصممون على عدم تفويت الفرصة، وتجسيد الحلم الذي يراود الأنصار، كما كان عليه الحال قبل موسمين عندما حققت الصعود بألوان جمعية عين مليلة، إذ أن تسيير المشوار مقابلة بمقابلة يكفي لأخذ نظرة واضحة، وتفادي السقوط في فخ الحسابات المسبقة، كما أن رزنامتنا صعبة نسبيا، باستقبال أندية تصارع من أجل تفادي السقوط، في صورة الحراش، مولودية بجاية وتاجنانت، مع التنقل لمواجهة منافسين من كوكبة الطامحين للصعود، أمثال تلمسان، عنابة، الخروب والمدية.