استقبل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، أمس السبت، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني لدولة ليبيا السيد فائز السراج الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر على رأس وفد هام، حسبما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية. وتدخل هذه الزيارة في إطار الجهود المكثفة المتواصلة التي تبذلها الجزائر من أجل «استئناف الحوار بين الأشقاء الليبيين لإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية يكون قائما على احترام إرادة الشعب الشقيق وضمان وحدته الترابية وسيادته الوطنية، بعيدا عن التدخلات العسكرية الأجنبية» كما أوضح البيان. وسبق لرئيس الجمهورية أن أكد عدة مرات أن الجزائر تسعى إلى حقن دماء الليبيين بطريقة سلمية، وترفض كل التدخلات العسكرية والحرب بالوكالة التي تقودها عدة دول، مع الحرص على الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، والاستعداد للمساعدة حتى لا تتحول ليبيا إلى صومال جديد. وكشف رئيس الجمهورية في آخر ندوة صحفية له أن المقاربة الجزائرية لحل الأزمة في هذا البلد الشقيق القائمة على الحوار السلمي والابتعاد عن التدخل العسكري، تحظى بدعم دولي واسع بما في ذلك « الدول العظمى»، وقال رئيس الجمهورية "حاولنا بكل مجهوداتنا حل الأزمة سلميا ونحن نقف على نفس المسافة من كل أطراف النزاع"، مضيفا أن الدم الذي يسيل في ليبيا هو دم الليبيين وليس دم من يقوم بالحرب عن طريق الوكالة. كما أكد الرئيس تبون أنه لن يكون هنالك أي حل في ليبيا سوى العودة إلى طاولة الحوار بين كامل الفرقاء مهما يكن عدد الضحايا الذي يسقطون خلال المعارك يوميا، موضحا أن الجزائر تتألم لما يحدث وذلك لأنها مرت بمثل هذه المصائب كما أن لها القدرة على تقديم الحلول من منطلق التجربة. من جهة أخرى تعد الجزائر، بحسب الرئيس الدولة الوحيدة القادرة على جمع كل الفرقاء الليبيين وذلك باعتراف الليبيين أنفسهم، وذلك لأنه ليس لديها أي أهداف توسعية أو اقتصادية، وأن الهدف الوحيد هو حقن الدماء وحماية الحدود، حيث قال الرئيس «نحن الأحق بحل الأزمة الليبية، كما أن الدبلوماسية الجزائرية تعمل بشكل مكثف بالتنسيق مع دول الجوار للخروج من الأزمة، وكذا الرؤية التي أبلغتها الجزائر للدول الكبرى». وسبق الزيارة التي قام بها أمس رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبي فائز السراج، زيارة رئيس مجلس النواب عقيلة صالح إلى الجزائر الأسبوع الماضي، ومواصلة لسلسلة اللقاءات التي تحتضنها الجزائر منذ انتخاب الرئيس عبد المجيد تبون نهاية العام الفارط، حيث سبق لنفس المسؤول القدوم إلى الجزائر قبل أسابيع على موعد قمة برلين، مقابل قيام وزير الخارجية صبري بوقدوم بزيارة ليبيا حيث التقى مع المسؤولين في حكومة الوفاق الوطني إلى جانب زيارته لبنغازي ولقائه عددا من مسؤوليها على رأسهم اللواء خليفة حفتر، وعقده لقاء مع زعماء القبائل وأكد يومها أن الجزائر تقف مع الليبيين في أزمتهم.