المطربة اللبنانية غادة شبير تسحر الجمهور في الليلة الثانية تألقت المطربة اللبنانية غادة شبير في الليلة الثانية من المهرجان الدولي للمالوف الذي تجري فعالياته منذ يوم الجمعة بالمسرح الجهوي لمدينة قسنطينة، حيث استمتع الحضور بالموشحات الشرقية التي حملتها في عرض تمازج بالمالوف القسنطينى مع جمعية مقام ،فكانت اللوحة بألوان التراث الأندلسي الذي أعاد أمجاد سيد المقام الموصلي زرياب الذي ستضيفه مدينة سيرتا. في الجزء الأول من السهرة غنت المطربة اللبنانية غادة شبير باقة من القصائد والأغاني من روائع الطرب العربي حلقت بها في رحاب المواويل الشرقية على أنغام الموسيقى الأصيلة التي شدت بها عبر وصلات أضفت أجواء من سحر وعبق الماضي في قاعة لزمها السكون إلا الصوت الدفء الذي ظل يبدع من كنوز الشعر العربي القديم،منها"زمن الوصل بالأندلس"وهي شعر قديم، و"محبوب القلب"و"ياريم ألفنا"وختمتها بإيقاعات من الفلكلور اللبناني . وطيلة العرض لم تتوقف تصفيقات الجمهور الذي أبهره صوت المطربة التي ظلت تستعرض قدراتها الصوتية بحالة من العشق للتراث العربي الأصيل ، وهي تقول عن ذلك أنها نذرت نفسها للبحث عن أسرار هذه الموشحات حيث عملت لسنوات طويلة على جمع ما أمكن جمعه بطريقة علمية صرفة،وهو ما كان لها حيث استطاعت أن تجمع عدد لايستهان به من المواويل وأشتغلت على بعث القصائد القديمة في شكل إيقاعات وترانيم موسيقية من إسهام عمالقة الموسيقى العربية أمثال سيد درويش ،والإخوة رحباني،ومحمد القصبجي وغيرهم. الفنانة غادة شبير تحمل ماجستير في العلوم الموسيقية ودبلوم في الغناء الشرقي وتعد مشاركتها هذه الثانية في المهرجان الدولي للمالوف بقسنطينة،حيث سبق أن حضرت السنة الماضية. أما الجزء الثاني من هذه السهرة كان لجمعية مقام من قسنطينة التي قدمت لأول مرة برنامجا جديدا تمثل في مقتطفات من ثلاثة طبوع من التراث القسنطينى مع تتابع تسلسل نوبة المالوف(طبع رصد الديل،طبع رمل الماية،طبع الزيدان) وقد أبدع أعضاء الجمعية في تقديم ؟ألوان من التراث الموسيقي القديم . وحسب الأمين العام للجمعية الفنان عليه محمد الهادي فإن مشاركه في هذه التظاهرة الدولية من شأنها أن تساهم في ترقية وتطوير عمل جمعية مقام الحائزة على المرتبة الاولى في مسابقة المهرجان الوطني للمالوف،وقال أن الجمعية التي تتواجد علي الساحة الفنية منذ سنة 1995 تعد مدرسة بأتم معني الكلمة لأنها تضم 130 تلميذا موزعين على خمسة أقسام يمثلون الجانب التعليمي. للإشارة فإن عمل الورشة التي تقام على هامش هذه التظاهرة قد أنطلق على مستوى مدرسة الموسيقى التي تستقبل المواهب لتدريبهم على آلة الكمان. ومن جهة أخرى يتواصل برنامج المحاضرات التي تلقي الضوء على تاريخ موسيقى المالوف والتعريف بالمدارس الفنية وخصوصية الطبوع المغاربية. ع. مرزوق تصوير:ع.عمور