قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء عنابة، أمس، بتسليط عقوبة 20 و 10 سنوات سجنا نافذا، في حق المتهمين بقتل جارهما و هم في حالة سكر، بعد أن وجها له عدة طعنات بخنجر في حي 400 مسكن ببلدية برحال، في مشاجرة عنيفة تسببت في استقرار خنجر الفاعل في قلب الضحية، فتوفي بعين المكان، ليتم توقيفهما في حاجز أمني. و تمت متابعة المتهم الأول بجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار و الثاني بالمشاركة في القتل العمدي مع سبق الإصرار، في ثاني محاكمة بعد قبول للطعن بالنقض . تعود وقائع القضية إلى تاريخ 17 جوان 2018، عندما تلقت عناصر المناوبة المحلية بأمن دائرة برحال، مكالمة هاتفية، في حدود الساعة التاسعة و 45 دقيقة، مفادها وقوع شجار بحي 400 مسكن ببرحال، أين تنقلت إلى عين المكان فلم تعثر على المتشاجرين، لتتوجه مباشرة إلى المؤسسة العمومية للصحة الجوارية ببرحال، أين وجد الضحية المدعو (م.ب) المكنى «عماد الظلمة»، الذي تم نقله إلى هناك من قبل وحدات الحماية المدنية، حيث كان مصابا جروح بليغة على مستوى الصدر في جهة القلب بواسطة آلة حادة، ليفارق الحياة متأثرا بجراحه. و بعد التحريات التي قامت بها المصالح الأمنية، تبين أن الضحية تشاجر مع المتهم (س.ع) المكنى «الصقر» و (ب.ص) المكنى «العرس» و بعد تكثيف الدوريات عبر إقليم الاختصاص بالتنسيق مع الفرقة المتنقلة للشرطة القضائية، تم إيقاف المتهمين بالقرب من موقف حافلات خط برحال- الكاليتوسة، حيث حاول كل منهما الفرار بمجرد مشاهدتهما لعناصر الشرطة، ليتم توقيفهما و كانا في حالة سكر متقدمة . ممثل النيابة العامة، حسب ما جاء في جلسة المحاكمة، التمس تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهمين، لوجود قرائن تدينهما بالوقائع المنسوبة إليهما، خاصة و أنهما تسببا في قتل الضحية (م.ب) عن طريق طعنة بآلة حادة أصابته في منطقة القلب و هو الثابت من خلال تقرير الطب الشرعي بعد تشريح جثة الضحية، هذا الأخير تعرض لعدة إصابات جسمانية حديثة، حيث تبين أنه تلقى طعنات من طرف أكثر من شخص و هو ما يتماشى مع التحريات الأولية و التحقيق القضائي، فضلا عن محاولة المتهمين الفرار قبل توقيفهما من قبل عناصر الشرطة. و لدى سماع الشاهد (ز.م)، صرح بأنه خلال الوقائع و تحديدا بعد وقت المغرب، كان متواجدا بمنزله و بعد تناول وجبة العشاء، خرج من المنزل أين وجد كلا من المتهم (س.ع) و الضحية (م.ب) يتشاجران و هما في حالة اشتباك ساقطين على الأرض و بعض الأشخاص يقومون بفكهما من بعضهما، ليتمكنوا من تفرقيهما، دون أن يكن يعلم أنهما في حالة سكر، أو إن كان أحدهما يحمل سكينا. خلال جلسة المحاكمة، اعترف المتهم (ب.ج) بأنه قام بطعن الضحية في صدره، مصرحا بأنه لم تكن لديه نية لإزهاق روحه و قال بأن الضحية جاره و بتاريخ الوقائع حوالي الساعة الثامنة ليلا، كان برفقة صديقه المتهم (س.ع) في مكان يقع خلف متقنة « رضا حوحو»، بصدد تناول المشروبات الكحولية و قد كان معه ابنه الصغير البالغ من العمر عام و نصف و بعد أن انتهيا من احتساء المشروبات الكحولية، غادرا المكان قاصدان الحي الذي يقيمان فيه و عند وصولهما إلى هناك، وجدا الشاهد (ب.م) جالسا فألقيا عليه السلام، ثم تقدم منه و بدأ في استفزازه، فطلب منه الابتعاد عنه، ليقوم بسبه ثم إحداث ضوضاء في ذلك المكان، قبل أن يتقدم منهم الضحية (م.ب) للاستفسار عن السبب، ثم اشتبك معهما و بعدها تدخل أشخاص لفض الشجار، ثم عاد الضحية للشجار، فقام المتهم بحمل سكين وجده مرميا على الأرض ووجه به طعنة للضحية على مستوى القلب، فيما نفى المتهم الثاني (س.ع) كونه تشابك معه و أكد على أنه وقع شجار بينه و بين الضحية و لم يشاهد المتهم شريكه يقوم بطعنه.