كل جريمة قتل خلفها أسباب وخلفيات، ماعدا الملف الحالي الذي عرضته محكمة جنايات البليدة، صبيحة أمس، حيث بقي لغز مقتل الضحية «ب.م» بالقرب من ميناء الجميلة بعين البنيان، بعدما تلقى 25 طعنة بأنحاء متفرقة من جسمه، أغلبها كانت في الظهر بواسطة سكين من الحجم المتوسط على يد بائع السمك «ح.ق.د» في سوق المدينة يثير تساؤلات لتصريحات الجاني، أنه تدخل لفك النزاع بين الضحية وصديقه المتهم معه في القضية، إلا أنه تلقى صفعة من قبل الضحية وتحت وطأة أم الخبائث «الخمور»، أخرج سكينا من حزام سرواله وأجهض على غريمه حتى الموت.حيثيات وقائع الجريمة، ترجع لصائفة سنة 2011، أين خرج المتهم «ح.ق.د» من منزلهم العائلي في حدود الساعة العاشرة ليلا، باتجاه ميناء الجميلة للالتقاء بباقي أصدقائه، من بينهم المتهم الثاني «س.س» لاحتساء المشروبات الكحولية، وهناك التقوا بالضحية «ب.م» الذي كان هو الآخر برفقة أصدقائه يحتسيان المشروبات الكحولية، ومع مرور الساعات وفي حدود الثانية صباحا، وبعدما لعبت الخمور بعقولهم، بدأ الضحية يتفوه بكلام قبيح من دون أن يقصد أحدا، إلا أن المتهم «س.س» اعتقد أنه المعني، فدخل معه في جدال تطور إلى شجار تم فكه من قبل الحاضرين لأكثر من ثلاث مرات، آخرها اشتد بينهما الشجار فقام الضحية بضرب المتهم «س.س» برأسية سقط أرضا، وهنا تدخل المتهم «ح.ق.د» للدفاع عن صديقه فتلقى صفعة من قبل الضحية، أين فك النزاع من قبل الأصدقاء، وعند مغادرة الضحية المكان، أخرج المتهم سكينا من حزام سرواله ليوجه له عدة طعنات بأنحاء متفرقة من جسمه، وبالرغم من أن الضحية حاول مواصلة السير ببطء، إلا أن الجاني واصل طعنه بالسكين حتى سقط جثة هامدة قبل تقديم له يد المساعدة، ليغادر برفقة صديقه إلى المنزل وإخفاء أداة الجريمة، وبعدما علم أن الضحية توفي اختفى عن الأنظار، ليسلم نفسه بمساعدة والدته التي أقنعته بذلك، أين صرح أنه طعن الضحية بأربع طعنات فقط، محاولا التدخل لفك النزاع بين الضحية والمتهم الثاني «س.س»، إلا أن تقرير الطبيب الشرعي يثبت تلقي الضحية 28 طعنة، وأن سبب الوفاة هي الإصابة التي كانت على مستوى الرجل أدت إلى قطع الشريان المؤدي إلى القلب، فيما لم يكن هناك وقت للضحية للدفاع عن نفسه، بينما المتهم الثاني «س.س» الذي بسببه حدثت الجريمة، أكد أنه لم يشاهد واقعة الضرب، لأنه كان مغمى عليه بعدما تلقى ضربة على الرأس من قبل الضحية. القضية الغامضة لمقتل الضحية بهذه الطريقة الوحشية وبعد غلق باب المرافعات، سلطت عقوبة المؤبد في حق المتهمين «ح.ق.د» و«س.س» عن جناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والمشاركة للثاني.