اختارت مجموعة الحياة البرية من مدينة الشريعة بولاية تبسة، هواية تصوير الحياة في البراري، كما لم يسبق مشاهدتها من قبل، في صور و فيديوهات عالية الجودة، تظهر فيها هذه الحيوانات المهددة بالانقراض، المتواجدة بإقليمي بلديتي الشريعة و ثليجان، و من بينها الأفعى الموريتانية و عديد الزواحف الأخرى و الطيور، و تمكنت المجموعة بهذا العمل الاحترافي، من تحقيق نجاح كبير، و أصبح لديها متابعون لصفحتها بموقع فايسبوك، يعدّون بالآلاف. بدافع حب الطبيعة و المغامرة و الاكتشاف، انطلق أعضاء المجموعة، إلى حياة البراري و ما تخفيه من أسرار، من خلال عدسات التصوير التي توثق كل صغيرة وكبيرة، لاصطياد الصور من عمق الطبيعة، حيث توجد العديد من الحيوانات المهددة بالانقراض على تراب ولاية تبسة، فيحاولون التعريف بها للحد من خطر الانقراض الذي بات يهددها، و العمل جاهدين من أجل اكتشاف حيوانات جديدة غير مألوفة و كانت تصنف على أنها من الأساطير. يؤكد أعضاء المجموعة للنصر، أن مناطق بلديتي الشريعة وثليجان، بجنوب غرب عاصمة الولاية تبسة، تتواجد بها أنواع كثيرة من الطيور و الحيوانات، منها ما هو مهدد بالانقراض ويحتاج إلى اهتمام وعناية من طرف الجهات الوصية، و منها ما يجب الاستفادة منه لتوفير الأمصال التي تدخل في عمليات التلقيح، في حال تعرض المواطنين إلى اللدغ، سيما العقارب والأفاعي، كما تتواجد الأسماك التي تعيش في المياه العذبة و هي الأخرى مهددة بالانقراض، خاصة إذا علمنا أن وجودها يقتصر على بلدان شمال إفريقيا، و ينحصر في بعض المناطق فقط، فضلا عن بعض الأنواع من الطيور الصديقة للبيئة، في حين يدق أعضاء المجموعة ناقوس الخطر بعد ظهور أنواع من الحشرات و القوارض أصبحت تهدد التوازن البيئي. أفعى موريتانيا تستوطن بالدرمون والجرف استطاع أفراد المجموعة في السنة الماضية، إنجاز عمل وثائقي مميز مدته 18 دقيقة، حول أفعى موريتانيا، التي تتكاثر بالمنطقة الجنوبية للولاية، على امتداد مناطق الدّرمون و الجرف و الحريشة، غير أنهم تفاجأوا بتعرضه للسرقة من طرف العديد من الصفحات، دون ذكر المصدر أو الإشارة إلى أصحاب العمل.من مميزات هذه الأفعى أن لديها قدرة عجيبة على تسلق الأشجار، مما يصعب من الإمساك بها، كما نجحت المجموعة في اكتشاف أفعى أو كوبرا شمال إفريقيا، و اسمها العلميNaja Haje، والتي تم العثور عليها الصيف الماضي من طرف راعي أغنام، فتمكن من قتلها وسلمها إلى عناصر المجموعة، الذين انطلقوا في رحلة بحث عنها لمدة 5 سنوات في المناطق المذكورة، إلى أن تمكن ياسين مباركية، أحد أفراد المجموعة، من الإمساك بها قبل 3 أشهر بمنطقة " الباطنة" بالقرب من جبل بوقافر على مشارف الجبل الأبيض، وهي على ضفة الوادي في طريقها إلى جحرها، و بعد قرابة 20 دقيقة، تم ترويضها و تصويرها في فيديو، ليتم بعد ذلك إخلاء سبيلها، وقد بلغ حجمها 190سم.عن سبب تواجد هذه الزواحف في المنطقة، أكد لنا ممثل المجموعة، أنه يحتمل أن فرنسا أثناء احتلالها للجزائر، قامت بجلب هذه الزواحف، ومنها الكوبرا ، من الهند و أطلقتها على امتداد جبال الأوراس، انطلاقا من باتنة إلى غاية الحدود التونسية، و هي تشبه التي توجد في مصر و المغرب، خاصة من حيث اللون و الشكل و درجة السميّة.و الاحتمال الثاني أنها لا توجد إلا في المناطق شبه الرطبة في المناطق شبه الصحراوية أي على ضفاف الأودية، و غير موجودة في الصحراء و لا في التل، مع العلم أنه تم رصدها في الدول التي ذكرت آنفا ، على الخط الفاصل بين الصحراء والتل و على ضفاف الأودية، وهناك من يقول أن الرحالة و المستكشفين، هم الذين جلبوا هذا النوع من الزواحف و تم إطلاقها في المناطق الملائمة لها بشمال إفريقيا. الدعوة إلى وضع حد لإبادة الطيور البرية أعضاء مجموعة الحياة البرية، و في سياق ذي صلة، أعربوا من جهة أخرى عن أسفهم الشديد لتواصل الجرائم البيئية في وضح النهار، دون رقيب أو حسيب، حيث سجلوا حملة إبادة لطيور الهزاز، و النعار « الكناري الأوروبي»، و الحسّون التفاحي، والحسّون الظالم، وهي أنواع من الطيور تم صيدها من طرف أعداء الطبيعة بأعداد كبيرة بجبل تنوكلة وبالتحديد «الكاف الأحمر»، حيث يوجد موقع الصيد، العين البيضاء، مما يهددها بالانقراض في فترة وجيزة، و يطالب المتحدثون بتسليط أقسى العقوبات على كل من يمارس الصيد العشوائي، بتطبيق القانون الجزائري الذي يعتبر عقوبة صيد الحيوانات المهددة بالانقراض، أكبر من عقوبة المخدرات.