مدلسي يقدم عرضا للجنة الشؤون الخارجية لمجلس الأمة اليوم بلاني: مدلسي لن يسأل أمام نواب الجمعية الفرنسية إنما سيحل ضيفا يحل مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية اليوم ضيفا على لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الجزائرية في الخارج لمجلس الأمة لتقديم عرض حول الدبلوماسية الجزائرية في ظل التحولات الجارية حاليا على الساحة الدولية وخاصة ما يجري في المحيط الإقليمي. قال عمار بلاني الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية أن الوزير مراد مدلسي سيقدم اليوم أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والجالية الوطنية بالخارج للغرفة العليا للبرلمان عرضا حول نشاط الدبلوماسية الجزائرية في ظل التحولات التي يعرفها العالم في هذه المرحلة، وخاصة بالنسبة لما يجري على الساحة الإقليمية التي تنتمي إليها بلادنا. وتعد هذه المرة الأولى التي يستضاف فيها وزير الشؤون الخارجية من طرف نواب الأمة حول مسائل تتعلق بالنشاط الدبلوماسي للبلاد، رغم أن القانون يسمح بذلك، والتقاليد السياسية في الكثير من بلدان العالم تشتغل بهذا الأسلوب. لكن السياسة الخارجية الجزائرية التي وجهت لها انتقادات من الداخل في الأشهر الأخيرة على خلفية مواقفها من كثير القضايا الإقليمية لم تدفع نواب غرفتي البرلمان إلى توجيه أسئلة كتابية أو شفوية لوزير الشؤون الخارجية للاستفسار عن النشاط الدبلوماسي للبلاد في هذه المرحلة كما هو معمول به في بلدان العالم عندما تطرأ أزمات أو مستجدات. وعليه سيكون لقاء مراد مدلسي اليوم بأعضاء لجنة مجلس الأمة فرصة له لتوضيح مواقف الجزائر من عديد القضايا التي عرفتها الساحة العربية و المغاربية بالخصوص في الأشهر الأخيرة، و تقديم خطوط عريضة عن الإستراتيجية التي تتبعها الدبلوماسية الجزائرية في التعامل مع هذه القضايا الحساسة والخطيرة على حد سواء. وسيكون هذا اللقاء أيضا فرصة للرد على كل الذين اتهموا الدبلوماسية الجزائرية في المدة الأخيرة بقصر النظر وغياب إستراتيجية واضحة لها خاصة بعد تسارع الأحداث على الساحة الليبية على اعتبار أن هذا البلد جار، و له حدود تمتد على ألف كيلومتر مع بلادنا وتربطه بنا علاقات تاريخية وسياسية واقتصادية متميزة منذ سنوات بعيدة. و تجدر الإشارة أن الدبلوماسية الجزائرية لعبت في المدة الأخيرة دورا ملحوظا فيما يتعلق بالأزمة السورية، حيث أن الجزائر عضو في اللجنة العربية المكلفة بمتابعة هذا الملف أدت ما عليها في الدفاع عن حق الشعب السوري في الحرية، وكذا في عدم التدخل في شؤونه الداخلية وحقه في إيجاد حل سلمي مقبول للازمة التي يتخبط فيها من مارس الماضي، وهذا باعتراف العديد من الأطراف، وقد فضلت الجزائر دائما الحل العربي للازمة السورية ودفعت كثيرا في هذا الاتجاه رغم مواقف بعض الدول العربية التي كانت تفضل تدويل الملف السوري. كما لعبت الدبلوماسية الجزائرية أيضا دورا واضحا في منطقة الساحل والصحراء، حيث نجحت في تنظيم ندوات دولية منذ شهر سبتمبر الماضي تتعلق ببحث مسائل الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في هذه المنطقة، وسبل دفع عجلة التنمية بها، ولهذا الغرض احتضنت الجزائر ندوتين دوليتين حول الموضوع، ونجحت إلى حد بعيد في إيصال الرسالة باعتراف الآخرين. وفي جانب متصل أوضح عمار بلاني الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية أن العرض الذي سيقدمه مراد مدلسي يوم الأربعاء المقبل أمام نواب الجمعية الوطنية الفرنسية لا يعتبر مسألة كما أسمته بعض الجهات، إنما سينزل الوزير ضيفا على الجمعية الوطنية الفرنسية في إطار ما يسمى الحوار السياسي بين البلدين، معتبرا أن اللقاءات بالبرلمانيين في هذا الصدد عاملا مهما بالنسبة للعمل الدبلوماسي لكل دولة. وسيقدم مدلسي أمام أعضاء الجمعية الوطنية الفرنسية عرضا عن المحاور الكبرى للدبلوماسية الجزائرية في بعدها العربي والإفريقي والمتوسطي، وكذا عرض عن مسار الإصلاحات السياسية التي تعرفها الجزائر منذ شهور.