أكد البروفيسور مصطفى خياطي أمس بأن توسيع حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية سيساهم في تنقية الأجواء من الفيروسات خلال فصل الشتاء، ويساعد على التشخيص السريع لحالات الإصابة بكورونا، كما سيمنح حصانة أكثر للفئات الهشة، خاصة المسنين والمرضى المزمنين. وأفاد رئيس الهيئة الوطنية لترقية البحث وتطويره «للنصر» بأن استيراد كميات زائدة من اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية وتوسيع التلقيح ليشمل فئة الأطفال الأكثر من ست سنوات أيضا، انسجاما مع الاتجاه العالمي، سيحد من حالات العدوى بالزكام، لا سيما فئة الأطفال التي تعد ناقلة للمرض، كما سيؤدي إلى تنقية الأجواء من الفيروسات المسببة للأنفلونزا الموسمية، بما يساعد على التشخيص السريع للحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا. ونبه البروفيسور خياطي إلى أهمية الالتزام بإجراء اللقاح الخاص بالأنفلونزا الموسمية فور انطلاق الحملة التي ستكون مع بداية شهر أكتوبر المقبل، مطمئنا المعنيين بهذه العملية بأن كل الإجراءات الوقائية تم اتخاذها مسبقا من قبل الوصاية، في إطار البروتوكول الصحي الخاص بتسيير المصالح والوحدات الاستشفائية، لتجري الحملة في ظل التدابير الاحترازية المنصوص عليها. وأكد المصدر بأن شتاء هذا العام ستكون خاصة، لأن الإصابة بالزكام الموسمي ستتزامن مع تسجيل إصابات أخرى بكوفيد 19 الذي بدأ يفقد قوته، بدليل تسجيل نفس الوضعية بأستراليا التي تشرف آليا على نهاية فصل الخريف وبداية فصل الشتاء بتسجيل إصابات بالزكام وبكورونا في نفس الوقت، لكنه استبعد أن يصاب نفس الشخص بالمرضين في نفس الوقت إلا في حالات جد نادرة. وأوضح رئيس هيئة فورام بأن هذا الوضع جعل المختصين عبر العالم يصرون على ضرورة التلقيح ضد الزكام الموسمي، للتقليل من حالات الإصابة قدر الإمكان بين الفئات الهشة والأطفال والمرضى المزمنين، ولتظهر جليا الإصابات الجديدة بفيروس كورونا دون أن تختلط الأمور على الأخصائيين، الذين قد يستغرون بعض الوقت للفرز ما بين كوفيد 19 والأنفلونزا، لا سيما وأن أغلب الأعراض التي تظهر على المصابين بالمرضين متشابهة. وفي نظر البروفيسور خياطي فإن التلقيح الذي يجري على نطاق واسع سيوفر الحماية للجميع ويصفي الأجواء من الفيروسات التي تظهر خلال موسم البرد، متوقعا بأن تبادر وزارة الصحة إلى اقتناء كميات إضافية من الجرعات المقدرة سنويا بحوالي 2.5 مليون، في ظل ارتفاع الطلب العالمي على اللقاح المضاد للزكام الموسمي، معتقدا بأنه إذا تم تعميم التلقيح على فئات واسعة ضد الأنفلونزا بما فيها الأطفال، فإن الأعراض التي ستظهر فيما بعد سيتم تشخيصها على أنها كوفيد، بعد التأكد من طبيعة الأعراض التي تظهر على المصاب. وبدد المصدر مخاوف عامة المواطنين من إمكانية تسجيل موجة ثانية لفيروس كورونا المستجد مع قدوم موسم البرد، قائلا إن كافة التوقعات بنيت على أسس غير صحيحة، لان الفيروس بدأ يفقد قوته، وسيتحول مع الوقت إلى فيروس عادي على غرار الزكام ويمكن إخضاعه للبروتوكول العلاجي المعتمد حاليا، وان المطلوب من الأفراد ان يتعايشوا مع الوضع وأن يتعاملوا مع المرض على غرار باقي الأمراض الموسمية، لا سيما وأن الابحاث أكدت بأن كوفيد 19 قابل للتطور الموسمي، عكس ما كان يعتقد عند ظهوره. وبشأن ظروف إجراء اللقاح على مستوى الوحدات الصحية الجوارية، قال المصدر إن استبعاد هذه المنشآت من التكفل بالحالات المصابة بكورونا، واللجوء إلى غلقها عند ظهور العدوى، حيث توجهت كل الحالات إلى المستشفيات، كان عاملا إيجابيا في تحصين هذه المراكز الصحية من انتشار فيروس كورونا، وهو ما سيضمن الحماية الكاملة للمعنيين بحملة التلقيح، التي ستجري حسبه تحت إجراءات وقائية جد صارمة، من بينها التباعد الجسدي وعدم استعمال الحقنة إلا مرة واحدة فقط، وإلزام الممرضين والأطباء بارتداء الأقنعة الواقية والقفازات.