أكد عدد من المختصين في أمراض الأنف و الأذن و الحنجرة، و الأمراض الصدرية أن التزام المواطنين بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا، و المتمثلة أساسا في ارتداء الكمامة و غسل الأيدي و الالتزام بالتباعد الجسدي، من شأنها الحفاظ على استقرار الحالة الوبائية في الجزائر، و كذا التقليص من عدد الإصابات بالأنفلونزا الموسمية، خاصة و أننا في فصل الخريف و سنستقبل قريبا فصل الشتاء و ما يرافقهما من انخفاض درجات الحرارة ، مؤكدين أن الالتزام بالبرتوكول الصحي سيكسر العدوى، لأن الانفلونزا الموسمية و كورونا كلاهما عبارة عن مرض فيروسي معد، و يتشابهان في الكثير من الأعراض. * الدكتور جمال بوخشم مختص في أمراض الأنف و الأذن و الحنجرة إرتداء الكمامة إجباري حتى في الأماكن العامة خلال الفترة القادمة أكد المختص في أمراض الأنف و الأذن و الحنجرة الدكتور جمال بوخشم ، أن أعراض كوفيد 19 و الأنفلونزا الموسمية تتشابه إلى حد بعيد، و الفرق بينهما يكمن أساسا في سيلان و انسداد الأنف بالنسبة للانفلونزا، مع وجود بعض الأعراض الخاصة بكل مرض على حدة ، كما أنهما مرضان فيروسيان يتميزان بالقدرة على الانتقال من شخص إلى آخر . و في حديثه للنصر، أوضح المختص أنه مع برودة الطقس سيرتفع عدد الإصابات بالأنفلونزا الموسمية، و نظرا للحالة الوبائية التي تعرفها الجزائر كباقي دول العالم، سيحدث نوع من الهلع عند المواطنين، بسبب الخلط بين أعراض المرضين، لهذا وجب التفريق بينهما، من خلال العرضين اللين سبق ذكرهما ، أما باقي الأعراض فهي متشابهة قد تزيد أو تقل حدتها بين المرضين، على غرار درجة الحرارة التي تكون مرتفعة أكثر عند الإصابة بكوفيد 19 ، و الصداع الذي يعاني منه عموما المصاب بالأنفلونزا، بينما يفقد المصاب بكوفيد 19 حاستي الشم و الذوق لعدة أيام، لكنها تكون أقل حدة عند المصاب بالزكام. و أضاف أن التشابه كبير في باقي الأعراض، و غالبا ما تطرح إشكالا عند الأطباء و المرضى، خاصة بالنسبة لمرضى كورونا الذين لا تظهر لديهم كل الأعراض، و قد تشخص على أنها أنفلونزا. و يرى المختص أن الحل الوحيد للتقليص من خطر الإصابة بالفيروسين ،هو تطبيق المواطنين لآليات الوقاية، رغم التراخي و حالة الاستهتار المسجلين مؤخرا، مشددا على ضرورة العودة لتطبيق الآليات بصرامة، و في مقدمتها ارتداء الكمامة التي تضمن عدم انتقال العدوى من شخص لآخر و الغسل الدائم للأيدي و احترام مسافة الأمان بين الأشخاص، خاصة و أننا على مقربة من الدخول المدرسي و احتكاك الأطفال بالمحيط الخارجي ، و قدرتهم على نقل الفيروس إلى أفراد العائلة، و إذا كان بينهم أشخاص من كبار السن أو من المصابين بالأمراض المزمنة، سيعقد الفيروس حالاتهم و ستصل إلى حد الإنعاش أو الموت ، مضيفا أن احتمال إصابة نفس الشخص بالأنفلونزا و كورونا في وقت واحد، أمر وارد جدا ، لكن الخطورة تكمن في الأعراض التي تكون حادة عند الأمراض المزمنة و مرضى الحساسية و القصبات الهوائية و الربو ، فيكونون أكثر عرضة من غيرهم لمشاكل ضيق التنفس و يحتاجون للإنعاش، و قد ينتهي بهم الأمر إلى الاصابة بعدة تعقيدات، أخطرها الموت. و يدعو الدكتور جمال بوخشم مرضى الحساسية و باقي الأمراض المزمنة، إلى أخذ لقاح الأنفلونزا الموسمية ، لأنه سيقلل من الأعراض فتكون خفيفة أو بسيطة، و يمكن للجسم التخلص من الفيروس في مدة قصيرة، بفضل المضادات الحيوية التي يوفرها اللقاح. و يرى المتحدث أن انتشار ثقافة صحية وقائية وسط المجتمع الجزائري، نتيجة ظهور وباء كورونا، سيحد من عدد الإصابات بالأنفلونزا الموسمية من جهة، و سيساهم في استقرار و تراجع عدد الإصابات بكوفيد 19 ، و يرجح أن يصبح ارتداء الكمامة إجباريا في الأماكن العامة مستقبلا، لأنها الحل لتفادي الإصابة و الوقاية من ظهور موجة ثانية من الوباء خلال الأيام المقبلة، تعيشها الكثير من الدول الأوربية حاليا، حسبه. * خليل غبولي رئيس مصلحة الجراحة الصدرية بمستشفى قسنطينة المصابون بالأمراض الصدرية مطالبون بالحذر أكثر من غيرهم نفى رئيس مصلحة الجراحة الصدرية بالمستشفى الجامعي الحكيم ابن باديس بقسنطينة البروفيسور خليل غبولي، أن يكون المصابون بالأمراض المزمنة أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بفيروس كورونا المستجد. و قال غبولي في حديث للنصر، أن هذا الفيروس له قدرة كبيرة على العدوى و تراجع الإصابات، لا يعني أن الفيروس في حالة ضعف، كما يروج البعض، بل أن الحالة الصحية مستقرة ، نتيجة التزام شريحة واسعة من المواطنين بالبرتوكول الصحي الذي ترجمه ارتداء الكمامات و غسل الأيدي و كذا احترام التباعد البدني، خاصة في أماكن العمل و الإدارات، بعد قرارات رفع الحجر المنزلي، و عودة الكثير من الفئات إلى مناصب عملها. و أكد المتحدث أن احتمال العدوى هي نفسها بالنسبة للجميع، لكن الاختلاف يطرح حول حدة الأعراض، خاصة عند المصابين بالأمراض المزمنة، و منها الأمراض الصدرية، إذ يمكن أن تتفاقم الإصابة و تصل حد الإنعاش و مفارقة الحياة. و أضاف البروفيسور غبولي أن فيروس كورونا لا يزال مجهولا بالنسبة للبشرية ، و احتمال ظهور مفاجأة خلال الفترة القادمة، لهذا فالحيطة و الحذر أهم سلاحين للتصدي له، خاصة و أن اللقاح لا يزال محل جدل عالمي ، و مع بداية موسم الأنفلونزا الموسمية يطفو إلى السطح مشكل الخلط بين أعراضه و أعراض كورونا عند فئات واسعة، و يمكن التمييز بينهما بالحرارة المرتفعة جدا و فقدان حاستي الشم و الذوق و التعب الشديد بالنسبة للمصابين بكورونا ، أما الانفلونزا فتتميز بالصداع الحاد و سيلان الأنف عموما ، و قد تكون هذه الأعراض أشد خطورة عند بعض الفئات، لهذا يجب توخي الحذر بارتداء الكمامات و غسل الأيدي بانتظام، و تفادي التجمعات و الالتزام بمسافة التباعد البدني ، التي من شأنها التقليص من خطر الإصابة بالفيروسين.