تحولت الفضاءات و المساحات القريبة من المؤسسات التربوية ببلدية الحروش في ولاية سكيكدة، خلال الآونة الأخيرة، إلى أسواق فوضوية يعرض فيها باعة غير شرعيين مختلف السلع و المواد، محتلين كل شبر من الأرصفة التي تحولت بدورها إلى حظائر للسيارات، جعلت التلاميذ و المواطنين يزاحمون السيارات بالطرقات، في مظهر شوه كثيرا هذه المرافق التربوية و شوارع المدينة، بينما تؤكد البلدية على أن الظاهرة غير مقبولة و لا بد من التدخل لتنظيمها. الزائر لمدينة الحروش، يلاحظ بدون شك ازدهار التجارة الفوضوية و عودتها بأكثر حدة عن المرات السابقة، انطلاقا من حي الإخوة كافي أين تتواجد ثانوية زيغود يوسف، مرورا بمدرسة قديد الرزقي، وصولا إلى المؤسسة الاستشفائية العمومية، أين تجد الأرصفة مملوءة عن آخرها، بعد أن احتل الباعة كل شبر منها، محولين هذه الشوارع إلى ما يشبه سوقا فوضويا يتزايد حجمه و مساحته من يوم لآخر، ما جعل حركة السير بالنسبة للمواطنين و بخاصة التلاميذ عبر هذه الشوارع، تتم بصعوبة بالغة، حيث يجدون أنفسهم مجبرين على السير في الطرقات، معرضين نفسهم للخطر، مثلما وقفنا عليه في العديد من المرات. و أبدى مواطنون في حديثهم للنصر، استياءهم العميق من الظاهرة التي بلغت حسبهم حدا لا يطاق، ما يستدعي تدخل السلطات المحلية لتنظيم هذه التجارة و تطهير الأرصفة التي هي من حق المواطنين، لكن للأسف أصبحت ملكا للباعة غير الشرعيين و هناك من هؤلاء من يعمد لنصب خيم و طاولات و يتركونها كما هي فوق الأرصفة على مدار الأسبوع. في حين ذكر آخر، أنه ليس ضد هؤلاء الباعة في ممارسة نشاطهم التجاري و لكن على الأقل كان ينبغي عليهم تنظيم أنفسهم و ترك مساحات للراجلين و خاصة التلاميذ الذين يواجهون يوميا خطر حوادث المرور، بعد أن أصبحوا يزاحمون السيارات في الطرقات.و قال أولياء، بأن أبناءهم باتوا يجدون صعوبات بالغة في الالتحاق بمقاعد الدراسة، ما يضطرهم لمرافقتهم يوميا إلى المؤسسات التربوية التي يظن الزائر إليها أنه يتوجه إلى سوق حيث يجد أمامه سلع و بضائع مكدسة أمام مداخل المؤسسات و أقمشة معلقة على الجدران، حيث يخيل لنا يضيفون، بأن المدرسة عبارة عن «بازار» و هي صور من شأنها أن تؤثر سلبا على الأطفال و تحصيلهم الدراسي و ترسخ في أذهانهم مظاهر غير مقبولة، خاصة و أن الكثير من التجار يعمدون لرفع الصوت و أحيانا أخرى يستعملون مكبرات الصوت. البلدية و على لسان نائب «المير» الهادي بومود، أكد على أن الظاهرة غير مقبولة و تستوجب التدخل لتنظيمها، دون أن يكشف عن طبيعة الإجراءات التي سيتم اتخاذها. تجدر الإشارة، إلى أن السلطات المحلية رفقة مصالح الأمن، سبق لها و أن قامت بعملية تطهير واسعة لشوارع المدينة من التجارة الفوضوية، لكن سرعان ما تعود الظاهرة من جديد. كمال واسطة