باشرت الفرق التقنية للوكالة الوطنية للسدود، ليلة أول أمس، استئناف عملية ضخ المياه من سد «أغيل أمدة» ببلدية خراطة في ولاية بجاية، نحو سد «موان» في سطيف، بهدف تعزيز تموين سكان الكثير من بلديات عاصمة الهضاب العليا بالمياه الصالحة للشرب. و تمت العملية الناجحة تحت متابعة وزير الموارد المائية، أرزقي براقي، نظرا لأهميتها في تحسين الخدمة العمومية، من تزويد المئات من آلاف المواطنين بولاية سطيف بهذه المادة الحيوية. و يعد الهدف الأول من هذه العملية، هو ملء مخزون سد «موان»، حيث تطمح الفرقة التقنية لتموين هذا السد من مياه سد «أغيل امدة» بكمية تصل إلى عتبة 300 ألف متر مكعب يوميا. و كان والي سطيف، كمال عبلة، قد اجتمع في نفس اليوم، مع المدراء التنفيذيين لمختلف القطاعات، بهدف متابعة وضعية التموين بالمياه الصالحة للشرب في جميع بلديات الولاية. حيث دعا المسؤول المدراء، لضرورة الإسراع في اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحل جميع المشاكل المتعلقة بأزمة العطش في الكثير من البلديات، مع المطالبة بوضع سياسة جديدة للحفاظ على مخزون المياه. و كانت مؤسسة «الجزائرية للمياه» بسطيف، قد دقت قبل أسبوعين ناقوس الخطر، إثر التراجع الرهيب في منسوب مياه سدي الموان و عين زادة و اللذين يعتبران من أهم مصادر لتموين المدن الكبيرة بالمياه ، مثل سطيف و العلمة و عين ولمان و بوقاعة. و أفادت المؤسسة عبر بيانات رسمية، بأن منسوب سد الموان قد تراجع في الآونة الأخيرة بشكل كبير، حيث سجل أدنى الأرقام بسبب شح السماء، بدليل الكميات القليلة جدا من الأمطار المتساقطة، منذ حلول فصل الخريف. و قد تدحرج منسوب هذه المنشأة قبل أسبوعين فقط، إلى عتبة مليونين متر مكعب فقط، في حين أن طاقته الاستيعابية النظرية تتجاوز 145 مليون متر مكعب، ما يعني أن هذه الكمية تكفي لتزويد المدن الكبيرة في الولاية، لمدة لا تفوق 20 يوما فقط. كما أبدت مؤسسة الجزائرية للمياه، تخوفاتها من استمرار الجفاف في المنطقة، لأن ذلك يعني الدخول في أزمة عطش حقيقية، تمس سكان أهم المدن الكبيرة و حتى مناطق الجهة الشمالية من الولاية. و لم يكن أمام مؤسسة الجزائرية للمياه أي حلول سوى إعادة النظر في تغيير برنامج التوزيع، حيث اعتمدت معدل تموين مرة كل ثلاثة أيام فما فوق. و سيمس هذا التغيير 11 بلدية و يتعلق الأمر بكل من ، سطيف، العلمة، عين أرنات، عين عباسة، أوريسيا، الموان، قجال، رأس الماء، عين ولمان، بوقاعة و أخيرا بني وسين. و أرجعت المؤسسة آنذاك هذا التغيير، إلى تراجع منسوب المياه المخزنة في سدي الموان و عين زادة و هو نفس الأمر بالنسبة للمياه الجوفية في الولاية . وقد استبشر مواطنو ثاني أكبر ولاية من حيث السكان خيرا بالأمطار المتساقطة بداية من الساعات الأولى من يوم أمس، مع تجديد الدعوات لوزارة الموارد المائية،لإتمام مشروع سد «ذراع الديس» في بلديتي تاشودة و القلتة الزرقاء، بطاقة استيعابية قدرها 190 مليون متر مكعب، حيث انطلقت الأشغال بهذا السد رسميا سنة 2009 و هو يدخل ضمن مشروع التحويلات المائية الكبرى.