بصمة مميّزة لخريجي البطولة المحلية على هجوم الخضر تُجمع العناصر الوطنية وخاصة تلك التي تقربت منها النصر وخصتها بحوارات وتصريحات، على عدل ومساواة الناخب الوطني جمال بلماضي، منذ استلامه زمام العارضة الفنية للخضر، خلفا لرابح ماجر، وهو ما انعكس بالإيجاب على النتائج المحققة، إلى درجة جعلت المنتخب الوطني لا يتذوق طعم الهزيمة على مدار سنتين كاملتين، أي منذ لقاء البنين، لحساب الجولة الثانية من التصفيات المؤهلة إلى «كان» مصر. والمتتبع للعمل المنجز من طرف بلماضي منذ قدومه، يجد بأن الأخير نجح في إعادة الاعتبار لعديد الأسماء التي كانت مهمشة، مع سابقيه، على غرار بونجاح وبلعمري وبلايلي، إذ تحولوا في ظرف وجيز إلى ركائز لا يمكن الاستغناء عنها في "تكتيك" الناخب الوطني، ولو أن هناك أمورا أخرى ميزت الحقبة التي أشرف عليها بلماضي، في شاكلة اعتماده الأكبر على خريجي البطولة المحلية في الهجوم، ما جعل البعض يتحدث عن بصمة محلية في القاطرة الأمامية، منذ توليه العارضة الفنية. ويقود هجوم المنتخب الوطني في عهد بلماضي، بغداد بونجاح الذي عانى التهميش مع عدة مدربين بداية بحليلوزيتش، مرورا بغوركوف ورايفاتس وليكنس وألكاراز وصولا إلى ماجر، قبل أن يجد نفسه الرقم واحد في القاطرة الأمامية للخضر، ولم يخيب لاعب السد القطري ظن مدربه، أين نجح في تسجيل عدة أهداف حاسمة، لعل أبرزها الهدف المسجل في نهائي كان 2019 أمام المنتخب السنغالي، والذي منحنا اللقب بعد طول انتظار. ولا يعد بونجاح الخيار المحلي الوحيد، الذي يحظى بثقة بلماضي في الهجوم، على اعتبار أن الأخير يراهن أيضا على المتألق يوسف بلايلي الذي يعود الفضل فيما وصل إليه، للناخب الوطني الذي انتشله من القاع بعد العقوبة التي تعرض لها، ليضعه في القمة، بدليل ظفر ابن الباهية وهران باللقب القاري، إلى جانب حصوله على أفضل لاعب محلي في القارة السمراء، بعد أن كان يحمل ألوان الترجي التونسي. وفضلا عن بونجاح وبلايلي، يراهن بلماضي كثيرا عن الأسماء المحلية في الهجوم، بدليل استدعائه المتواصل للمخضرمين سليماني وسوداني رغم ما يمران به في آخر سنتين، ويفضل الناخب الوطني خيار سليماني في الكثير من المناسبات على مهاجم مونبوليي أندي ديلور، حتى وإن كان الأخير جد متألق في الليغ 1، وحتى لاعب أولمبياكوس اليوناني هلال العربي سوداني ورغم غيابه عن الكان بداعي الإصابة، إلا أنه لم يغادر حسابات بلماضي إطلاقا، بدليل توجيه الدعوة له خلال مباراة زامبيا لحساب الجولة الأولى من تصفيات كان الكاميرون، وهي المواجهة التي سجل فيها ابن مدينة الشلف هدفا بعد إشراكه كبديل. ولم يكتف بلماضي بالرباعي المذكور، بل تجده في كل مرة يوجه الاهتمام لأحد العناصر المحلية، التي قدمت أوراق اعتمادها بقوة في عالم الاحتراف، على غرار أسامة درفلو لاعب فيتاس أرنهايم الهولندي، الذي كان حاضرا في بعض المعسكرات، رغم عدم حصوله على الفرصة لحد الآن، على عكس هداف النجم الساحلي التونسي ولاعب نيم الفرنسي الحالي كريم عريبي الذي حظي هو الآخر بالثقة خلال مباراتي زيمبابوي، ليؤكد بلماضي بأن هجومه ذا بصمة محلية كاملة، فباستثناء محرز وإن كان منصبه غير هجومي بحت وديلور المتألق هذا الموسم، فجُل العناصر المتواجدة ضمن الهجوم من خريجي البطولة المحلية التي رغم الانتقادات التي تطالها ما زلت قادرة على إنجاب قناصين متميزين من طينة بونجاح وسليماني وسوداني، ممن يتواجدون في المراتب الأولى لأفضل هدافي المنتخب الوطني على مر التاريخ، فسليماني يحتل الوصافة (30 هدفا) على بعد ستة أهداف من عبد الحفيظ تاسفاوت، فيما حجز سوداني المرتبة السادسة برصيد 23 هدفا بفارق ضئيل مناد وبلومي وماجر، أما بونجاح فقد دخل الطوب 10 مؤخرا، بعد أن وصل إلى هدفه 16 ، رغم قلة مشاركاته مقارنة بالبقية.