البروفيسور مصباح: العلاج فعّال ويُمكّن من إعادة الإدماج الاجتماعي للمدمنين أعلنت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس عن اعتماد النظام الصحي الجزائري دواء ميثادون لعلاج المدمنين على المخدرات الصلبة لأول مرة في بلادنا، بحسب ما تم الكشف عنه أمس في يوم إعلامي بمقر الوزارة. وسيتم الشروع في استعمال هذا الدواء ‹› الفعال ‹› لعلاج عينة أولى ب 100 مدمن من 5 ولايات بمنطقة وسط البلاد الأسبوع المقبل على مستوى المصلحة المتخصصة بمستشفى فرانز فانون بمدينة البليدة والوحدة المتخصصة في الشراقة بولاية الجزائر. وفي كلمة ألقاها بالمناسبة نيابة عن وزير الصحة والسكان و إصلاح المستشفيات، وصف البروفيسور إسماعيل مصباح الوزير المنتدب لإصلاح المستشفيات، الإعلان عن "أول استعمال للميثادون في الجزائر"، بالحدث التاريخي، نظرا – كما قال – للفعالية الكبيرة والنجاعة التي أثبتها هذا الدواء في علاج المدمنين على المخدرات الصلبة، في مختلف البلدان التي استعملته. وأوضح البروفيسور مصباح بأن انطلاق العملية، التي تأتي استجابة – كما قال – تنفيذا للتوصيات الدولية التي تدعو لاستعمال هذا العلاج الفعال - ستتم من خلال تجربة نموذجية على مستوى مركزي مكافحة المخدرات بكل من مستشفى فرانز فانون، بالبليدة ومستشفى الشراقة، بالجزائر العاصمة، وذكر بأن العينة التي تم اختيارها للعلاج على يد طاقم طبي متخصص، تتكون من 100 مدمن ينحدرون من ولايات البليدة، الجزائر العاصمة، المدية وبومرداس وتيبازة، وقال " إن هذا العلاج سيساهم في الإدماج الاجتماعي للأشخاص الذين يعانون من الإدمان". وبعد أن أعرب عن ارتياحه لإطلاق عملية توزيع الميثادون في الجزائر المرفوقة كما قال بإرادة سياسية أكيدة و مدعمة بالتزام مهنيي قطاع الصحة و المجتمع المدني، أوضح الوزير المنتدب أن توسيع العملية لتشمل مستشفيات قسنطينة وعنابة ووهران وتيزي وزو قبل تعميمها على جميع مناطق الوطن ستتم بعد تقييم التجربة أواخر السداسي الأول من السنة الجارية، أي بعد ستة اشهر من إطلاقها، معربا عن التزام قطاع الصحة بالسهر على الاستفادة من دواء الميثادون بأقصى يقظة، و بضمان توفره المنتظم و المتواصل و بالكمية الكافية، بإشراك الصيدلية المركزية للمستشفيات. واعتبر في ذات السياق أن الميثادون وسيلة علاج فعالة لا يمكن الاستغناء عنها، كونها قادرة على مساعدة أولئك الذين يعانون من الإدمان وضمان وإعادة اندماجهم الاجتماعي، وحمايتهم مع بقية المجتمع من تعاطي المخدرات بالحقن.أما نائب مدير ترقية الصحة العقلية بوزارة الصحة، البروفيسور محمد شكالي فدعا خلال تدخله إلى ضرورة الامتثال للتشريع المتعلق بالوصفات الطبية لهذا الدواء، مؤكدا على أهمية تكوين المستخدمين المؤهلين لتزويد المراكز المخصصة لمكافحة إدمان المخدرات. وفي تصريح للصحافة على هامش اليوم الإعلامي المنظم بالمناسبة، أكد البروفيسور ندير بوربون رئيس مصلحة الإمراض العقلية بالبليدة، و هو أيضا طبيب متخصص في علاج الأمراض العقلية وطب الإدمان، فأكد بأن استعمال هذا الدواء الذي يتم استخدامه للتخلص من الحالات الشديدة من الإدمان على أنواع المخدرات الصلبة مثل الهيروين والكوكايين والأفيون سيمكن من جهة أخرى من الحد من الجريمة والانحراف، مشيرا من أن فترة العلاج قد تطول، وأنها تعتمد على تقليل جرعة الميثادون بطريقة تدريجية حتى يتماثل المدمن للشفاء تماماً. ع.أسابع