كشفت مصادر مسؤولة بولاية الطارف «للنصر»، أمس ،عن الإعلان عن مناقصة وطنية لانجاز الشطر الأول من مشروع محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش و تخص إنجاز القناة الرئيسية قطر 1500على مسافة 20كلم بين محطة التحلية ببلدية بريحان غرب الولاية والخزان المائي بسعة 50 ألف متر مكعب ببلدية بحيرة الطيور و التي تتفرع عنها قناة بقطر 800 لتزويد بلديات الجهة الشرقية، وصولا إلى مناطق الشريط الحدودي و تتفرع من القناة المذكورة قناة أخرى موجهة لتزويد مناطق الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار و بلدية الشافية و قناة ثالثة لتزويد بلديات الجهة الغربية و منها تزويد الولايات المجاورة المعنية بالاستفادة من مشروع محطة تحلية مياه البحر و يتعلق الأمر بعنابة، قالمة و سكيكدة . و ذكر ذات المصدر، أن الإعلان عن المناقصة في شطرها الأول للشروع في إنجاز محطة تحلية المياه ذات البعد الجهوي و التي من شأنها تأمين الاحتياجات اليومية للساكنة من المياه و تحسين الخدمة العمومية في مجال توزيع المياه الشروب عبر أربع ولايات شرقية، جاء بعد موافقة الحكومة على إعادة بعث المشروع لأهميته القصوى بعد أزمة المياه التي عاشتها بعض الولايات الشرقية، خصوصا عنابة و الطارف خلال السنوات الأخيرة. مشيرا إلى أن إنجاز محطة تحلية مياه البحر التي اختيرت أرضيتها بمنطقة كدية الدرواش 50كلم غرب الولاية و التي تعد من أهم و أكبر المحطات في الجزائر، بات ضروريا في هذه المرحلة لضمان توفير المياه للمواطنين على المديين المتوسط و البعيد و هذا بعد تعطل تجسيد المشروع الذي جمد منذ 2007 لأسباب مختلفة، قبل أن تقرر السلطات العمومية إعادة بعثة من جديد. و أضاف المسؤول، بأن محطة تحلية مياه البحر التي تتربع على مساحة 8هكتارات، تقدر طاقتها ب 300 ألف متر مكعب يوميا، منها 80 ألف متر مكعب مخصصة لسد حاجيات سكان بلديات ولاية الطارف من مياه الشرب، ما سيقضي نهائيا على أزمة العطش التي تعاني منها عديد المناطق، كما ستزود المحطة كذلك حاجيات ولاية عنابة بكمية 160 ألف متر مكعب يوميا و40 ألف متر مكعب موجهة لسد حاجيات بعض بلديات ولاية قالمة و20 ألف متر مكعب لتلبية حاجيات جزء من ولاية سكيكدة بالمياه الشروب و من ثمة تجاوز العجز الذي تشكوا منه هذه الولايات في مجال التزود بالمياه، على أن توجه مياه المصادر الأخرى التي كانت تزود بها هذه الولايات لدعم السقي الفلاحي. و أضاف المصدر، بأن الجهات الوصية ضبطت كل الأمور الإدارية والتقنية من أجل الإسراع في إنجاز محطة تحلية مياه البحر بكل تجهيزاتها والتي تتجاوز تكلفتها 400مليون دولار، حيث يتوقع الإعلان عن المناقصات الوطنية والدولية لاختيار مؤسسات الإنجاز المؤهلة لإنجاز الأشغال المبرمجة بالمشروع و الذي كان من المفروض أن تنجزه شركة سوناطراك سنة 2007 من ميزانيتها، بعد أن تم الانتهاء من إعداد الدراسات و اختيار الموقع، غير أن الأشغال تعطل انطلاقها لأسباب عديدة و معها ظل المشروع يراوح مكانه طيلة ما يقارب 12 سنة، قبل أن يعاد بعثة مجددا عقب زيارة وزير الموارد المائية الأخيرة للولاية و هذا بعد أن تقرر العدول عن الموقع السابق الذي اختير للمشروع ببلدية الشط الساحلية، تجنبا للخطر الذي قد يتعرض له المصنع خلال الشروع في عملية الاستغلال، لكون التجهيزات عبارة عن منشآت بحرية وميكانيكية وكهربائية معقدة، بعد أن توصلت الدراسات البحرية إلى أن مياه البحر للموقع المذكور غير صالحة للمعالجة، ما دفع القائمين إلى تحويل المشروع نحو موقع كدية الدراوش ببلدية بالريحان بجوار محطة توليد الكهرباء 1200ميغاواط، ما سيقلص الوقت لتزويد محطة المعالجة بجلب خطوط الكهرباء لتشغيلها و من ثمة تقليص الأعباء المالية على المشروع الذي سيسمح باستحداث مناصب الشغل و إعطاء القيمة المضافة، من خلال دعم البنية التحتية للولاية بمثل هذه المشاريع الحيوية ذات القيمة الاقتصادية و الاجتماعية. نوري.ح