ما يزال المستشفى الوحيد في المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، غير قادر على تغطية احتياجات المواطنين لعدم توفره على مواد التطبيب و الأوكسجين الكافي، ما يضطر المرضى لاقتناء هذه المواد بأنفسهم قبل تلقي العلاج، وهو وضع ترجعه الإدارة لضعف إمكانيات المؤسسة الاستشفائية مقارنة بعدد السكان. و أكد سكان بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، أنهم يضطرون إلى التنقل للصيدليات من أجل اقتناء مواد تطبيب بسيطة، على غرار حقن بلاستيكية وضمادات وغيرها من المواد المستعملة في عملية العلاج. كما يفتقر المستشفى لمكثف الأوكسجين، ما جعل حياة بعض المرضى في خطر، خاصة وأن المؤسسة يقصدها عدد من مرضى الربو و ارتفاع ضغط الدم و كذلك النساء الحوامل اللائي يحتجن لهذه المادة في حالة حدوث مضاعفات. وكان هذا الوضع قد دفع بأطباء إلى اقتناء مختلف مواد التطبيب بأموالهم، كما قالوا للنصر إن النقص المسجل جعلهم يقعون ضحية لاعتداءات جسدية و لفظية في كل مرة من طرف أهالي المرضى. و أوضح قرفي زوبير، مدير المؤسسة الاستشفائية عبد القادر بن شريف بعلي منجلي، للنصر، أن مصالحه تعتبر المقصد الأول لسكان المقاطعة الإدارية، ما جعلها تعيش ضغطا يوميا، بسبب الإقبال الكبير، مضيفا أن قسم الاستعجالات يسجل كل ليلة معدل 300 استشارة طبية بين عادية واستعجالية، وذلك راجع أيضا للعدد الكبير للإقامات الجامعية الواقعة في المدينة، وكذا قرب المؤسسة من الطريق السيّار الذي يعرف عدة حوادث مرورية، إضافة إلى الاعتداءات والشجارات المتكررة بين المواطنين، ما جعله يدعو السكان للتوجه أيضا إلى العيادات متعددة الخدمات. كما أضاف المتحدث أن الإمكانيات المخصصة للمستشفى والميزانية المعتمدة لفائدته، غير كافية لتلبية طلبات قرابة نصف مليون ساكن، وذكر بأن الأمر يتعلق بمؤسسة استشفائية وليس مستشفى جامعي، موضحا أن بعض المصالح تخضع حاليا لعمليات توسعة، ما أجبر بعض الأقسام إلى توجيه المرضى نحو مستشفى الخروب مؤقتا. و اعترف مدير المستشفى بوجود نقص في مواد التطبيب، مرجعا ذلك إلى الطلبات المتزايدة عليها، بعد ارتفاع عدد سكان المدينة من سنة لأخرى في ظل سلسلة الترحيلات باتجهها، مؤكدا أنه راسل من قبل الصيدلية المركزية من أجل رفع الكميات المتحصل عليها، وهو الإجراء الذي يقوم كل شهر مارس. أما بخصوص مكثفات الأوكسجين، فقد أكد المتحدث أن مصالحه تفتقر تماما لهذا النوع من الأجهزة، حيث عجزت عن توفيرها، مرجعا ذلك إلى أنه لم يجد من أين يقتنيها، رغم أهمية هذه المكثفات داخل المستشفى الذي يتوفر على عدة مصالح حساسة. أما عن وضعية التكفل بمرضى كورونا، فقد أكد قرفي أن مصالحه تكتفي فقط بالمعاينة، مع إعادة توجيه المرضى المشكوك في إصابتهم، مضيفا أن الإقبال ارتفع مقارنة بما كان عليه قبل أشهر، حيث يصل عدد الخاضعين للمعاينة يوميا إلى أزيد من 20 مشتبها في إصابتهم بفيروس كوفيد 19. يذكر أن ولاية قسنطينة استفادت من رفع التجميد عن مشروع إنجاز مستشفى جامعي بالمقاطعة الإدارية علي منجلي، إلا أن الملف يبقى على طاولة وزارة الصحة، حيث وجه الوالي عدة مراسلات من أجل الشروع في أشغال الإنجاز، بعد أن تم اختيار أرضية شاغرة بالقرب من جامعة صالح بوبنيدر، إلا أنه لم يتم بعد تحديد تاريخ انطلاق المشروع الذي خصصت له ميزانية مالية ضخمة. حاتم/ ب