تجندت المصالح المختصة طيلة خمسة أيام الفارطة لإخماد 34 حريقا مس إقليم ولاية جيجل، من بينها أربعة كانت خطيرة للغاية خصوصا ببلدية السطارة و برج الطهر بأعالي الولاية، و قد تسببت النيران المشتعلة في إحداث أضرار كبيرة بالمنتوج الفلاحي العائلي وغابات الفلين. و قالت أمس، المكلفة بالإعلام بالمديرية الولائية للحماية المدنية، النقيب أحلام بومالة، أنه تم إخماد جميع الحرائق ماعدا أربعة مشتعلة في الفترة الصباحية، وبعد مجهودات وتدخل لذات المصالح، أخمِد في الفترة المسائية، حريق منطقة بني معاندة بالميلية و العرابة ببلدية العنصر، فيما لا تزال المجهودات تبذل لإطفاء حريق الشريعة بني خزر بالزيامة منصورية و الطيانة ببلدية الجمعة بني حبيبي. و ذكرت المتحدثة، بأن أعوان الحماية المدنية وجدوا صعوبات كبيرة في إخماد النيران، تتمثل في ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة المسالك وبُعد نقاط الماء، و كذلك بُعد معظم نقاط اشتعال النيران عن الطرقات، بحيث تكون وسط الغابة، ما دفع إلى التدخل سيرا على الأقدام لمسافة بعيدة على غرار ما سجل بمنطقة بوميدول ببرج الطهر، أين تم استعمال وسائل الإطفاء اليدوية والمحمولة، كما تدخلت طائرة تابعة للمجموعة الجوية للحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي، من أجل إخماد النيران بهذه النقطة. و قد عملت مصالح الغابات بالتنسيق مع الفرق المشتركة لكل من الجيش الوطني الشعبي و الحماية المدنية، من أجل شق و فتح المسالك الغابية وتسهيل وصول آليات الإطفاء للنقاط المشتعلة، على غرار منطقة واد صمعون مما مكن من إخماد حريق غابة الدولة ببني إيدر بمقطع سدات بشكل نهائي، بعد أن ظل مشتعلا منذ يوم 9 أوت الفارط. و قد تسببت النيران في حدوث أضرار عديدة مست الثروة الغابية و ممتلكات المواطنين خصوصا المحصول الفلاحي و الثروة الحيوانية، و ذكر رئيس بلدية برج الطهر بالنيابة، بأن الحرائق ألحقت أضرارا كبيرة ب 32 عائلة في مشاتي بوميدول، و 9 عائلات ببوحلوان و حوالي 10 أسر أخرى بمحسن، مؤكدا بأن الضرر الكبير يتمثل في المحصول الفلاحي وخصوصا «التيزانة»، التي تقتات منها عشرات الأسر. وتعرضت محاصيل فلاحية عائلية أخرى للتلف، على غرار أشجار الزيتون مع نفوق الحيوانات، كما تضررت شبكة السقي بعدما التهمت النيران العديد من القنوات التي كان المواطنون يعتمدون عليها في السقي و قاموا بجلبها من مسافة طويلة. وتقدر الخسائر في الشبكة بحوالي 13 ألف متر من الأنابيب من مختلف الأحجام، حيث أكد رئيس البلدية بأنه يجب مساعدة العائلات، كما طلب من مصالح سونلغاز التدخل العاجل لإعادة التيار الكهربائي الذي انقطع في المنطقة المتضررة، مثمنا المجهودات المبذولة من قبل المواطنين، فيما قال إن الجمعيات بدأت في التواصل مع مصالحه لتقديم يد العون. كما قال رئيس بلدية السطارة، بأن أزيد من 120 عائلة، تضرر محصولها الفلاحي الذي يعتبر دخلها الرئيسي، أين فقدت العديد منها خلايا النحل في وقت الإنتاج، وسجلت نفوق المواشي، حيث يتم العمل على مرافقتها وإحصاء الأضرار، متحدثا أيضا عن تضرر شبكة السقي، وأشاد المتحدث بالمجهودات التي تبذل من قبل فئات المجتمع المدني من أجل تقديم الدعم الكافي و اللازم. وقد شرعت الجمعيات على المستوى المحلي في جمع التبرعات و الإعلان عن تنظيم حملات إغاثة للعائلات المتضررة بعدة بلديات بحيجل على غرار السطارة، برج الطهر، تاكسنة، الميلية، العنصر، والجمعة بني حبيبي، فيما قام الهلال الأحمر بتخصيص 100 طن من المساعدات المختلفة لفائدة المتضررين من الحرائق بجيجل.