قال صخري محمد الهادي، المدير العام للمعهد التقني للزراعات الواسعة «إي.تي.جي.سي» يوم الثلاثاء بأن وزارة الفلاحة قد وضعت برنامجا واعدا لرفع مساحة السلجم الزيتي «كولزا» إلى 30 ألف هكتار خلال الموسم الفلاحي الجديد 2021/2022 بعد نجاح أول تجربة لزراعة هذا المحصول الاستراتيجي في الجزائر الموسم الماضي. و أضاف صخري محمد الهادي في لقاء مع فلاحي 5 ولايات شرقية بالمعهد الفلاحي بقالمة، بأن الدولة قد سخرت كل الإمكانات المادية و البشرية لتجسيد البرنامج الجديد على أرض الواقع، بالتنسيق مع كل الهيئات المحلية العاملة بقطاع الزراعة، على مستوى الولايات المعنية بزراعة السلجم الزيتي، داعيا الفلاحين إلى الانخراط بقوة في المسعى الجديد الرامي إلى تحقيق الاكتفاء الوطني من الزيوت النباتية و الحد من الاستيراد الذي بلغ 1.2 مليار دولار سنويا. و أعلن المتحدث عن عزم الدولة بناء مصنع جديد لتحويل الكولزا و إنتاج الزيوت النباتية قريبا للتغلب على مشكل تسويق محصول المزارعين، و التخفيف من الضغط على المصانع الخاصة التي تولت مهمة قبول أول محصول للكولزا بالجزائر هذا الصيف، رغم حداثة التجربة و صعوبة التحكم في عمليات الجمع و النقل و دفع مستحقات المنتجين. و أوضح المدير العام للمعهد التقني للزراعات الواسعة بأن زراعة الكولزا تعد خيارا استراتيجيا للجزائر التي تسعى إلى تحقيق أمنها الغذائي، و المحافظة على سيادتها في ظل التحولات الدولية الراهنة، مؤكدا بان الجزائر تتوفر حاليا على نحو 2800 قنطار من بذور السلجم الزيتي، و هو ما يكفي لزراعة نحو 40 ألف هكتار الموسم القادم، دون الحاجة إلى الاستيراد من الخارج . و وعد المتحدث بنقل انشغالات الفلاحين إلى الدوائر المركزية بخصوص أسعار الكولزا، و برنامج الدعم و المرافقة التقنية، و توفير معدات الإنتاج التي تثير قلق المنخرطين في البرنامج الوطني لإنتاج الكولزا، حيث اشتكى هؤلاء المزارعون من تدني أسعار القنطار الواحد من الكولزا، و نقص معدات البذر و الحصاد الخاصة بهذا النوع من الزراعة. و قد وضع المعهد الوطني للزراعات الواسعة، بالتنسيق مع وزارة الفلاحة جدولا وطنيا يتضمن المساحات المزمع زراعتها بالسلجم الزيتي في كل ولاية ملائمة لهذا النوع من المحاصيل الزراعية الاستراتيجية، حسب ما كشف عنه محمد الهادي صخري، داعيا الفلاحين الجزائريين إلى بذل المزيد من الجهد لتحقيق مسعى الأمن الغذائي في غضون السنوات القليلة القادمة.