أحزاب التحالف الرئاسي مسؤولة عن تعطل التنمية في البلاد رسم أمس الطاهر بن بعيبش الناطق الرسمي لحزب '' الفجر الجديد '' قيد التأسيس ''نظرة سوداء عن الواقع الذي تعيشه البلاد وحمّل أحزاب التحالف الرئاسي المسؤولية في تعطل التنمية، فيما أعرب عن أسفه لما وصفه بمحاصرة الأحزاب الجديدة بالوقت الضيق والإجراءات الإدارية ما يرشح مشاركتها في التشريعيات المقبلة – حسبه – لأن تكون دون المستوى المأمول. بن بعيبش وأمام ما لا يقل من 800 مندوب قدموا للمشاركة في المؤتمر التأسيسي لحزبه الذي كان قد أعلن عن إنشائه في الفاتح اكتوبر الماضي بنفس قاعة تعاضدية عمال البناء بزرالدة ( غرب العاصمة ) وصف في كلمته الافتتاحية، الوضعية الحالية للبلاد بالهشة. وفي تحليله لهذه الوضعية قال أنه '' منذ أن دخلت البلاد مرحلة التيه، وفي الوقت الذي فقدت توازنها ولم نتمكن من السيطرة على مجريات الأمور، تفاقمت مشاكلها وأصبحت متعددة، كالجسم الذي يفقد المناعة تنهشه كل العوارض والامراض''، واعتبر أن وضعية البلاد لا تزال هشة، محذرا من أنه '' إذا ما لم نسرع في ترميم ما فسد فإنه يصعب علينا في يوم ما، بناء ما تهدم''، إلا أنه يرى في المقابل، '' إننا قادرون على الخروج من هذه الدوامة وتعويض ما فاتنا، إذا ما توفرت الإرادة ''. كما قال محذرا '' إننا جميعا في سفينة تتقاذفها الأمواج وإذا لم نتعاون لإيصالها لشاطئ آمن فالغرق هو مصيرنا''، معتبرا ان العائلة الجزائرية اليوم تعيش تحت ضغط كبير وقلق نفسي بسبب صعوبة المعيشة جراء تدهور قيمة العملة الوطنية وغلاء اسعار مختلف المواد وتفشي البطالة في أوساط الشباب سواء المتخرجين من الجامعات والمعاهد كما قال – وكل الفئات الأخرى. كما حذر من أن '' مستقبلنا ليس بايدينا ما دمنا نعيش جميعا – على حد تعبيره – من ريع النفط، خاصة وأن هذه المادة التي هي ثروتنا لا نتحكم في اسعارها''، معربا في هذا السياق عن أسفه لعدم حسن استغلال هذا الظرف المتميز بالوفرة المالية في تنمية البلاد والبحث عن بدائل لتنمية مستدامة وقال محذرا '' إن المداخيل المتوفرة حاليا قد لا تكون غدا ''، مضيفا '' المال متوفر والتنمية معطلة وهذا ما جعلنا نحمل المسؤولية للتحالف القائم على تسيير شؤون البلاد''. وأثناء توجيه تعليماته إلى مناضليه ( المشاركين في المؤتمر التأسيسي ) القادمين من 47 ولاية '' في غياب مندوبي بشار الذين تعذر حضورهم '' دعاهم إلى احترام العمل السياسي والابتعاد عن سياسة الانتقام إلى جانب الابتعاد عن تصفية الحسابات وزرع التشاؤم في نفوس الآخرين بل طالبهم في المقابل بزرع روح التسامح والتفاؤل بالمستقبل الدعوة إلى مشاركة الجميع في تنمية البلاد. وقال في هذا السياق منبها '' من حقكم الدفاع عن برنامج حزبكم والعمل على تقديمه ضمن الاختيارات البديلة أمام الأحزاب ومن حقكم انتقاد البرامج والسياسات التي ترونها غير بديلة ولكن بعيدا عن المساس بكرامة الآخرين باعتبار ان الحكم يعود في النهاية للشعب. وبعد أن رافع لصالح توجهات حزبه الذي يعتمد في نضاله على الطاقات الشبانية دعا بن بعيبش مناضليه إلى تحرير أنفسهم من التبعية ورسم المستقبل كما يرونه دون أي وصاية والاقتناع بأنهم بالإمكان أن يكونوا البديل الناجح وان يجعلوا ولاءهم لله وللوطن وليس للزعامات الفردية. من جهة أخرى اعتبر الناطق الرسمي لحزب الفجر الجديد أن الانتخابات التشريعية المقبلة هي الخطوة الأولى والثانية نحو الإصلاحات العميقة التي يجب الوصول إليها، معبرا في ذات الصدد عن اسفه للوضع الذي اقتحمت فيه الأحزاب الجديدة حيث حوصرت كما قال بالوقت الضيق والإجراءات الإدارية وبالتالي فإن مشاركتها – يضيف – في هذه الانتخابات لايكون في المستوى الذي يمكنها من تنظيم نفسها والعمل على تجنيد الشعب لإعطائها الشرعية الحقيقية/، محذرا من أن '' فشل هذا الموعد يعني الدخول في نفق مظلم ويصعب إيجاد الحلول البديلة''. تجدر الإشارة إلى أن بن بعيبش استطاع أن يجمع بين ضيوف المؤتمر التأسيسي لحزبه الجديد من يمكن تسميتهم بالإخوة الفرقاء المتمثلين في '' السيد عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة والتنمية وفاتح ربيعي رئيس حركة النهضة وجهيد يونسي المرشح السابق للرئاسيات والعضو القيادي في حركة الإصلاح الوطني ( جناح حملاوي عكوشي ) الذين جلسوا في صف واحد. كما حضر المؤتمر الأمين العام لمنظمة المجاهدين السعيد عبادو ورئيس المجلس الشعبي الوطني الأسبق كريم