تتعرض أنواع من الطيور خلال السنوات الأخيرة إلى حملات إبادة منظمة قد تؤدي إلى انقراض هذه الأصناف في الجزائر، حيث امتدت أيادي الصيد الجائر إلى عصفوري «النينو والبلبل» بعد اختفاء الحسون «المقنين» من الطبيعة، إذ يؤكد بائع طيور أن صيدها يتم على نطاق واسع بعد خلق مجالات وهمية لأوساطها الحيوية محذرا من خطر انقراضها بعد سنوات ، فيما يبرز الباحث رضوان طاهري أن الطيور بشكل عام أصبحت غير قادرة على حماية نفسها، بعد أن فقدت القدرة على التكيف مع أساليب الصيد الجديدة. إعداد : لقمان قوادري ولاحظت النصر في الأشهر الأخيرة وجود صنف جديد من العصافير لونه بني تعلوه حمرة اسمه «النينو» يتم تربيته على نطاق واسع في الأقفاص سواء داخل البيوت أو المحلات كما يعرض للبيع لدى بائعي الطيور وكذا صفحات التواصل الاجتماعي بأسعار منخفضة، كما لاحظنا أن حركته داخل القفص قليلة وثقيلة مقارنة «بالمقنين». وأوضح بائع عصافير، تحدثت إليه النصر، أنه وبعد اختفاء الحسون « المقنين» من الطبيعة خلال السنوات الأخيرة، لجأ كثيرون إلى صيد «النينو» الذي يتواجد بكثرة في الغابات والوديان عبر مختلف الولايات الشمالية، حيث يتميز بتغريد جميل و قدرة على تقليد مقاطع صغيرة من تغريدات الحسون . مسار اختفاء الحسون يتكرر مع النينو ومما سهل من عمليتي صيده وتربيته، في الجزائر ، هو أن غذاء هذا العصفور كغذاء الحسون تقريبا و يربى في الأقفاص، لكنه صعب المراس نوعا ما ويصعب تثبيته في القفص، كما أبرز محدثنا، أن النينو الجزائري يتميز عن غيره بلونه البني ووجود حمرة في صدره و رأسه ، كما يمكن أن يتكاثر لمرتين في العام في فصل الربيع أو أواخر الصيف في حين أن عملية تهجينه قد انتشرت على نطاق واسع لاسيما مع «الكناري» إذ يتم إنجاب نوع آخر يسمى « بالميلي». ولفت بائع الطيور، أن صيد هذا النوع لم يكن مسجلا على الإطلاق قبل سنوات قليلة فقط، أما خلال الفترة الأخيرة فإن عملية اصطياده تتم على نطاق واسع وبأعداد كبيرة، وهو ما جعل سعره منخفضا ويترواح فيما بين 100 و 150 دينارا مثلما كان عليه سعر المقنين عندما كان يعيش بكثرة في الجزائر، مشيرا إلى أن ما يحدث الآن مع النينو يشبه كثيرا مسار القضاء على الحسون. وأكد محدثنا، أن الأمر لا يقتصر على النينو فقط بل تعداه إلى عصفور البلبل الجميل، فهو يكاد أن يختفي من الطبيعة إثر تطوير أساليب صيده فقد انتبه صيادوه إلى خصوصية وسط عيشه وخلقوا أوساطا وهمية تشبه مجاله الحيوي، إذ يقومون بتربية الديدان والحشرات التي يتغذى منها بالوديان التي يعيش بمحاذاتها، وكلما اقترب من مصدر غذائه تسهل عملية صيده بسهولة، مشيرا إلى أن ثمنه كان يتجاوز 3 ملايين سنتيم أما اليوم فقد نزل إلى 3500 دينار بحكم تداوله في الأسواق. وتابع بائع العصافير، أن الكثيرين يقومون حتى بصيد الفراخ من الأعشاش إذ يتركون البيض حتى يفقس ثم يجلبون العصافير الصغيرة وهي في أعشاشها ويضعونها في الأقفاص، مبرزا أن صيدها يتم على نطاق واسع ولا تراعى في ذلك حتى مواسم تكاثرها، كما لفت إلى أن نشاط الصيد أصبح لا يعتمد فيه على صنع المادة اللاصقة بطريقة تقليدية بل صار يعتمد على غراء صيد الفئران ذي المفعول القوي والذي يتم وضعه فوق نبات الحلفاء التي تحط فوقها العصافير وتلتصق أرجلها دون أن تستطيع الطير مجددا. أهل الريف ينخرطون في الصيد الجائر وأكد محدثنا، أن المعادلة تغيرت اليوم فقد أصبح سكان المدينة لا يقصدون الأرياف والغابات للصيد بحكم أن أهل الريف هم من أصبحوا يصطادونها بحكم قربهم من أوساطها الحيوية ،إذ يبحثون كما ذكر، عن الربح السريع بدل العمل في الرعي والفلاحة، حيث يذر هذا النشاط أرباحا كبيرة عليهم دون بذل أي جهد أو تعب، مشيرا إلى أنه يمارس عمله كتاجر فقط وفق معيار العرض والطلب ودون أن يكون له أي نشاط في الصيد. عصافير تموت قبل وضعها في القفص ويبرز الباحث في الحيوانات والطيور رضوان طاهري، أن العديد من الأصناف من الطيور في الجزائر تتعرض إلى إبادة حقيقية بسبب الصيد الجائر، فعلى سبيل المثال يبرز المتحدث أن طائر البلبل لا يتأقلم مع العيش في القفص ولا يتغذى إلا على الحشرات لتكون النتيجة مثلما أكد موته بعد أيام من صيده وهو ما يحدث مع الكثير من الأنواع. ولفت المتحدث، إلى أن الجزائر أمضت اتفاقيات مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، لكنها لا تطبق في أرض الواقع، فالعديد من الأنواع تباع وتشترى في السوق دون رقابة أو ردع، في حين أن مصالح الغابات أضحت غير قادرة على التحكم في الوضع، مشيرا إلى أن الردع وتطبيق القوانين هو الحل الوحيد لحماية الثروات الطبيعية بمختلف أنواعها. وذكر الباحث، أن الصيادين ابتكروا طرقا خطيرة ألغت غريزة الطيور في التأقلم مع طرق الصيد، إذ أصبحت غير قادرة على حماية نفسها فهي سرعان ما تقع في الفخ الذي ينصب لها، كما أشار إلى أن صيد هذين النوعين بالمئات يدفع كما قال عجلة الانقراض بسرعة كبيرة، مبرزا أن الحرائق تتسبب أيضا في القضاء على مختلف الأصناف بعد الإتيان على أوساطها الحيوية. وأكد معد أول فيلم وثائقي عن البرية في الجزائر، أن أصنافا أخرى من الطيور المهاجرة يتم اصطيادها عشوائيا على غرار الشقراق، إذ تم مؤخرا صيد زوج منها بولاية البليدة في سلوك يصنف ضمن الانتهاكات الخطيرة للبيئة، كما أشار إلى وجود عدد معتبر من الطيور التي تموت قبل حتى أن تصل إلى القفص إذ ينتف ريشها وتقطع أرجلها خلال عملية الصيد. لقمان/ق من العالم الخطر قد يزداد حدة في ظل توسع دائرة الوباء تلوث الهواء في القاهرة وبيروت يبلغ مراحل مقلقة خلصت دراسة مطولة، شارك فيها أكثر من ألف عالم إلى أن مستويات تلوث الهواء في بلدان الشرق الأوسط بلغت مستويات مقلقة، لاسيما في القاهرة وبيروت. الدراسة التي أشرف عليها المجلس الوطني للبحوث العلمية في فرنسا فيما بين 2010 و 2020 لفتت إلى ارتفاع في «التبِعات الصحية الجسيمة» لتلوث الهواء في المدن التي كانت ضمن برنامج بحثي بشأن البيئة المتوسطية. وبالتزامن مع إطلاق نتائج الدراسة المطولة، كانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من عواقب خطيرة لتلوث الهواء في زمن كورونا، مشددة على أن من يعانون أمراضا تتعلق بالتنفس يكونون الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس التاجي، كما خلصت دراسة دولية إلى أن التعرض المطول لتلوث الهواء يرفع خطر الوفاة بكوفيد 19 إلى 15 بالمئة. ل/ق اصدقاء البيئة شاركوا في دورة تكوينية وطنية حول «قضايا الإعلام البيئي» مديرية ودار البيئة تكرمان صحفيين بقسنطينة كرمت دار البيئة نهاية الأسبوع الماضي، صحفيي ولاية قسنطينة الذين استفادوا من تكوين في الصحافة البيئية المنظم من طرفي وزارتي البيئة والاتصال، كما تم منحهم شهادات التكوين الذي استمر طيلة 10 أيام. وأشرف مدير البيئة، فضلا عن مدير دار البيئة على فعاليات تسليم شهادات التكوين لفائدة الصحفيين المشاركين في الدورة التي استمرت لعشرة أيام واكتسب من خلالها الإعلاميون معارف جديدة حول التربية البيئية والإنتاج النظيف والاستهلاك المستدام فضلا عن معلومات قيمة حول الاقتصاد الأخضر والطاقات المتجددة، وكذا التسيير المتكامل للنفايات و الحفاظ على التنوع البيولوجي. وذكر مدير البيئة، في كلمته أن هذا التكوين يأتي في إطار تكوين شبكة صحفيين متخصصين في البيئة، كما من شأنه أن يوسع اهتمام الصحافة بشكل عام بالقضايا البيئية، فيما صرحت المكلفة بالإعلام السيدة بوعروج أن المديرية بمختلف تفرعاتها ستعمل على تعزيز الاتصال بين الصحفيين والفاعلين في القطاع على مدار العام، في حين أكد مدير دار البيئة أن الإعلاميين مدعوون إلى التعرف على نشاط هذه الهيئة ومختلف نشاطاتها. وتجدر الإشارة إلى أن المعهد الوطني للتكوينات البيئية الذي يعمل تحت وصاية وزارة البيئة قد نظم تكوينا في الإعلام البيئي لصحفيين عبر مختلف ولايات الوطن وذلك في إطار اتفاقية مع وزارة الاتصال. ل/ق مدن خضراء حملة تشجير واسعة لمحيط مدينة بئر العاتر في تبسة أطلقت، السلطات المحلية لدائرة بئر العاتر ، بإشراف ميداني لرئيس الدائرة حملة واسعة لتشجير المحيط بمساهمة فعّالة لجمعية « التحدّي»، ومديرية البيئة لولاية تبسة، كما انخرط في المبادرة مختلف فعاليات المجتمع المدني والمواطنين، في حملة لم تشهدها المدينة منذ سنوات. الحملة، وبحسب رئيس الدائرة، أحمد أوزغلة، شملت عددا من الأحياء والتجمعات السكانية الكبرى، ومداخل المدينة وحواف الطرقات، حيث تهدف إلى تحسين المحيط الحضري والاهتمام بالبيئة، كما من شأنها أن ترسخ السلوكات الإيجابية لدى الفرد والمجتمع وغرس ثقافة التضامن وقيم العمل الخيري والتطوعي، مضيفا أن العملية تبعتها عمليات تنظيف ومازالت متواصلة لأسابيع أخرى. رئيس جمعية التحدّي الفتية " وليد قسوم"، أكد أن هذه العملية الواسعة للتشجير التي تشهدها مدينة بئر العاتر، تهدف لتزيين المدينة وإعطائها صورة جميلة ولائقة، وترسيخ ثقافة التطوع والحفاظ على البيئة والمحيط لدى المواطنين. وتبقى مثل هذه النشاطات من أهم المبادرات التي تقوم بها الجمعية بالتنسيق مع السلطات المحلية، لغرس روح التعاون والتضامن والعمل الجماعي بين الأفراد والعمل على تطوير المجتمع وإعطاء صورة جميلة نظيفة ولائقة له تعطي للمواطن الراحة النفسية، وقد سبق لذات الجمعية أن قامت قبل أيام بحملة تشجير كبيرة، سمحت بغرس أكثر من 800 شجرة على جانبي الطريق البلدي المؤدي إلى قرية بتيتة الحدودية.