تترقب الجماهير الجزائرية بشغف كبير موعد قرعة الدور الحاسم من التصفيات المونديالية المقررة يوم 18 ديسمبر، من أجل التعرف على هوية المنتخب الذي سيواجهه أشبال بلماضي شهر مارس المقبل، خلال مباراتي السد، ولو أن هناك إجماعا بأن مأمورية التأهل إلى مونديال قطر لن تكون سهلة، على اعتبار أن كل منتخبات المستوى الثاني من كبار القارة السمراء، ونعني بالذكر مصر وغاناوالكاميرونومالي والكونغو الديمقراطية. وتأهلت 10 منتخبات إفريقية إلى الدور الأخير من التصفيات المونديالية، وستقسم إلى مستويين، حيث يضم الوعاء الأول كبار القارة، والأفضل من حيث ترتيب الفيفا، ويتعلق الأمر بالجزائر والسنغال وتونس والمغرب ونيجيريا، فيما يتشكل الوعاء الثاني من مصر والكاميرونوغاناومالي والكونغو الديمقراطية. واقتطع بطل إفريقيا تذكرة العبور للمحطة النهائية، بعد أربع انتصارات وتعادلين، ليحافظ أشبال جمال بلماضي على سجلهم خاليا من الخسائر في التصفيات المونديالية ل33 مباراة على التوالي، وهو ما من شأنه أن يمنح الأمل لمحبي الخضر للتأهل إلى نهائيات المونديال، مهما كانت هوية المنافس القادم، ولئن كان البعض يفضل خيارات محددة، على غرار المنتخب الكونغولي، كونه الحلقة الأضعف ضمن منتخبات المستوى الثاني، على عكس مصر والكاميرونوغانا التي تمتلك بعض الأسبقية على الخضر، خلال تاريخ المواجهات، حتى وإن كانت المعطيات مغايرة الآن، بعد ما وصله المنتخب مع بلماضي، بدليل أن الأخير تفوق على منتخبات أفضل، في صورة السنغال وكوت ديفوار ونيجيريا وحتى كولومبيا. ويأمل الجميع في الوقوع مع منتخب "الفهود"، خاصة وأن الخضر لديهم أسبقية تاريخية على هذا المنتخب، وبسطوا سيطرتهم عليه في مختلف المسابقات، ولم يسبق لهم أن انهزموا أمام الكونغوليين في أي مناسبة. والتقى المنتخبان في 6 مناسبات، حيث فاز الخضر في 4 منها، بينما انتهت مباراتان بالتعادل، آخرها التي جمعتهما بملعب مصطفى تشاكر في عام 2019. ويأتي منتخب مالي في المقام الثاني، حتى وإن كان النسور قد بصموا على إنجاز رائع خلال التصفيات، بعد تأهلهم السهل، وعدم تلقيهم أي هدف طيلة المباريات الست، ويملك المنتخب الوطني تفوقا طفيفا أمام نظيره المالي، حيث فاز عليه في 13 مناسبة، منها مباراة ضمن تصفيات كأس العالم 2014، بينما تكبد الخضر 11 هزيمة أمام النسور، في حين انتهت مباراة وحيدة بنتيجة التعادل. بالمقابل، هناك احتمال أن يعاد سيناريو 2009 بمواجهة المنتخب المصري في لقاء فاصل، حتى وإن كان الجميع يأمل تفادي ذلك، رغم أن المعطيات ترشح أشبال بلماضي، كونهم الأحسن على كافة المستويات، مقارنة برفاق محمد صلاح.ورغم الفروقات في المستوى، إلا أن طابع "الديربي" يجعل التكهن بهوية المتأهل للمونديال صعبا، وإن كان الفراعنة يمتلكون الأسبقية في تصفيات المونديال، حيث حققوا الفوز في 3 مناسبات، مقابل فوزين للخضر وتعادلين أيضا. وواجه المنتخب الوطني نظيره المصري في 23 مناسبة في مختلف المسابقات حقق خلالها 10 انتصارات و6 تعادلات، في حين انهزم الخضر في 7 مباريات، وفي آخر مواجهة جمعتهما ضمن "كان" 2010، هزم منتخب مصر الخضر برباعية نظيفة. رابع منتخب قد تضعنا القرعة في مواجهته، هو منتخب غانا المتأهل بصعوبة كبيرة على حساب جنوب إفريقيا، بفضل ضربة جزاء خيالية نفذها أيو بنجاح، ويملك "البلاك ستارز" أسبقية معنوية طفيفة على الخضر، حيث فازوا في 5 مناسبات بينما انتهت 3 مباريات بالتعادل، كما خسر في 4 مباريات فقط. والتقى الخضر ومنتخب غانا آخر مرة في عام 2015 ضمن منافسات كأس أمم إفريقيا 2015، وحينها فاز "البلاك ستارز" بهدف دون رد. ويبقى الاحتمال الأسوأ بالنسبة للمنتخب الوطني هو مواجهة الكاميرون المنتشي بتأهله على كوت ديفوار، خاصة وأن سجلنا سيء للغاية أمام الأسود غير المروضة، حيث فزنا عليهم في مباراة وحيدة عام 1995، وانتهت ب 4-0 ضمن دورة ودية، بينما خسر الخضر في 6 مناسبات وانتهت مباراتان بالتعادل.