"إشادة لا تتوقف للفلسطينيين بموقف الجزائر الكبير والقوي والراسخ في دعم قضيتهم" أكد سفير دولة فلسطينبالجزائر، الدكتور فايز أبو عيطة، أول أمس الخميس عن ترحيب كل أطياف المجتمع الفلسطيني سلطة وشعبا إلى جانب كل الفصائل الفلسطينية، بالمبادرة الجزائرية التي أطلقها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لاستضافة مؤتمر حوار وطني فلسطيني شامل في الجزائر، لبحث وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، في مواجهة عدوان الاحتلال الإسرائيلي، كما أشاد في ذات الوقت بالاستقبال « المهيب » الذي حظي به الرئيس محمود عباس خلال زيارته الأخيرة للجزائر. وأوضح أبو عيطة في كلمة ألقاها في مهرجان تضامني، نظمته اللجنة الجزائرية الشعبية لدعم فلسطين، بالتعاون مع سفارة فلسطينبالجزائر، لتأكيد الأخوة بين الشعبين الشقيقين، على إثر زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى الجزائر، أن « مبادرة الرئيس تبون الداعية لعقد اجتماع فصائلي شامل داخل الجزائر، استقبله الرئيس محمود عباس و كل الفصائل الفلسطينية وعموم الشعب الفلسطيني بترحيب كبير وبتقدير عال، مع إشادة لا تتوقف بموقف الجزائر الكبير والقوي والراسخ في دعم القضية وحقوق الشعب الفلسطيني في المقاومة والتحرير»، معربا عن قناعته بأن الجزائر ستنجح في رأب الصدع بين الفصائل واستكمال المصالحة وإنهاء الانقسام الداخلي وترميم الوحدة السياسية الفلسطينية، باعتبار أن هذه المبادرة تشكل فرصة ثمينة أمام جميع القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية من أجل تعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة عدوان الاحتلال». وفي إبرازه لأهمية المبادرة التي أطلقها الرئيس تبون قال سفير دولة فلسطين، وقد كان بصدد الإجابة عن سؤال للنصر، «إن الشعب الفلسطيني سعيد بهذه الدعوة سيما ونحن متيقنون بأن الجزائر ليس لها أجندات وليس لها مواقف خاصة، بل إن الجزائر تريد أن ترى الشعب الفلسطيني والكل الفلسطيني بكل أطيافه وألوانه السياسية موحدا، والكل متفق على أن الجزائر تحرص كل الحرص على تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية ونحن واثقون إن شاء الله من أن الجزائر ستجمع شمل الكل الفلسطيني». من جهة أخرى، أبرز الدكتور فايز أبو عيطة، الأهمية البالغة التي اكتستها زيارة الرئيس محمود عباس للجزائر سيما بالنسبة للسلطة الفلسطينية، خاصة وأن هذه الزيارة تأتي – كما قال - في وقت تعرف فيه القضية الفلسطينية نوعا من الجمود، بسبب ما تتعرض له من دسائس ومؤامرات تهدف إلى تصفيتها من أساسها، من خلال الإساءة لها سياسيا ودبلوماسيا وتشويهها إعلاميا، ومنع الدعم المالي وبث الفرقة لتمزيقها داخليا. وقال السفير الفلسطيني في هذا الصدد « أتوجه باسم الشعب العربي الفلسطيني في كل مكان في الداخل والخارج وفي الشتات وفي الجزائر، بكل آيات التقدير والحب والاحترام لسيادة الرئيس عبد المجيد تبون وللشعب الجزائري على هذا الموقف النبيل والشرف الذي وقفتموه مع القضية الفلسطينية في الوقت والمكان والزمان المناسبين» وهو الموقف الذي قال إنه «يحمل الكثير من الدلالات السياسية والوطنية ليتعلم منها القريب والبعيد في الوطنية والقومية والعروبة في الوقوف إلى جانب قضايا العرب بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص». وأضاف « لقد فتحت الجزائر ذراعيها لتستقبل الرئيس الفلسطيني وتستقبل كل الشعب الفلسطيني معا... وإنها عندما تقدّر الشعب الفلسطيني بهذا الاستقبال الرائع و المهيب الذي شاركت فيه كل مكونات الدولة الجزائرية بل والسلك الدبلوماسي العربي وسفراء الدول العظمى، فإنما أرادت الجزائر أن تقول للعالم أجمع إن الشعب الفلسطيني ليس وحيدا في معركته مع الاحتلال وإنما يقف إلى جانبه الشعب الجزائري العظيم والقيادة الجزائرية العظيمة، في الوقت الذي يفرض فيه الحصار السياسي على القيادة الفلسطينية وعلى الشعب الفلسطيني». وحيَّ ممثل الدبلوماسية الفلسطينية، « الدعم المادي السخي الذي قدمته الجزائرلفلسطين التي تتعرض لحصار مالي ظالم تفرضه الولاياتالمتحدةالأمريكية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى جانب الحصار الذي يفرضه بعض الأشقاء العرب على السلطة الوطنية الفلسطينية »، وأضاف « شكرا للجزائر على ما قدمته من دعم مادي نبيل، ونحن ندرك أن الجزائر أحوج ما تكون لهذا الدعم لذلك فإننا نردد مصداقا لقوله تعالى « ويؤثرونه على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة». وأثناء تطرقه للحديث عن القمة العربية المرتقبة العام الداخل بالجزائر، أعرب السفير الفلسطيني عن أمله في أن يلتئم الشمل العربي في هذه القمة ليضم الجميع، مشدّدا على أهمية تنسيق المواقف الفلسطينية والعربية قبل انعقاد القمة العربية القادمة، وأشاد بالمناسبة برغبة الجزائر في أن تكون القمة العربية القادمة جامعة لكل العرب ، مضيفا « نحن مع الجزائر لجمع شمل الكل العربي وتوحيد الأمة العربية على كلمة سواء في قمة الجزائر المقبلة «دون استثناء أحد» من أجل تحقيق اتفاق عربي في كل القضايا العربية وهذا شرف للجزائر وللأمة العربية». وختم سفير دولة فلسطينبالجزائر مداخلته بالتعبير عن أمله في « أن تكون زيارة الرئيس محمود عباس إلى الجزائر فاتحة خير على كل الأمة العربية والإسلامية لما شكلته من الكثير من المضامين القيمية والأخلاقية التي تنادي بها الجزائر».