كشف أمس منظمو الصالون الوطني الأول بالشرق للرقمنة و تكنولوجيا المعلومات، في ندوة صحفية، عقدت عشية انطلاق فعالياته بفندق ماريوت بقسنطينة، بأن الطبعة الأولى لصالون «كوسطونتيك»، تشهد الإعلان عن مشاريع رقمية جديدة رائدة، من بينها ثلاثة مشاريع للمؤسسة المنظمة «ميديا سمارت»، كما أعلنوا عن البرنامج المسطر على مدار ثلاثة أيام من التظاهرة، الذي يتضمن ملتقيات علمية و مسابقات لأحسن مشروع رقمي للخدمة العمومية. كشف السيد محمد سيف الدين صالحي، مدير مؤسسة «ميديا سمارت» بقسنطينة، التي نظمت الطبعة الأولى للصالون الوطني للرقمنة و تكنولوجيا المعلومات، في مستهل الندوة الصحفية، بأن عدد المشاركين في الصالون الذي يعد ، حسبه، الأول من نوعه بقسنطينة و الشرق الجزائري، يتراوح بين 35 إلى 40 مشاركا، و يشمل معارض لمؤسسات عمومية و خاصة، و كذا مؤسسات ناشئة، و كذا عقد لقاءات « بي تو بي»، و تنظيم مسابقتين، الأولى في الذكاء الاصطناعي و الثانية تتمثل في مسابقة أحسن مشروع للخدمة العمومية، و هما برعاية وزارتي الرقمنة و الإحصائيات و المؤسسات الناشئة و الصغيرة و اقتصاد المعرفة، و إشراف والي ولاية قسنطينة. و أوضح من جهته عبد الكريم لنقر، أحد إطارات مؤسسة «ميديا سمارت»المشرفة على الصالون، بأن تظاهرة «كوسطونتيك»، ستركز أيضا في برنامجها الثري، على تقديم محاضرات في مجال الذكاء الاصطناعي و التسويق الإلكتروني، و الأمن المعلوماتي، من قبل أساتذة من جامعتي عبد الحميد مهري و صالح بوبنيدر، و كذا جامعات بولايات أخرى. و تتطرق المحاضرات إلى ثلاثة محاور أساسية، و يشرف ممثلون عن وزارة الرقمنة و الإحصائيات، من بينهم ممثل دعم الاقتصاد الرقمي و مدير الرقمنة بالوزارة، على تقديم المحور الأول المتمثل في الأنظمة الرقمية. مداخلات حول تطوير المحتوى العربي في مجال الرقمنة أوضح المتحدث بأن المحور الثاني في برنامج الصالون يتمثل في الأمن السبيراني، أما المحور الثالث فيتعلق برقمنة المؤسسات الخاصة و العمومية، فيما يدور المحور الرابع حول مرافقة الشركات الخاصة، و تقدم مداخلات بتقنية التحاضر عن بعد، حول المهن و تطويرها في عصر الرقمنة. و بما أننا نحتفل هذا الشهر باليوم العالمي للغة العربية، فقد خصص الصالون مداخلات حول المساهمة في تطوير المحتوى العربي في مجال الرقمنة، و سينقل مشاركون تجارب مؤسساتهم في مجال الرقمنة الخدماتية، كما أضاف المتحدث. فضاءات إلكترونية لحجز الأجنحة و تطبيقات لسهيل التكفل بالزوار و أكد السيد محمد سيف الدين صالحي، مدير «ميديا سمارت»، المؤسسة المنظمة، بأن الصالون يحمل مفاجآت عديدة، منها إعلان مشاركين عن مشاريع رقمية جديدة، و تطبيقات معلوماتية، كما ستسلط المؤسسة الضوء على ثلاثة مشاريع رقمية، منها تطبيق إلكتروني سيتم إطلاقه خلال فعاليات الصالون. في هذا الإطار كشفت وسام بوطمين، مهندسة في الإعلام الآلي بذات المؤسسة، عن تخصيص فضاءات إلكترونية للمشاركين، لحجز الأجنحة، و تخصيص تطبيقات لتسهيل التكفل بالزوار، و إنشاء موقع إلكتروني خصيصا للصالون، للسماح للمشاركين بحجز أجنحتهم عن بعد، و الحصول على مختلف المعلومات الخاصة بالفعالية، فيما تم تطوير فضاء إلكتروني للتواصل مع الزبائن، و تقديم كل المستجدات، كما تم وضع تطبيق للزوار للحصول على المعلومات على مدار أيام التظاهرة، و يتوقع مدير «ميديا سمارت» جذب 10 إلى 15 ألف زائر، و ذلك وفق التسجيلات التي تمت عبر الموقع المخصص للصالون، و يمثل الطلبة النسبة الأكبر من الزوار. عن فكرة تنظيم الفعالية التي تعد الأولى من نوعها في شرق البلاد، قال المتحدث إن السوق بحاجة إليها، و قد لاقت كل الدعم، سواء من قبل الوزارات أو السلطات المحلية، و اختيار ولاية قسنطينة، حسب زميله عبد الكريم لنقر، يهدف إلى تغيير النظرة النمطية حول تمركز الصالونات الكبرى بالعاصمة. و بخصوص إطلاق تسمية « كوسطونتيك» على الصالون، أوضحت مسؤولة الإعلام راضية بالجدوي، بأن الطبعة الأولى زاوجت بين اسم المدينة و «تيك» ، المستخلصة من كلمة تقنية، و سيكون الصالون، حسبها، فرصة لإبرام اتفاقيات مع دول الجوار كتونس و ليبيا، في مجال تسويق الخدمات الرقمية. شباب قسنطينة أول نادي رياضي يدخل عالم الرقمنة أكد منظم الصالون محمد سيف الدين صالحي، عند رده على أسئلة الصحافة، بأن هناك عديد المؤسسات العمومية و الخاصة التي تسير نحو الرقمنة، و عددها يتجاوز 40 مؤسسة، إلى جانب 18 وكالة للترقية العقارية، أصبحت تعتمد بشكل فعلي على النظام الرقمي في مهامها، مشيرا إلى جاهزية شركته لمرافقة مختلف المؤسسات العمومية و الخاصة. و كشف في سياق ذي صلة، بأن نادي شباب قسنطينة يعد أول نادي رياضي جزائري يسير نحو الرقمنة، و قد أشرفت «ميديا سمارت» على إطلاق الموقع الإلكتروني الخاص به، و تتجه حاليا، نحو إطلاق خدمة بيع التذاكر الإلكترونية. كما تحدث صالحي عن رقمنة المجلس الوطني للمهندسين المعماريين، منذ نحو أربع سنوات، و هذا من أكبر المشاريع التي قامت بها المؤسسة، حيث تمكنت من القضاء على مختلف العراقيل الإدارية، المتعلقة بالوثائق المطلوبة للحصول على ترخيص و التي قد تتعدى 40 وثيقة، لتنحصر حاليا في وثيقة واحدة، تتمثل في وثيقة الترخيص، التي سيصبح الحصول عليها يتم إلكترونيا، مع مباشرة اعتماد تقنية التصديق الإلكتروني، الذي هو قيد الدراسة على مستوى الوزارة. و أضاف أن مؤسسته لقيت تجاوبا كبيرا من قبل المؤسسات، سواء العمومية أو الخاصة، و تسعى لوضع نظام آلي خاص فقط بالمؤسسات العمومية، يسمح بالقضاء على مختلف العراقيل الإدارية، و بلوغ مرحلة صفر وثيقة. و نوه المسؤول في ذات السياق، بقطع الدولة أشواط كبيرة في مجال الرقمنة، و توفرها على آليات لاعتماد التقنيات الجديدة التي تعكس نيتها في رقمنة مؤسساتها و قطاعاتها، من بين هذه الآليات، قانون الشراكة بين المؤسسات العمومية و الخاصة، و استحداث المجلس الوطني للإحصاء كأحسن دليل، و هذا ما يؤدي إلى توفير مناخ استثماري لتصدير الخدمات إلى الخارج، حيث سيكون للمؤسسات الناشئة، دور كبير في التسويق الإلكتروني للمنتجات الجزائرية في الخارج، مشيرا إلى أن العمل الجاد لرقمنة مختلف القطاعات، و تحيين القوانين، يمكن من تجسيد حكومة إلكترونية، مع بلوغ سنة 2025، مقرا بأن الأزمة الوبائية ساهمت في تسريع وتيرة الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة، في مختلف الوظائف و التعاملات، خاصة في مجال الدفع الالكتروني. بخصوص الأمور التي تعرقل السير نحو اعتماد الرقمنة في مختلف المجالات، أكد المتحدث بأن العائق الأكبر، يكمن في الذهنيات، و عدم الوعي الكافي بأن الميدان الرقمي يفتح مناصب الشغل و الثروة، داعيا السلطات العليا للبلاد إلى تحيين القوانين، لتسهيل رقمنة كافة القطاعات، و مكافحة القرصنة الإلكترونية و ضمان حماية قانونية للمواقع، و التوجه نحو كراء البرامج و غيرها، كما يحدث في المؤسسات العالمية.