من المنتظر أن يجرى الدور الثاني لانتخاب رئيس بلدية قسنطينة مساء اليوم، حيث أجل منتخبون من حمس و الأرندي مساء أمس، الفصل في اختيار "المير" الجديد بعد مناوشات وشجار مع ممثل تكتل الأحرار الذي غادر أعضاؤه مقر البلدية تباعا، فور خسارة مرشحهم في الدور الأول. والتحق كل منتخبي المجلس الشعبي البلدي بقسنطينة وعددهم 43 منتخبا في الساعة 10 صباحا بالقاعة الشرفية، لكن عملية الانتخاب التي كانت مقررة في ذلك الوقت عرفت تأخرا بسبب ضعف التنظيم لينطلق بعدها الاقتراع السري والذي عرف أيضا تأخرا كبيرا، إذ انتهت العملية في حدود الواحدة زوالا. وتم الإعلان عن نتائج الدور الأول الذي ترشح فيه شريف بزاز ممثلا لكتلة الأحرار المتحصلة على 17 مقعدا، حيث تحصل المترشح على 20 صوتا مقابل 23 منتخبا صوتوا ب "لا" ، ليتقرر بعدها التوجه إلى الدور الثاني لعدم تحصل المترشح على الأغلبية. وسجلت شجارات و حالة كبرى من الفوضى في أول يوم من اجتماع أعضاء المجلس تحت قبة البلدية، إذ اتهم منتخبون عن الأحرار منتخبين عن "حمس" و "الأرندي" بما وصفوه بسرقة أصوات الشعب بسبب التحالف المسجل بينهما، كون الأحرار تحصلوا على أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات المحلية. وظل الاستقطاب قائما بين كتلة الأحرار وتحالف حمس والأرندي، حيث غادر أعضاء تكتل الأحرار تباعا و معهم 3 منتخبين من الأرندي، بينما ظل البقية معتصمين بمقر البلدية، و أصروا على ضرورة إجراء الانتخابات لاختيار رئيس البلدية قبل انقضاء يوم أمس وسط حالة من الجدل، لاسيما بعد تدخل أحد أعضاء المجلس الشعبي الوطني الذي قدم نفسه كممثل عن كتلة الأحرار بقسنطنية. واستمر تبادل الاتهامات بين التكتلين السياسيين طيلة الفترة المسائية، حيث اتهم منتخبون في الأرندي وحمس منتخبا عن كتلة الأحرار ب "إخفاء" محاضر الدور الأول و"سرقتها"، وأكدوا أنهم سيقدمون شكوى للجهات المختصة بهذا التصرف الخطير حسبهم، والذي أضر بسمعة البلدية في أول يوم من اجتماع المنتخبين. واستغرب منتخبون من حمس إصرار الأحرار على تأجيل الانتخابات إلى اليوم، حيث أن جميع ظروف الانتخاب، بحسبهم، متوفرة كما أن مسير الجلسة قد أكد في البداية أنه سيتم انتخاب الرئيس الجديد أمس، بينما استغرب ممثل الأحرار من أسباب تراجع حمس والأرندي عن الاتفاق الذي عقد في الصباح والذي ينص على إجراء الدور الثاني يوم الثلاثاء. واستمرت حالة الفوضى والتشنج، إلى غاية تدخل رئيس الدائرة، الذي أكد أنه تم إبلاغ الوالي والذي بدوره أبلغ وزارة الداخلية بتاريخ إجراء الدور الثاني وذلك يوم الثلاثاء، غير أن تحالف حمس والأرندي أصر على إجراء الاقتراع أمس، لتوفر النصاب القانوني بالمجلس فضلا عن عدم وجود أي مانع يحول دون اختيار رئيس البلدية. و وجد رئيس الدائرة، صعوبة بالغة في إقناع المنتخبين، حيث قال إن كل الضمانات لإجراء اقتراع شفاف موجودة كما تعهد باستدعاء مسير عملية الاقتراع في الدور الأول لإمضاء المحاضر، ليتناقش الحاضرون في ما بينهم لفترة قصيرة ثم يقرروا تأجيل الانتخابات إلى اليوم في الساعة الثانية بعد الزوال، كما أكد رئيس الدائرة أنه ستتم إعادة النظر في طريقة التصويت والتي عرفت تأخرا كبيرا وغير معقول. ولم تتضح هوية مترشح الأحرار إلى غاية مساء أمس، بينما سيدفع تكتل حمس الأرندي بمسعي عبد الغني كمترشح، حيث من المنتظر أن تؤول رئاسة البلدية حسابيا إلى "حمس" كون التحالف يحوز على 23 منتخبا يمثلون الأغلبية، لكن عنصر المفاجأة يبقى قائما إلى غاية ما سيفرزه الصندوق من نتائج.