أشرف، أول أمس الخميس، والي قسنطينة على مراسيم تنصيب المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة، و من المنتظر انتخاب الرئيس الجديد يوم غد الأحد، وهي عملية تبدو نتائجها محسومة بعد تحالف التجمع الوطني الديمقراطي و حركة مجتمع السلم للتصويت على مرشح الأخيرة، غير أن الاقتراع السري قد يسفر عن مفاجأة يصنعها تكتل الأحرار. و تم صبيحة الخميس، بالمركز الثقافي عبد الحميد بن باديس تنصيب المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة، حيث أشرف على العملية الوالي مسعود جاري، وذلك بحضور المنتخبين الجدد و المنتهية عهدتهم، وكذا رئيس المجلس الشعبي الولائي الجديد عصام بحري، ومدراء تنفيذيون والمسؤولون الأمنيون بالولاية، إلى جانب فعاليات المجتمع المدني وعدد من المواطنين. و يتشكل المجلس الشعبي لبلدية قسنطينة من 43 منتخبا، حيث أسفرت نتائج الانتخابات المحلية ل 27 نوفمبر الفارط عن اقتسام المقاعد بين ثلاث تشكيلات سياسية استطاعت دخول معترك الانتخابات، وحصلت بموجبها قائمة تكتل الأحرار على 17 مقعدا في حين حصل حزب التجمع الوطني الديمقراطي على 14 مقعدا ثم حركة مجتمع السلم ب 12 مقعدا.و لم يتفق الأعضاء الجدد للمجلس الشعبي لبلدية قسنطينة، يوم الخميس على انتخاب الرئيس الجديد، وذلك لعدم تقديم تكتل الأحرار لمرشحه في الدور الأول، ما فسره البعض بالتخوف من عدم حصد العدد الكافي من الأصوات. وطالت النقاشات بين المنتخبين الجدد لبلدية قسنطينة، لفترة طويلة دون الخروج بقرار موحد، عدى الاتفاق على تشكيلة مكتب الترشيحات، قبل أن يفترق الجميع محددين تاريخ يوم غد الأحد كموعد لانتخاب الرئيس الجديد. وبالمقابل قال منتخبون عن «حمس» و «الأرندي» إن الهدف عدم تقديم تكتل الأحرار لمرشح مرده التأكد من خسارة الدور الأول وهو ما يعني المرور إلى الدور الثاني والذي يحق فيه لكل التشكيلات السياسية تقديم مرشح يمثلها للظفر بمنصب رئيس البلدية، مؤكدين أن التحالف الذي التزم به مسؤولا "حمس" و"الأرندي" على مستوى ولاية قسنطينة، و الاتفاق على اسم عبد الغني مسعي، «قلب الطاولة» على تكتل الأحرار و أضعف حظوظه أمام التحالف الجديد والذي تم من خلاله الوصول إلى نقطة تفاهم بخصوص منصبي رئيس المجلس الشعبي الولائي ورئيس بلدية عاصمة الولاية. من جهته أوضح ممثل عن كتلة الأحرار، شريف بزاز، في تصريح للنصر، أن سبب عدم تقديم مرشح للدور الأول من الانتخابات لرئاسة المجلس وهو الالتزام الكلي بجدول أعمال يوم الخميس، والذي ينحصر في نقطة وحيدة وهي تنصيب المجلس، وذلك وفقا لما حددته الدعوة الموجهة من طرف الوالي للمنتخبين الجدد. وتابع ذات المتحدث أنه سيكون مرشح كتلة الأحرار لانتخابات المجلس الشعبي البلدي، مؤكدا أن الصندوق سيكون الفيصل يوم غد الأحد، ويضع حدا لكل التأويلات، معتبرا أن حسم اسم "المير" مجرد تكهنات على اعتبار أن نتائج الانتخابات يمكن أن تأتي بمفاجآت سارة للبعض والعكس بالنسبة للبعض الآخر. وقال بزاز، إن الديمقراطية تحتم أن يكون رئيس المجلس من التشكيلة السياسية التي تحصلت على أكبر عدد من الأصوات وهو تكتل الأحرار، وذلك حتى تصان أصوات الناخبين، على حد تعبيره. و في قراءة للأرقام التي فرضها التحالف بين "حمس" و"الأرندي"، يتضح أن منصب رئيس بلدية قسنطينة سيعود بنسبة كبيرة إلى حركة مجتمع السلم، فهذه الأخيرة تمتلك 12 مقعدا يضاف إليها 11 مقعدا للتجمع الوطني الديمقراطي ما يمثل حوالي 53 في المئة من نسبة الأصوات، في حين لن يستطيع تكتل الأحرار الحصول سوى على أصوات منتخبيه و عددهم 17 إضافة إلى 3 أصوات لمنتخبين من «الأرندي» فضلوا انتهاج طريق منفصلة عن تلك التي حددها مكتبهم الولائي، غير أن عملية انتخاب "المير" يمكن أن تسفر عن مفاجآت، خصوصا وأن تكتل الأحرار يعوّل على عامل الوقت والعمل على استمالة المزيد من المنتخبين للتصويت لصالح مرشحهم.