أجمع ممثلو الفصائل الفلسطينية، اليوم الأربعاء بالجزائر، على أن السبيل الوحيد للمضي قدما والوقوف في وجه الكيان الصهيوني، هو إنهاء حالة الانشقاق والتوحد تحت برنامج كامل ومشروع نضالي موحد، من خلال الاستجابة لدعوة الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وأثنى ممثلو الفصائل الفلسطينية في تصريح ل وأج، على هامش إحياء "اليوم الوطني للشهيد الفلسطيني"، بدعوة السيد تبون لاجتماع شامل للفصائل الفلسطينية على أرض الجزائر، مشيدين ب "الدور المهم والموقف الثابت للشعب والقيادة الجزائرية في دعم القضية الفلسطينية، والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني". وبارك مستشار سفارة فلسطينبالجزائر والمكلف بالإعلام، هيثم عمايري، الدعوة التي وجهها السيد تبون، للفصائل الفلسطينية "من أجل تدارس وضعنا وردم الهوة الموجودة بيننا، فالشعب الفلسطيني موحد، إلا أن الفصائل الفلسطينية لها أجندات وبرامج تختلف فيما بينها، سعت القيادة الفلسطينية منذ 2007 أي من وقت حصول حالة الاستعصاء في الحالة الوطنية الفلسطينية في أكثر من مكان، لإنهائها، و الآن أدعو الفصائل للتوحد من خلال برنامج كامل وواحد." وشدد هيثم عمايري على "ضرورة أن تضبط الفصائل الفلسطينية ميقات ساعتها على ميقات القدس، وباعتقادي نستطيع أن ننجز ذلك، والجزائر أينما حلت في القضية الفلسطينية يحصل الخير، لأنها تتعامل معها على أنها قضية داخلية". و اعتبر المتحدث، اليوم الوطني للشهيد الفلسطيني، الذي يصادف 7 جانفي من كل عام، "عهدا ووهدا للشهداء بأن نعلي قضيتهم عاليا، ونحييها للأجيال الصاعدة بالقول إنهم قدموا أرواحهم على مذبح الحرية، لتحرير الأرض و إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف". من جهته، قال ممثل مكتب حركة "حماس" في الجزائر، محمد عثمان، إن الفصائل الفلسطينية أمام "فرصة حقيقية لدعم الصمود والمقاومة الفلسطينية، من خلال الدعوة الكريمة للرئيس الجزائري السيد عبد المجيد تبون، للقاء فصائلي على أرض الجزائر، يهدف إلى توحيد الموقف الفلسطيني". وأشار محمد عثمان إلى أن حركة "حماس" ترى الوحدة على أنها "الوصول إلى المبتغى في التعاون والتشارك في مشروع نضالي موحد، تلتقي عليه كافة الفصائل، وينهي حالة أوسلو وما رافقها من حصاد مر على صعيد خسارة الأرض الفلسطينية والتوسع الاستيطاني السرطاني وتغيير ملامح القدس أو الهوية العربية والإسلامية لها، والاعتداء على الأسرى وحصار غزة". و أكد أن كل ما سبق ذكره "عناوين مؤلمة تم جنيها جراء مسيرة أوسلو، واليوم نريد أن تلتقي الفصائل على مشروع نضالي جديد، تكون المقاومة الشاملة عنوانا له، والمقاومة المسلحة في المقدمة"، لافتا إلى أنه وجب على الفصائل "التعاون معا في إدارة هذا المشروع، نقرر متى وكيف سنواجه المحتل، وكيف ننقل المقاومة إلى الضفة الغربية، وندير المقاومة المسلحة في غزة وفي سائر فلسطين". كما نوه محمد عثمان بمعركة "سيف القدس" الأخيرة، مبرزا أنها "كانت مؤشرا مهما على الإرادة الصلبة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني، وما يتطلع إليه". وفي نفس السياق، أشاد ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، محمد همامي، هو الآخر، بدعوة الرئيس الجزائري، مشيرا إلى أنها دعوة إلى "توحيد الصف الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي تواجه القضية الفلسطينية، وهرولة الأنظمة العربية (نحو التطبيع) وطعن القضية الفلسطينية بخنجر مسموم" وأردف قائلا: "لقد جاءت الدعوة ليقول السيد تبون (لا للتطبيع مع الاحتلال ونعم لنصرة فلسطين والشعب الفلسطيني و إحقاق حقوقه الوطنية و إقامة دولته الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس)"، مضيفا "علينا كعرب أن نبرمج استراتيجية عربية من أجل مواجهة الاحتلال الصهيوني، حتى يذعن ويوافق على إقامة الدولة الفلسطينية، لا أن نطبع معه بالمجان ليستفيد منه الكيان الصهيوني". وذكر همامي أن "الخاسر الأكبر من عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني هي الشعوب العربية ومقدراتها وخيراتها لصالح الاحتلال الإسرائيلي وشركائه، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي تقف إلى جانب الإجرام والعدوان على شعبنا الفلسطيني". يشار إلى أن رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء والجرحى في منظمة التحرير الفلسطينية، انتصار الوزير (أم جهاد)، أبرقت رسالة بمناسبة "يوم الشهيد"، أشادت فيها بالدور والموقف الثابت للجزائر قيادة وشعبا، والداعم للقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم، وعاصمتها القدس الشريف.