تضع النسخة 33 من العرس الكروي الإفريقي المنتخب الوطني أمام العديد من التحديات، لأن رحلة السعي للإحتفاظ بالتاج القاري ستكون عبر الكثير من البوابات، شريطة النجاح في كسر بعض القواعد، التي وإن تكرّست ميدانيا على مدار العديد من الدورات، فإنها تبقى قابلة للتجاوز. مسعى "كومندوس" بلماضي في الإبقاء على اللقب الإفريقي جزائريا ينطلق من "الديناميكية"، التي تتواجد عليها التشكيلة حتى قبل آخر طبعة من "الكان"، وعليه فإن التحدي الأول للنخبة الوطنية يكمن في السعي لمواصلة مسيرة المشاركة في النهائيات القارية، بريتم منتظم، على وقع الانتصارات، سيما وأنها ستدخل هذه الطبعة في ثوب بطل القارة. إلى ذلك، فإن المنتخب الجزائري سيكون أمام تحد من نوع آخر، لها علاقة مباشرة بذكريات تاريخية، لأن الصورة القاتمة التي عايشتها الكرة الجزائرية في دورة 1992 بالسنغال مازالت راسخة في الأذهان، وتبقى من النقاط السوداء في مشوار مشاركة "الخضر" في نهائيات كأس أمم إفريقيا، لأن رحلة الدفاع عن التاج المحرز سنة 1990 كانت "كارثية"، وبصم خلالها المنتخب الجزائري على واحد من أسوأ مشاركاته، والتي اصطلح عليها "مهزلة زيغنشور"، على اعتبار أن بطل القارة خرج من أضيق الأبواب، بتعادل مع الكونغو وهزيمة بثلاثية أمام كوت ديفوار، ولو أن المعطيات الحالية مختلفة كلية عن تلك التي كانت في تلك الفترة، لكن آثار تلك "الفضيحة" تلقي بظلالها على هذه المشاركة، في وجود قاسم مشترك بين الجيلين، ويتمثل في دخول المنتخب الوطني العرس القاري في ثوب البطل الذي يسعى للاحتفاظ بتاجه. زاوية أخرى من الحسابات من شأنها أن تفرض ضغطا إضافيا على النخبة الجزائرية في هذه الطبعة، وتخص مصير "الأبطال" منذ نسخة 2010، لأن بطل القارة، يجد نفسه خارج المربع الذهبي في رحلة الدفاع عن تاجه، وهذا "السيناريو" انطلق منذ دورة 2012، وظل ساري المفعول على امتداد 5 نسخ متتالية من "الكان"، لأن المنتخب المصري كان قد توج باللقب في سنة 2010، وفشل في تجاوز مرحلة التصفيات المؤهلة إلى النسخة الموالية، والأمر ذاته تكرر مع منتخب نيجيريا، الذي كان قد اعتلى منصة التتويج في دورة 2013، غير أنه لم يكن ضمن قائمة منشطي الطبعة رقم 30. وفي سياق متصل، فإن منتخب زامبيا، الذي كان المفاجأة السارة في نسخة 2012، باعتلائه منصة التتويج لأول مرة في تاريخه، كان رحلة الدفاع عن لقبه "فاشلة"، وودع الطبعة الموالية من الدور الأول، من دون تذوق نشوة الفوز، لأن كتيبة "الشيبولوبولو" اكتفت بثلاث تعادلات في دور المجموعات، فودعت المنافسة من أول الأدوار، و"النكسة" ذاتها عايشها المنتخب الإيفواري، الذي انتزع اللقب في دورة 2015، إلا أنه خرج من الطبعة الموالية دون انتصار، بعد تسجيله تعادلين وهزيمة. وكان منتخب الكاميرون قد كسر قاعدة الإقصاء المبكر لبطل القارة من الدور الأول، والتي كانت سارية المفعول في 4 دورات متتالية، لكن "الأسود الجموحة" لم تقدر على الزئير في باقي أدوار نسخة 2019، حيث توقفت مسيرتها عند ثمن النهائي، لما انهزمت أمام نيجيريا.