الفريق الكاميروني فقد الكثير من القوة وسنهزمه في الذهاب * رسالة محرز تحمل في طياتها الكثير من المعاني الجميلة * اللاعبون يتحملون النصيب الأكبر في الإخفاق * القاطرة الأمامية بحاجة إلى ضخ دماء جديدة * المونديال سيكون مسك ختام مشوار هذا الجيل الذهبي * حذار أن تمتد آثار الإخفاق إلى أبعد ما نتصور والصدمة ستعيد «الرشد» أبدى أسطورة المنتخب وصانع ألعاب الخضر في فترة الثمانينيات لخضر بلومي تفاؤلا كبيرا، بخصوص مقدرة المدرب جمال بلماضي وأشباله، على تجاوز عقبة منتخب الكاميرون في الدور الفاصل والتأهل إلى مونديال قطر 2022، معربا عن أمله في ضخ دماء جديدة على مستوى القاطرة الأمامية، التي خيبت الآمال في نهائيات كأس أمم إفريقيا الأخيرة، كما تحدث الدولي السابق عن منتخب الكاميروني الحالي، مقارنة بذلك الذي شكل شبحا أسود للخضر، على مدار السنوات الماضية. كدولي سابق خاض نهائيات كأس أمم إفريقيا في عدة مناسبات، ما هي أسباب الإخفاق في دورة الكاميرون في تقديرك؟ أسباب الانتكاسة متعددة، ولكن هذا لا يعني نهاية العالم، فكل الفرق والمنتخبات تمر بمرحلة فراغ، ولسوء حظنا أننا مررنا جانبا خلال هذه البطولة، ما تسبب في إقصائنا في الدور الأول، لقد كانت النتائج غير متوقعة، والدليل ألا أحد قد رشح المنتخب المصري لتخطي كوت ديفوار والوصول إلى هذا الدور المتقدم، ولكنها كرة القدم لا تعترف سوى بما يتم تقديمه فوق أرضية الميدان، وعن منتخبنا الوطني فأرى أن التساهل والثقة المفرطة، كانت وراء تلك الخيبة الكبيرة. لا أحد كان يتوقع هذا السيناريو، أليس كذلك ؟ صحيح، لا أحد توقع أن يحدث معنا هذا السيناريو المؤسف، بعد ما وصلنا إليه ببلوغ 35 مباراة دون انهزام، ولكنها كرة القدم كما قلت لكم، وكل شيء فيها وارد، وقد تتعرض إلى ما هو أسوأ، خاصة إن لم تكن في أفضل أحوالك، وعن منتخبنا الوطني المقصى من الدور الأول في «الكان»، فقد دخل البطولة متعبا بدنيا، بدليل أن اللاعبين وجدوا متاعب كبيرة خلال المباريات الثلاث، ويبدو أنهم قد تأثروا أكثر بالظروف المناخية القاسية، فضلا عن أرضية الميدان السيئة، ولئن كنت لا أرى هذه الأمور بمثابة أعذار، على اعتبار أنها على جميع المنتخبات. من يتحمل المسؤولية الأكبر ؟ المسؤولية مشتركة، غير أن النصيب الأكبر في هذا الإخفاق المرير يتحمله اللاعبون، فهم من كانوا فوق أرضية الميدان وليس المدرب، ولو أن لكل بداية نهاية، ونهاية النتائج الايجابية لهذا الجيل كانت في الكاميرون، في انتظار تعديل الأوتار، تحسبا للاستحقاقات المقبلة المنتظرة، لعلّ في مقدمتها مباراتي الدور الفاصل المؤهلتين للمونديال، حيث أن تخطي عقبة الكاميرون كفيل باستعادة البسمة، على العموم ليس وقت الانتقاد، بل على العكس على الجماهير أن تشجع هؤلاء اللاعبين ومدربهم، بعد كل ما قدموه لهم على مدار آخر ثلاث سنوات. هل أنت متفائل بمقدرتنا على تجاوز هذه الفترة العصيبة ؟ الصدمة كانت قوية، وآثارها قد تمتد إلى أبعد ما نتصور، ولذلك على المدرب جمال بلماضي أن لا يلتفت إلى الماضي، ويسارع لمراجعة حساباته، خاصة وأننا ارتكبنا عديد الأخطاء خلال الدورة الأخيرة، أنا أرى ما حدث في الكاميرون بمثابة درس مفيد، تحسبا للاستحقاق الهام الذي ينتظرنا شهر مارس المقبل. تبدو واثقا من مقدرة بلماضي على مداواة الجراح ؟ بطبيعة الحال ثقتنا في هذا المدرب كبيرة جدا، فمن انتشل المنتخب الوطني من القاع إلى القمة بمقدوره أن يعيده مجددا إلى مكانته الطبيعية، خاصة وأنه يمتلك المادة الخام، وأعني بالذكر اللاعبين، فمنتخبنا يمتلك جيلا من اللاعبين المتميزين، القادرين على تخطي أي منتخب في إفريقيا، فما بالك بمنتخب الكاميروني الذي لا يخيف على الإطلاق، صدقوني ما جرى معنا في «الكان» الأخيرة درس للجميع، فحتى الجماهير سيفيدها هذا الإخفاق، من أجل التفكير بمنطق ووضع الأمور الغريبة جانبا، فبعد كل تلك النتائج الباهرة بدأ البعض يتحدث عن التتويج بالمونديال، وهذا أمر غير مقبول، وفرض ضغطا رهيبا على المجموعة ككل. لماذا خيّب محرز الآمال مقارنة بنجوم آخرين قادوا منتخباتهم لأدوار متقدمة؟ علينا الاعتراف أن رياض محرز لم يكن في المستوى، ولم يقدم ما كان مرجوا منه، ولكنه ليس الوحيد الذي خيب الآمال، فكل العناصر ظهرت بمردود متواضع، ما كلفنا الإقصاء من الدور الأول، ولكن ما يحسب لمحرز اعترافه وتحمله المسؤولية، فرسالته الأخيرة تحمل في طياتها الكثير من المعاني الجميلة. ألا ترى أن الناخب الوطني أخطأ في عدم ضخ دماء جديدة ؟ لا أشاطركم الرأي، فبلماضي راهن على نفس الأسماء التي قادته للتتويج في مصر، ولم يكن يتصور أن تمر بعض العناصر جانبا، فالجميع لم يقدم المرجو منه، ولذلك لا أحمل المدرب مسؤولية عدم ضخ دماء جديدة، وإن كان البعض قد خيب ظننا، ولكن علينا أن نتعلم أمرا وهو عدم التدخل في صلاحيات المدرب. أنت مع أو ضد جلب لاعبين جدد خلال تربص مارس ؟ الحيز الزمني قصير وإجراء تغييرات في الوقت الحالي مجازفة، وإن كنت مع استدعاء لاعبين أو ثلاثة جدد، خاصة على مستوى القاطرة الأمامية، فنحن بحاجة إلى مهاجمين قادرين على ترجمة الفرص المتاحة، فدورة الكاميرون الأخيرة، كشفت بعض العيوب الواجب تصحيحها قبيل المواجهة الفاصلة. كيف تقيم مستوى الكاميرون وهل هذا المنتخب قادر على حرماننا من المونديال؟ بصفتي لاعب دولي سابق، وبحكم معرفتي الجيدة بالكرة الإفريقية والكاميرونية على وجه التحديد، أقولها وأعيدها «الأسود غير المروضة» لم تعد كسابق عهدها، فالجيل الحالي بعيد كل البعد عن الأجيال السابقة التي أهدت الكرة الكاميرونية عديد الإنجازات، فهذا المنتخب لم يعد يمتلك أسماء في شاكلة روجي ميلا وصامويل إيتو والبقية، وبالتالي فالفرصة ثمينة من أجل الفوز عليهم في الكاميرون، كون ذلك سيقربنا أكثر من تأشيرة التأهل لمونديال قطر 2022. بماذا تريد ختم الحوار ؟ لدي رسالة إلى الجماهير ووسائل الإعلام، كفاكم حديثا عن الظروف الصعبة في إفريقيا، فنحن ننتمي إلى هذه القارة، ويتوجب علينا التأقلم مع كل معطياتها، فلا يوجد أي لاعب أو مدرب في المنتخب الوطني تحدث عن هذه الظروف، باستثناء الأنصار عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى درجة جعلوا فيها الأمر بمثابة قضية، غير أن برمجة بعض المباريات بعدها بنفس الملعب أسكت الأفواه، وجعل الجميع يعود للبحث عن الأسباب الفنية التي كانت وراء مرورنا جانبا، نحن كنا ولازلنا خلف الناخب الوطني جمال بلماضي، وكلنا ثقة في مقدرته على قيادتنا للمونديال، الذي سيكون مسك ختام مشوار هذا الجيل الذهبي الذي نمتلكه.