قدم المنتخب المصري خدمة كبيرة للناخب الوطني جمال بلماضي، قبيل مباراتي الدور الفاصل، بعد إقصاء منتخب الكاميرون على أرضه وأمام أنظار جماهيره، وهو ما قد يضع تشكيلة المدرب أنطونيو كونسيساو في ورطة، قبيل مواجهة الخضر شهر مارس المقبل، حيث قد تمتد آثار هذا الإقصاء المرير إلى أبعد ما يتصوره البعض، خاصة وأن رئيس الاتحادية الكاميرونية صامويل إيتو، كان يعلق آمالا كبيرة على رفاق أبو بكر للفوز بالنسخة 33 من نهائيات "الكان". منتخب "الأسود الجموحة" الذي رشحه أهل الاختصاص للفوز بالكان، بعد مستوياته القوية في الأدوار الماضية، كان أمس الأول في أول اختبار حقيقي، عند مواجهة الفراعنة المتمرسين في مثل هذه البطولات المجمعة، وكان رفاق صلاح بحاجة إلى 20 دقيقة فقط، من أجل الدخول في صلب الموضوع، حيث بسطوا هيمنتهم على أصحاب الأرض، خاصة في وسط الميدان، وهذا بفضل النهج التكتيكي الذي انتهجه كارلوس كيروش الذي عرف كيف يشل تحركات الثنائي الخطير في هجوم الأسود، ويتعلق الأمر بأبو بكر وإيكامبي صاحبي 11 هدفا. وظهر منتخب الكاميرون تائها فوق الميدان طيلة 120 دقيقة، ولم يشكل أي خطورة تذكر على مرمى أبو جبل، الذي منح تأشيرة التأهل لزملائه خلال ركلات الترجيح بتصدياته الموفقة، ليعبر الفراعنة إلى "النهائي" عن جدارة واستحقاق، كونهم كانوا الأفضل على كل المستويات، خاصة من الناحية البدنية، رغم خوضهم للأشواط الإضافية، في مناسبتين أمام كل من كوت ديفوار والمغرب. وقدم البرتغالي كارلوس كيروش خدمة جليلة لبلماضي، حيث منحه الأمل في إمكانية الإطاحة بالأسود بعقر ديارهم، خلال مباراة الذهاب من الدور الفاصل، خاصة إذا ما انتهج الخضر خطة متوازنة، ترتكز على الانتشار الجيد فوق أرضية الميدان، واستغلال هفوات الخط الخلفي لرفاق فاي، الذين كادوا يخسرون المباراة في وقتها الأصلي بعد الهدايا المقدمة لمهاجمي مصر، خاصة تلك التي أضاعها محمد صلاح. وشهدت المباراة متابعة دقيقة من طرف بلماضي وأعضاء طاقمه الفني، حيث سيتم مناقشتها بالتفصيل، خلال أول جلسة تجمع الجميع بمركز سيدي موسى، كما سيحاول مدرب الخضر الاستفادة من هذا الإقصاء لمنافسنا المباشر من أجل تعميق جراحه، ولو أن كل شيء متوقف حول مدى جاهزية عناصرنا الوطنية، التي خيبت الآمال في "الكان" الأخيرة، وستكون مطالبة برد الاعتبار لنفسها. سمير. ك