أتوقع - انتفاضة - جزائرية في موقعتي السد ومحرز قد يكون المنقذ يرى التقني دييغو غارزيتو، المعروف على الساحة الإفريقية بحكم تجاربه الكثير مع عديد الفرق والمنتخبات، أن المنتخب الوطني قادر على تخطي عقبة الكاميرون في مباراتي الدور الفاصل، خاصة وأن «الأسود الجموحة» ليست بالقوة التي صورها البعض مع انطلاق نهائيات الكان، مشيرا في حواره مع النصر، أن مباراة المربع الذهبي بين مصر والكاميرون تكون قد منحت الناخب الوطني جمال بلماضي، نظرة حقيقية عن مستوى كتيبة أنطونيو كونسيساو التي وصفها بالعادية، كما تحدث التقني الفرانكو - إيطالي عن رأيه في المباراة النهائية للطبعة 33 من نهائيات الكان، وعدة مواضيع أخرى تكتشفونها في هذا الحوار الخاص. حاوره: سمير. ك مرحبا «كوتش» معك صحفي جريدة النصر من قسنطينة، كيف هي الأحوال؟ مرحبا بكم وبكل سكان قسنطينة الأعزاء، وكما تعلمون أكن محبة خاصة لهذه المدينة ولفريقها الأول، الذي أشرفت عليه في إحدى الفترات، وحققت معه نتائج جد مقبولة، قبل أن أضطر للرحيل لظروف خارجة عن نطاقي. بحكم خبرتك الكبيرة على مستوى الكرة الإفريقية وإشرافك على عديد الفرق والمنتخبات، نود معرفة رأيك بخصوص نتائج قرعة الدور الفاصل ؟ نتائج قرعة مباريات السد الخاصة بالمنطقة الإفريقية، لم تكن رحيمة بعديد المنتخبات، وتمنيت تفادي بعض الصدامات، على غرار مواجهة الخضر والكاميرون ومباراة السنغال ومصر، فلو تجنبت هذه المنتخبات بعضها البعض، فأنا على يقين بأنها ستتأهل جميعا للمونديال، لما تمتلكه من إمكانيات مقارنة ببقية المنتخبات، وإن كنت أرى بأن المنتخب المغربي أيضا مرشح على حساب منتخب الكونغو الديمقراطية، فيما لا يمكن التكهن بهوية المتأهل في لقاء منتخبي تونس ومالي، ونفس الأمر ينطبق على ديربي نيجيريا وغانا، فالحظوظ بينهما متساوية. مصر منحتنا نظرة حقيقية عن مستوى كتيبة كونسيساو من ترشح في قمة الخضر والأسود غير المروضة ؟ حتى نكون في الصورة، كلا المنتخبين تعرضا لضربة موجعة خلال نهائيات كأس أمم إفريقيا، فالخضر صدموا بالإقصاء المبكر من دور المجموعات، فيما لم يتجرع الكاميرونيون الخروج من المربع الذهبي على يد منتخب مصر، خاصة وأن الجميع في الكاميرون كان يعلق الآمال على الفوز بالكأس، وفي مقدمتهم رئيس الاتحادية الجديد صامويل إيتو، الذي قام بكل شيء في سبيل رؤية منتخب بلاده فوق منصة التتويج، أنا أتوقع صداما عنيفا بين المنتخبين، من أجل الظفر بتأشيرة التأهل لمونديال قطر، ومن سيكون أكثر تركيزا وحضورا ذهنيا سيفوز بهذا الرهان، وإن كنت أرى أفضلية نسبية لمنتخبكم الوطني لعديد الاعتبارات. عن أي اعتبارات تتحدث، ولماذا منحت الأفضلية لمنتخبنا رغم انتكاسة «الكان»؟ لم أتابع كل المباريات في «كان» الكاميرون، ولكنني شاهدت مواجهات منتخبكم الوطني، ويبدو لي أن المجموعة قد تأثرت كثيرا بغياب بعض الركائز، وإصابة البعض الآخر بفيروس كورونا، دون نسيان الظروف الصعبة التي خاض فيها أشبال بلماضي المقابلات الثلاث، وأقصد هنا أرضية الميدان السيئة، والتي لا تخدم منتخبا يعتمد على الكرات القصيرة والسريعة، دون الحديث عن الظروف المناخية الصعبة بمدينة دوالا، فاللعب في أجواء مشابهة يشكل متاعب كبيرة للاعبي شمال إفريقيا، خاصة أولئك القادمين من مختلف البطولات الأوروبية. تمنيت تفادي بعض الصدامات في مباريات السد لهذا السبب ترشيحك للجزائر نابع من إيمانك بكتيبة بلماضي أم راجع لعدم اقتناعك بالمنافس؟ سؤال في محله، وسأجيبكم أن ترشيحي للجزائر يعود للسببين معا، فثقتي كبيرة بكتيبة بلماضي، حتى بعد الصدمة التي تعرضوا لها في «الكان» الأخيرة، فالمنتخب الذي يفوز بالكأس القارية من قلب القاهرة ويصل إلى 35 مباراة دون هزيمة، لا يمكن أن يتحول بين ليلة وضحاها إلى مجموعة لا تجيد لعب كرة القدم، وفي هذا المجال كل الفرق والمنتخبات مُعرضة لفترات الفراغ، غير أنها تعود أكثر قوة مع مرور الوقت، وهو ما أتوقعه من الجزائر، حيث ينتابني شعور بأن ردة فعلهم ستكون قوية، بمناسبة مباراتي الكاميرون، خاصة وأن هذا المنتخب ليس بالقوة التي صورها لنا البعض مع انطلاق نهائيات الكان، وتأكدت من ذلك أكثر في لقاء جزر القمر، حيث تخطوا هذا المنتخب المتواضع في إفريقيا بصعوبة كبيرة، كما أن لقاء مصر منحنا نظرة حقيقية عن تشكيلة المدرب البرتغالي كونسيساو. أتابع أخبار السنافر باستمرار وتمنيت بقاء بزاز ! تبدو غير معجب برفاق فينسنت أبو بكر ؟ تود الصراحة، تابعت منتخب الكاميرون في مناسبتين فقط في نهائيات «الكان»، أولها أمام منتخب جزر القمر، فرغم دخول هذا المنتخب المواجهة دون حارس مرمى، إلا أن رفاق أبو بكر ظلوا عاجزين عن الوصول إلى المرمى، واكتفوا بفوز ضئيل بهدفين لهدف واحد، كما كانت لي الفرصة مجددا أن تابعتهم في مقابلة مصر في المربع الذهبي، وكان الفراعنة أفضل على كل المستويات، صدقوني تشكيلة الكاميرون، ورغم خوضها النهائيات ببلدها واستفادتها من دعم جماهيرها، إلا أنها لم تقدم أي مردود يثير الإعجاب، وعن نفسي لم أر شيئا يستحق الذكر، ولذلك أرشح الجزائر لتجاوزها في لقاء الدور الفاصل، خاصة إذا ما استعاد رفاق محرز مستوياتهم المعهودة، التي ظهروا بها على مدار آخر 3 سنوات. ألا ترى أن محرز لم يقم بدوره على أكمل وجه مقارنة بصلاح وماني؟ قائد الخضر مر جانبا في «الكان»، ولم يكن موفقا في اللقاءات الثلاثة، على عكس الثنائي محمد صلاح وساديو ماني، حيث لعبا دورا بارزا في وصول مصر والسنغال إلى المباراة الختامية، وهذا وارد في كرة القدم، فمحرز كان متفوقا في كان مصر 2019، فيما لم يقدم الثنائي سالف الذكر المطلوب، ولذلك لا يجب الحكم على مهاجم مانشستر سيتي بالفشل، وقد يكون منقذكم في مباراتي السد. الحظوظ متساوية في نهائي الكان وماني لن يقبل بفشل جديد كيف ترى المباراة النهائية ومن تتوقع أن يعتلي منصة التتويج ؟ الحظوظ متساوية بين المنتخبين، وإن كنت أرى أن السنغال لن تفرط في هذه الكأس، خاصة بعد خيبة خسارة النهائي السابق أمام الجزائر، سنرى مباراة مغلقة ستحسمها جزئيات صغيرة، كما قد يكون لنجوم في شاكلة ماني أو صلاح كلام، خاصة بعد ما قدموه طيلة البطولة، فصلاح كان فعالا في الأدوار الإقصائية، شأنه في ذلك شأن زميله في ليفربول الانجليزي الذي سجل هدفا رائعا في لقاء بوركينافاسو، بعد رفع الكرة فوق رأس حارس المرمى، دون الحديث عن مساهمته الفعالة في الهدف الثاني، الذي رجح كفة أسود التيرانغا في لقاء لم يكن سهلا. مازالت تتابع أخبار فريقك السابق شباب قسنطينة ؟ مر عن تجربتي مع شباب قسنطينة الكثير من السنوات، غير أنني لا أزال أتابع أخبار هذا الفريق، الذي سعدت له كثيرا بفوزه بلقب البطولة موسم 2017/2018، كما أنني فرح للنتائج المحققة هذا الموسم، فحسب المعلومات التي بحوزتي، الشباب يتواجد في مرتبة متقدمة بفارق ضئيل عن المتصدر، وبإمكانه أن ينافس على اللقب، ولكن هذا مرتبط بالاستقرار الإداري، فحسب ما عشته في قسنطينة مشكلة هذا الفريق في التغييرات الكثيرة، وإن كانت المشكلة تخص كل الفرق الإفريقية وليس السنافر فقط، فالجميع يبحث عن النتائج الفورية، دون تسطير أي مشروع، على العموم كل التوفيق لشباب قسنطينة، ولم لا يظفر بلقب جديد، لأن أنصاره يستحقون كل الخير، لما يكنوه من محبة لهذا الفريق العريق، الذي تشرفت بالعمل معه في إحدى الفترات من مشواري التدريبي الحافل. صلاح وماني صنعا الفارق في «الكان» كما فعل محرز في 2019 بماذا تريد أن تختم الحوار ؟ أتمنى كل التوفيق للمنتخب الجزائري خلال مباراتي السد، ولم لا يسجل تواجده في نهائيات كأس العالم المقبلة، خاصة وأن هذا الفريق قادر في حال التأهل أن يصل إلى أدوار متقدمة، كما أتمنى كل الخير لفريقي الأسبق شباب قسنطينة، الذي كنت سعيدا بما أقدم عليه السنة الماضية بتعيين لاعبي السابق ياسين بزاز مسؤولا أول على الجانب الفني، غير أنه غادر بعد فترة وجيزة، مثل هؤلاء الشبان بإمكانهم جلب الكثير للفريق والمدينة ككل.