كشف والي الطارف ، حرفوش بن عرعار «للنصر»، عن انتهاء الدراسات التقنية الخاصة بإنجاز محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش ببلدية بالريحان الساحلية المدرجة ضمن البرنامج الذي أعلنه رئيس الجمهورية لإنجاز 4 محطات على المستوى الوطني لتوفير المياه الشروب للساكنة، مشيرا إلى رفع الولاية ملفا للحكومة من أجل إعداد المرسوم المتعلق بتصنيف الأرضية التي اختيرت للمشروع من أجل الانطلاق في الأشغال قريبا. وأضاف المسؤول، بأنه عاين رفقة أعضاء اللجنة المحلية القطاعية، موقع الأرضية المخصصة لإنجاز محطة تحلية مياه البحر بمنطقة كدية الدراوش، من أجل التعجيل باستكمال كل الإجراءات الإدارية و إعداد الملف المتعلق بالمشروع، بعد أن تمت تسوية الإشكال الذي كان مطروحا بخصوص الطبيعة القانونية للأرضية التي اختيرت و التي تم اقتطاعها من الأملاك الغابية و التي اعترضت عليها وزارة الفلاحة ممثلة في مصالح الغابات بالولاية، قبل أن يتم الفصل في الأمر نهائيا. و من أجل إعادة تصنيف الأرضية التي وقع عليها الاختيار بغية الانطلاق قبل نهاية السداسي الأول في إنجاز المشروع المدرج ضمن أولويات الحكومة في التكفل باحتياجات المواطنين في مجال التزود بالمياه الشروب و القضاء على الاختلالات المسجلة في هذا الجانب.و ذكرت مصادر مسؤولة بمصالح الولاية، أنه يتوقع الانطلاق في أشغال مشروع محطة تحلية مياه البحر قبل نهاية السداسي الأول، و من أجل تسريع المشروع أشارت نفس المصادر، إلى أنه تم الإعلان مؤخرا، عن المناقصة الوطنية للشروع في إنجاز الشطر الأول للمشروع و تخص إنجاز القناة الرئيسية قطر 1500 على مسافة 20 كلم بين محطة التحلية و الخزان المائي بسعة 50 ألف متر مكعب ببلدية بحيرة الطيور و التي تتفرع عنها قناة قطر 800 لتزويد بلديات الجهة الشرقية وصولا إلى مناطق الشريط الحدودي، كما تتفرع من القناة المذكورة قناة أخرى موجهة لتزود مناطق الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار و بلدية الشافية و قناة ثالثة لتزويد بلديات الجهة الغربية و منها تزويد الولايات المجاورة المعنية من مشروع محطة تحلية مياه البحر و يتعلق الأمر بكل من عنابة، قالمة و سكيكدة . و أفادت مصادرنا، بأن محطة تحلية المياه لولاية الطارف ذات البعد الجهوي، من شأنها تأمين الاحتياجات اليومية للساكنة من المياه و تحسين نوعية الخدمة العمومية في مجال توزيع المياه الصالحة للشرب عبر أربع ولايات شرقية، في ظل حرص الحكومة على إعادة بعث المشروع لأهميته القصوى، بعد أزمة المياه التي عاشتها بعض الولايات الشرقية، خصوصا عنابة و الطارف خلال السنوات الأخيرة. و أشارت ذات المصادر، إلى أن محطة تحلية المياه تعد من أهم و أكبر المحطات في الجزائر و أن إنجازها بات ضروريا في هذه المرحلة، لضمان توفير المياه الشروب للساكنة على المديين المتوسط و البعيد، حيث تتربع هذه المحطة على مساحة 8 هكتارات و تقدر طاقتها ب 300 ألف متر مكعب يوميا، منها 80 ألف متر مكعب مخصصة لولاية الطارف، الأمر الذي سيسهم في القضاء نهائيا على أزمة العطش التي تشكو منها بعض مناطق الولاية. إضافة إلى ذلك، ستزود المحطة ولاية عنابة بكمية 160 ألف متر مكعب يوميا و 40 ألف متر مكعب موجهة لسد حاجيات جزء من ولاية قالمة و 20 ألف متر مكعب لتلبية حاجيات جزء من ولاية سكيكدة من المياه الشروب و من ثمة تجاوز العجز الذي تشكو منه هذه الولايات في مجال التزود بالمياه، على أن توجه مياه المصادر الأخرى التي كانت تزود بها هذه الولايات، لدعم السقي الفلاحي. و قالت مصادرنا، بأن المشروع كان من المفروض أن تنجزه شركة سوناطراك سنة 2007، غير أن الأشغال تعطلت لأسباب عديدة و معها ظل المشروع يراوح مكانه طيلة ما يقارب 15 سنة، قبل أن يعاد بعثه مجدد بقرار من الحكومة، لمجابهة الطلب المتزايد على هذه المادة الحيوية و هذا بعد أن تقرر تحويل أرضية المشروع من شاطئ الصبي ببلدية الشط الساحلية، تجنبا للخطر الذي قد تتعرض له المحطة أثناء عملية الإستغلال لكون التجهيزات عبارة عن منشآت بحرية و ميكانيكية و كهربائية معقدة و هذا بعد أن توصلت الدراسات البحرية إلى أن مياه البحر للموقع المذكور غير صالحة للمعالجة و قد تتسبب في أضرار لتجهيزات المحطة، ما دفع القائمين لتحويل المشروع نحو موقع كدية الدراوش ببلدية بالريحان قرب محطة توليد الكهرباء 1200 ميغاواط، ما سيسمح بربح الوقت و تزويد المحطة بالكهرباء لتشغيلها و من ثمة تقليص الأعباء المالية على المشروع.