ذكرت مصادر مسؤولة بولاية الطارف «للنصر»، أمس، أن تأخر تسوية مشكلة الوضعية القانونية للأرضية المخصصة لإنجاز مشروع محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش في بلدية بالريحان الساحلية، يبقى وراء تأخر انطلاق الأشغال التي رصد لها مبلغ 400 مليون دولار، لكون القطعة الأرضية المخصصة للمشروع تابعة للأملاك الغابية. و أوضحت نفس المصادر، أنه و رغم قرار تخصيص القطعة الأرضية للمشروع المذكور و صدوره في الجريدة الرسمية، إلا أن الأشغال لم تنطلق بعد تحفظ الشركة التي أسند لها المشروع، على قرار الامتياز للمشروع المتضمن تخصيص أرضية تابعة لأملاك الغابات، حيث تمسكت الشركة صاحبة الإنجاز بضرورة تسوية الأشكال المطروحة المتعلقة بالطبيعة القانونية للأرضية، بتخصيص موقع ملك للدولة، حتى يتسنى لها الحصول على القروض و القيام بإجراءات الرهن و من ثمة الانطلاق في الأشغال بصفة فعلية. و أضافت مصادرنا، بأن مساعي تبذل على المستوى المركزي من أجل معالجة مشكلة الطبيعة القانونية للأرضية على أن تنطلق الأشغال التي أسندت لشركة كوسيدار قبل نهاية السنة الجارية و هذا بعد أن تم في وقت سابق، الإعلان عن الشطر الأول للمناقصة الوطنية المتعلقة بإنجاز القناة الرئيسية قطر 1500 على مسافة 20 كلم بين محطة التحلية و الخزان المائي بسعة 50 ألف متر مكعب ببلدية بحيرة الطيور و التي تتفرع عنها قناة قطر 800 لتزويد بلديات الجهة الشرقية وصولا إلى مناطق الشريط الحدودي، على أن تتفرع من القناة المذكورة قناة أخرى موجهة لتزود مناطق الجهة الجنوبية لدائرة بوحجار و بلدية الشافية و قناة ثالثة لتزويد بلديات الجهة الغربية بالمياه و منها تزويد الولايات المجاورة المعنية بالاستفادة من مشروع محطة تحلية مياه البحر و يتعلق الأمر بكل من عنابة، قالمة و سكيكدة . و ذكر ذات المصدر، أن محطة تحلية مياه البحر بكدية الدراوش، تبقى ذات بعد جهوي لتأمين الاحتياجات اليومية للساكنة من المياه و تحسين الخدمة العمومية في مجال توزيع المياه الشروب عبر أربع ولايات شرقية، مردفا في سياق متصل، بأن موافقة الحكومة على إعادة بعث المشروع الذي كان معطلا منذ 2007، يعود لأهميته القصوى بعد أزمة المياه التي عاشتها بعض الولايات الشرقية، خاصة ولايتي عنابة و الطارف خلال السنوات الأخيرة و قد اختيرت أرضية المشروع في الوهلة الأولى ببلدية الشط، قبل أن يتم العدول عن الموقع، بعد أن أفضت نتائج الدراسات التقنية إلى عدم ملاءمة الأرضية للمشروع، لكون مياه البحر لذات الموقع غير صالحة، ما دفع السلطات إلى تغيير المكان و تجنبا لتبديد المال العام جراء إتلاف التجهيزات و المعدات الهيدروميكانية التي تتطلبها مثل هذه المشاريع الإستراتيجية الضخمة في عملية تحلية مياه البحر، إلى تحويل المشروع الذي اختيرت أرضيته بمنطقة كدية الدراوش 50 كلم غرب الولاية و هذا بمحاذاة محطة توليد الكهرباء 1200 جيغواط، ما سيسمح بتزويد محطة التحلية لاحقا بالطاقة و التقليص من التكاليف، حيث تعد المحطة من أهم و أكبر المحطات في الجزائر و هي التي تتربع على مساحة 8 هكتارات و تقدر طاقتها ب 300 ألف متر مكعب يوميا، منها 80 ألف متر مكعب مخصصة لسد حاجيات سكان بلديات ولاية الطارف من مياه الشرب، ما سيقضي نهائيا على مشكلة المياه بالولاية. إضافة إلى ذلك، ستزود المحطة حاجيات ولاية عنابة، بكمية 160 ألف متر مكعب يوميا، و 40 ألف متر مكعب، ستخصص لسد حاجيات بعض بلديات ولاية قالمة و 20 ألف متر مكعب لتلبية حاجيات جزء من ولاية سكيكدة من المياه الشروب و من ثمة تجاوز العجز الذي تشكو منه هذه الولايات في مجال التزود بالمياه، على أن توجه مياه المصادر الأخرى التي كانت تزود بها هذه الولايات من السدود لدعم السقي الفلاحي .