مشاوي و مردومة الجمعة بني حبيبي تستقطب الصائمين تستقطب بلدية الجمعة بني حبيبي، شرق ولاية جيجل، خلال شهر رمضان الجاري، مئات المواطنين من داخل و خارج الولاية، لاقتناء المشاوي و "المردومة"، من إحدى المطاعم، بعد عمليات ترويج لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من قبل نشطاء، محققة شهرة واسعة تجاوزت حدود البلدية و الولاية. روبورتاج / ك. طويل في المقابل تمكن ابنا ولاية تمنراست، الشابان أحمد و عثمان، من جذب عشرات الشباب، للاستمتاع بشرب الشاي الصحراوي في سهرات رمضان، في ساحة كانت مهجورة، و تمكنا من تهيئتها و وضع كراس و طاولات بها، لضمان الراحة و المتعة لزبائنهم. مواقع التواصل ساهمت في الترويج للمطعم خلال شهر رمضان، تضاعفت المنشورات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، و كثر الكلام بين أبناء ولاية جيجل، عن لحوم الأرانب و الدجاج المشوية و أطباق المردومة الشهية التي يتم تحضيرها بمطعم في بلدية الجمعة بني حبيبي، و من هذا المنطلق، فإن زائر البلدية من مدخلها الشمالي، بجوار الطريق الوطني رقم 43، سيرصد حركة غير عادية للسيارات في الفترة المسائية، تحديدا بعد صلاة العصر، و سيلاحظ عشرات المركبات تحمل لوحات ترقيم ولايات جيجل، قسنطينة و سكيكدة، و بعد قطع مسافة 600 متر تقريبا، يبدأ الاكتظاظ المروري، فقطع مسافة قصيرة يستغرق من الزائر وقتا و صبرا، كما سيشاهد مركبات مركونة على جانب الطريق، ويرى دخان المشاوي وهو يتصاعد من بعيد. عندما وصلنا إلى المطعم وجدنا عشرات المواطنين يصطفون بجواره لاقتناء ما يحتاجون إليه من أصناف المأكولات، اقتربنا أكثر، فشاهدنا أرانب معلقة جاهزة للطهي، و دجاجا فوق الجمر.. وجدنا شبانا منهمكين في وضع كميات كبيرة من الأرانب و الأسماك فوق المشواة، و كل زبون ينتظر دوره في الطابور، أما بالجهة المقابلة فقد كان مواطنون ينتظرون أدوارهم لشراء أطباق " المردومة "، بعد نضجها و إخراجها من البئر، المهيأ للطهي على الجمر. لاحظنا أنّ عشرات الصائمين، كانوا يتابعون باهتمام مراحل تحضير المشاوي و إعداد المردومة، و قال أحد الزبائن إنه يستمتع كثيرا بمشاهدة طريقة تحضير المردومة، مضيفا" قررت القدوم من بلدية زيامة منصورية، لشراء المردومة، بعد إلحاح زوجتي و أبنائي، كما أنني أردت مشاهدة كيفية طهيها داخل البئر". وذكر زبون آخر بأنه يزور كل شهر رمضان المنطقة، من أجل شراء أرانب مشوية على الجمر، مؤكدا بأن عمال المطعم ماهرون في تحضيرها و لذتها لا يمكن وصفها، موضحا بأن والده يحب كثيرا لحوم الأرانب المشوية، لذلك يحاول تحقيق رغبته خصوصا في يوم الجمعة عندما تتاح له فرصة التنقل إلى المنطقة. و قال شاب قدم من ولاية سكيكدة، بأنه في عطل نهاية الأسبوع خلال الشهر الفضيل، يفضل التنقل إلى الولايات المجاورة للتجول و اقتناء بعض اللوازم، و قد أعجبته كثيرا طريقة تحضير الأرانب على الجمر بمطعم الجمعة بني حبيبي، لهذا أصبح خلال الشهر الفضيل، يقصده خصيصا لاقتنائها. و أكد أحد أبناء البلدية، بأنه يشاهد تهافت زبائن من مختلف الولايات المجاورة، على المطعم لشراء المشاوي المختلفة، فهذا المطعم، كسر صمت و هدوء المنطقة خلال شهر رمضان، التي أضحت تعج بالمركبات و الزوار، مما ساهم في عودة النشاط و الحركية، مؤكدا بأن المطعم أنعش المنطقة. الأرانب الأكثر طلبا والمردومة تصنع الفارق و أعرب العديد من الزبائن، عن إعجابهم بمذاق المردومة الذي لا يضاهى، خاصة و أن العمال يحضرونها و يقومون بطهيها أمامهم. و قال عيسى بولقدرة، صاحب محل الإخوة " تيبوة"، بأن فكرة تحضير و طهي لحوم الدجاج و الأرانب على الجمر ثم بيعها للزبائن، بدأت منذ ما يقارب سبع سنوات، و بدأ في تطويرها تدريجيا، و قد لاحظ أن العديد من المطاعم تغلق أبوابها خلال رمضان، ما جعله يقرر مواصلة نشاطه و توفير ما لذ و طاب من المشاوي لزبائنه، لتزيين مائدة الإفطار. و بمرور الوقت، تمكن من إعداد تتبيلة خاصة، لتزيد من لذة الدجاج، كما أن بيعه للأرانب المشوية على الجمر، ساهم كثيرا، في جلب الزبائن إلى مطعمه، كما قال، المتحدث، مشيرا إلى أنه قام خلال رمضان الجاري ، بإعداد طبق المردومة و طهيها على الجمر في بئر، بطريقة خاصة، مضيفا بأنه اكتسب شهرة واسعة و أصبح الزبائن لا يقصدونه فقط من بلديات جيجل، بل من مختلف الولايات.و هناك زبائن يتصلون به و يقدمون له طلبياتهم، و يحدد لهم توقيت الحضور لأخذها جاهزة، و هناك زبائن يطلبون منهم تحضير طاولة إفطار بالمشاوي في المطعم، و بالرغم من أنه يبيع المأكولات المحمولة، إلا أنه يحاول جاهدا تلبية رغبات زبائنه، كما أكد في حديثه مع النصر. بالنسبة للأسعار، ذكر صاحب المطعم بأنها في متناول الجميع، حسب طلبات كل زبون، كما أنها تتأثر بأسعار اللحوم في السوق. إقبال على ارتشاف شاي تمنراست في سهرات رمضان من جهة أخرى تمكن الشابان أحمد و عثمان و هما من أبناء ولاية تمنراست، من كسر صمت و هدوء السهرات الرمضانية في البلدية، بجمع عشرات الشباب حول أكواب الشاي الصحراوي الأصيل التي يقومان بتحضيرها في كشكهما. بذل أحمد و عثمان و شريكاهما هارون و كمال، قصارى جهودهم لتحويل ساحة أهملت لسنوات طويلة، إلى مكان لجذب الشباب و عشاق الشاي في السهرات الرمضانية، هذا ما لاحظناه عندما قصدنا المنطقة بعد صلاة التراويح. كانت الساحة، ممتلئة عن آخرها بالشبان، و أخبرنا مرافقانا حسين وبلال، بأن عشرات الشبان من البلديات المجاورة، يحضرون للسهر والسمر وشرب الشاي الصحراوي. قصدنا الشابين أحمد و عثمان، فوجدناهما منهمكين في تقديم الشاي للزبائن، فيما كان شاب ثالث يقوم بتحضيره على الجمر. قال عثمان للنصر، بأنه حضر رفقة أصدقائه المنحدرين من ولاية تمنراست، للاستثمار في بيع الشاي، و نقل عادة شرب الشاي الصحراوي إلى شمال البلاد، فاستقروا في ولاية جيجل، و تحديدا بمنطقة الجمعة بني حبيبي. و أضاف المتحدث بأنه تفاجأ بتعطش شباب المنطقة لاكتشاف العادات الصحراوية و شرب الشاي. و ذكر شريكه كمال، بأن إنشاء الكشك بساحة البلدية، كسر صمتها و أنعش السهرات الرمضانية، و أصبح معظم شباب الجهة يفضلون شرب الشاي، بدل القهوة، لما له من فوائد صحية .