تشهد، الواجهة البحرية "بومارشي" بمدينة جيجل، خلال شهر رمضان، توافدا كبيرا للعائلات و الشباب بعد صلاة العصر، و إلى غاية اقتراب موعد السحور، أي قبل و بعد وجبة الإفطار، بحثا عن الراحة و الاستجمام . و يزيد عدد زوار الواجهة البحرية "بومارشي" يوما بعد آخر، خلال الشهر الفضيل، حيث يشكل الآباء الذين يصطحبون أبناءهم إلى هناك، نسبة كبيرة منهم، و ذلك لتجنب إزعاج الصغار لوالداتهن المنهمكات في تحضير وجبة الإفطار، حيث لا يعودون إلى المنازل إلا قبيل آذان المغرب. النصر قصدت المكان في حدود الساعة الخامسة مساء، فوجدناه ممتلئا بالأطفال الصغار، الذين كانوا يلعبون و يمرحون و يضحكون، و كان آباؤهم يراقبونهم عن بعد. قال لنا محمد، بأنه بعد انتهاء دوامه، يتوجه إلى المنزل، ليصطحب أبناءه إلى الواجهة البحرية، ليترك زوجته تعد وجبة الإفطار دون إزعاج الأولاد، خاصة و أنها تعمل في سلك التعليم، و تفضل بعد عودتها من العمل، التفرغ لتحضير الطعام في جو مريح. و أخبرنا عبد الله من جهته، بأنه قبل موعد الإفطار، يفضل ترك زوجته ترتاح قليلا، لذلك يحضر أطفاله الصغار للعب و المرح بالواجهة البحرية، فيما يبحث هو عن مكان بين الصخور للجلوس و التأمل، أما رضوان و لطفي، فيجلبان هما أيضا أبناءهما للعب و يستغلان الفرصة للراحة و تبادل أطراف الحديث. المكان المفضل للعائلات يشهد المكان، زيارة بعض العائلات، قبل موعد الإفطار، خاصة المتكونة من سيدات ماكثات بالبيوت يقمن بتحضير وجبة الفطور باكرا، ويفضلن الخروج قبل المغرب لأخذ قسط من الراحة والترفيه عن النفس لأنهن مرتبطات بأداء صلاة التراويح.. و جدنا أفراد عائلة مجتمعين بالشطر الثاني من الواجهة البحرية، فأخبرتنا ربة بيت، بأنها قدمت للترويح عن نفسها، بعد مشقة تحضير وجبة الفطور وأشغال البيت، و قد قررت رفقة زوجها، برمجة خرجات خلال الأسبوع رفقة الأطفال. كما وجدنا مجموعات من الشباب يتبادلون أطراف الحديث و يتأملون البحر، في حين كان آخرون منهمكين في الصيد بصناراتهم . وبعد صلاة التروايح يتغير المشهد بالواجهة البحرية، جراء التدفق الكبير للزوار، وهم مزيج بين العائلات و الشباب، أغلبهم تجدهم يتجولون بالواجهة. أخبرنا بعض الزوار بأنهم يفضلون القدوم ليلا، لممارسة رياضة المشي بعد تناول وجبة الإفطار ، نظرا لفوائدها الكبيرة، وهي العادة التي ألفها العشرات من الزوار. فيما تفضل عائلات القدوم للسهر و السمر و تبادل أطراف الحديث، بعيدا عن جدران المنازل و رائحة الطعام، على حد تعبير سيدة، مشيرة إلى أنها تفضل أن تلتقي بشقيقتها خارج البيت. و تبقى الواجهة البحرية المكان المفضل للعائلات خلال الشهر الفضيل ليلا، للمشي و التجول و السهر إلى غاية منتصف الليل، و قد أضفى الإقبال الكبير للعائلات طابعا عائليا على المكان. كما لا تخلو كل زاوية من المكان من مجموعة من الشباب ملتفة حول طاولات الألعاب، و قال لنا بعضهم بأنهم يفضلون السهر هناك بعد صلاة التراويح و إلى غاية اقتراب موعد السحور، لأن الواجهة البحرية تعتبر المتنفس الوحيد لهم، بعيدا عن التجمعات السكنية، لتجنب إزعاج الساكنة. تهيئة الواجهة البحرية أثلجت الصدور زاد من جاذبية الواجهة البحرية هاته السنة، الانتهاء من أشغال التهيئة، التي امتدت لسنوات عبر أشطر، فتوسعت بذلك المساحة المخصصة لاستقبال الزوار إلى 1200 متر. لقد عملت السلطات على الإسراع في أشغال الإنجاز و تسليمها قبل موسم الاصطياف، و تعتبر التوسعة بالجهة الغربية بجوار فندق دار العز، من بين الفضاءات الأكثر استقطابا للزوار منذ بداية الشهر الفضيل، لأنها أنجزت بطريقة متقنة، كما أكد لنا بعض الذين تحدثنا إليهم، و كذا المناظر الجميلة التي تطل عليها باتجاه البحر، و العدد الكبير من الكراسي التي وضعت هناك للجلوس بأريحية . و يدعو زوار، السلطات الولائية ، إلى مواصلة تحسين الخدمات المقدمة بالواجهة، عبر فتح أكشاك و تخصيص مراحيض للمواطنين، بالإضافة إلى ضرورة إقامة نشاطات فنية و ترفيهية لفائدتهم.