تفتتح اليوم، بمدينة وهران الطبعة 19 من بطولة ألعاب البحر الأبيض المتوسط، التي ستدوم منافساتها إلى غاية السادس من شهر جويلية الداخل، بحضور قادة وزعماء وشخصيات سياسية ورياضية رفيعة المستوى. وحضرت اللجنة المكلفة بالتنظيم، لحفل سينطلق بداية من الساعة التاسعة ليلا، سيرتكز على إبراز أثر الجزائر على الحوض المتوسطي، من خلال شخصيات ساهمت عبر العصور في الحضارة الإنسانية المتوسطية، وتركت تقاطعات بين الجزائر ودول أخرى، كما سيخص العرض إبراز عناصر الثقافة الجزائرية ومفاجآت رفضت اللجنة الكشف عنها، وهي التي وعدت بحفل ضخم يضاهي ذلك الذي افتتح الألعاب الاولمبية بريو دي جانيرو عام 2016. وستكون بداية الحفل بنص للعلامة سيدي الهواري المغراوي، وهو مأخوذ من كتاب السهو وفيه دعوة للعلم والتحلي بالأخلاق، حيث يسرد مراحل من حياة الإنسان، وكيف أن العلم يرفعه درجات ويخرجه من حال إلى حال أفضل، خاصة إذا رافقته الأخلاق. وسترافق العرض الأوركسترا السمفونية وكورال، ثم تتوالى العروض المختلفة على مدار 120 دقيقة، في ثلاثة فصول، وفي هذا الخصوص فقد أكد سليم دادة رئيس لجنة حفلي الافتتاح والاختتام وتنظيم النشاطات الثقافية، أنه لأول مرة بالجزائر ستكون أوركسترا سمفونية في ملعب رياضي يتسع ل40 ألف متفرج والفرقة تضم 100 موسيقي، ولأول مرة أيضا سيتم إنجاز تصميم وتصوير لكل ما هو موجود عبر كل نقاط أرضية الملعب ذات المساحة البالغة 9 آلاف متر مربع، مضيفا أنه وحتى فيما يخص الإضاءة، فسيتم استعمال عدد كبير جدا من نقاط الأضواء الكاشفة، مردفا أنه إلى جانب العروض الكوريغرافية للشباب، يوجد عروض كوريغرافية للطائرات دون طيار «درون،» والبالغ عددها 500 وحدة سيتم تسييرها ورسم لوحات فنية في السماء عن طريق التحكم عن بعد، وهذه التقنية جديدة على المستوى العالمي، حيث ظهرت منذ سنوات قليلة فقط في أوروبا، وحتى الألعاب النارية ستكون بطريقة رقمية وشكل جديد، وبألوان مختلفة وبآخر التكنولوجيات في هذا المجال، مبرزا أن نشاط حفلي الإفتتاح والإختتام سيكون في الملعب الأولمبي الجديد، وهذا بعد تغطية العشب الطبيعي ببساط خاص يعمل بطريقة رقمية لحمايته من أي تأثيرات من شأنها الإضرار به، خاصة وأنه سيحتضن عدة منافسات رياضية. وتشارك في دورة وهران للألعاب المتوسطية، 26 دولة منضوية تحت لواء اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط، وسيشارك الرياضيون في 24 تخصصا عبر مرافق مختلفة، منها الجديدة مثل المركب الأولمبي الذي يضم الملعب وقاعة متعددة الرياضات ومسبح أولمبي بمعايير دولية. بن ودان خيرة اعتماد أزيد من 400 صحفي أجنبي المركز الدولي للصحافة يسهل مهمة الإعلاميين كان يوم أمس، موعد مهم للصحافة الأجنبية والوطنية التي ستغطي الحدث المتوسطي بوهران، وهذا من خلال حصولها على الإعتمادات الرسمية وضبط أمورها التقنية. وتم اعتماد حوالي 400 صحفي أجنبي غالبيتهم من بلدان الحوض المتوسطي، فيما حضر عدد أخر من بلدان غير متوسطية مثل الولاياتالمتحدة الأمريكية وكندا وأيضا من إنجلترا. ويعتبر المركز الدولي للصحافة، الذي خصصته لجنة التنظيم للإعلاميين، فضاء مهما يوفر كل الإمكانيات سواء للإعلام الثقيل أي القنوات التلفزيونية الدولية التي تقريبا أنهت استعداداتها التقنية بنجاح، كما خصص فضاء لقنوات التلفزيون الجزائري التي ستغطي التظاهرة بفريق صحفي ضم عددا كبيرا من الصحفيين والتقنيين. وستجد القنوات التلفزيونية كذلك فضاءات مهيأة لها، تستغل في البث منها استديوهات لإجراء اللقاءات والحوارات، أما الصحافة المكتوبة، فخصص لها فضاء كبير يتوفر على أكثر من 140 جهاز كومبيوتر، علما أن كل هذه الأجنحة الموجودة في مركز الاتفاقيات، تتوفر على تدفق انترنيت عالي جدا، يمكن أن يصل ل 200 جيغا بايت، وهذا بفضل أجهزة الاستقبال التي وفرتها مؤسسة «موبيليس» راعية التظاهرة. بن ودان خيرة إعلاميون أجانب مرتاحون لظروف العمل والاستقبال توافد خلال اليومين الماضيين، صحفيون من مختلف دول العالم على مدينة وهران، وبدأوا في أعمالهم وتغطياتهم بمراسلات مباشرة من المركز الدولي للصحافة، أين التقت النصر ببعض الإعلاميين من إيطاليا و»سان مارينو» وتركيا، الذين يزور أغلبهم الجزائر لأول مرة، ويتمنون استغلال الفرصة للتجول وزيارة بعض الأماكن بوهران، التي سيبقون فيها 10 أيام كاملة. وعبر أعضاء الوفد الإعلامي المغربي، عن ارتياحهم الكبير في وهران، لظروف الاستقبال التي تعبر عن طيب العلاقات بين الشعبين، وقالوا :» إن الشعب الجزائري دائما يرحب بهم»، فيما قال أحد الصحفيين إنه سبق له وأن شارك في تغطية مقابلات رياضية، خاصة المتعلقة برابطة أبطال إفريقيا التي شارك فيها الرجاء البيضاوي، وأنه أيضا كان حاضرا في تغطية الانتخابات الرئاسية في ديسمبر 2019، وسبق له أن شارك في عدة تظاهرات رياضية عبر مختلف دول أوروبية، ولكن لأول مرة يزور وهران مثله مثل بقية أعضاء الوفد. كما أوضح أخر أن أول مهمة له خارج المغرب، هي تغطية الألعاب المتوسطية بوهران، وهو يتفاءل بهذه الفرصة، التي قال إنها ستسمح له بالتعرف على المدينة، وحسب ما صرحوا به للنصر، فإن أغلب عناصر الوفد المغربي الرياضي، سيشاركون في 15 تخصصا في ألعاب القوى والرياضات الدفاعية والمصارعة، وأن هؤلاء الشباب سيستغلون فرصة الألعاب المتوسطية، لاختبار إمكانياتهم قبل الألعاب الأولمبية في باريس سنة 2024، معتبرين أن الرياضة في شمال إفريقيا عموما، ماضية نحو التقدم وخاصة السباحة وكرة الماء. كما أفاد أحد الصحفيين من تونس، أن حسن الاستقبال يعتبر عاملا محفزا على ضمان تغطية جيدة، مضيفا :» أنه بدأ بضبط برنامج عمله عبر مختلف مراكز المنافسات الرياضية وأيضا الأماكن السياحية». بن ودان خيرة 26 دولة حاضرة و 24 رياضة مدرجة في طبعة وهران يتكون شعار البطولة من ثلاث حلقات بيضاء ترمز إلى أفريقيا وآسيا وأوروبا، القارات الثلاث المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وتم استخدام هذا الشعار منذ دورة سبليت اليوغوسلافية في عام 1979. وستشارك في الطبعة 19 التي تنطلق اليوم بوهران 26 دولة، هي الجزائر ومصر وليبيا والمغرب وتونس، عن قارة أفريقيا، ولبنان وسوريا، عن قارة آسيا، وألبانيا وأندورا والبوسنة والهرسك وكرواتيا وقبرص وفرنسا واليونان وإيطاليا وكوسوفو ومالطا وإمارة موناكو والجبل الأسود ومقدونيا الشمالية والبرتغال وسان مارينو وصربيا وسلوفينيا وإسبانيا وتركيا، عن القارة الأوروبية. وتشارك في البطولة بعض الدول غير المطلة على البحر المتوسط، وهي البرتغال وأندورا وكوسوفو وسان مارينو وصربيا ومقدونيا الشمالية، كما توجد إمكانية لمشاركة بعض الدول الأخرى التي لا تستوفي الشروط الجغرافية أيضا، مثل بلغاريا وبعض الدول العربية، كالأردن والعراق. وفازت إيطاليا بأكبر عدد من الميداليات في تاريخ البطولة ب2303 ميداليات، من بينها 876 ذهبية، و740 ميدالية فضية و687 برونزية، وجاءت فرنسا في المركز الثاني ب1740 ميدالية، موزعة على 631 ذهبية، و576 فضية و533 برونزية، فيما تحتل تركيا المركز الثالث برصيد 860 ميدالية، موزعة على 339 ذهبية و243 فضية و278 برونزية. أما بالنسبة للدول العربية، فتحتل مصر الصدارة، بعدما حلت في المركز السابع برصيد 567 ميدالية، موزعة على 142 ذهبية، و194 فضية، و231 برونزية، فيما جاءت الجزائر في الترتيب العاشر ب240 ميدالية في الجملة، من بينها 67 ذهبية و59 فضية و115 برونزية. وتشمل المنافسات في الألعاب 27 اختصاصا رياضيا معتمدا، وهي القوس وألعاب القوى وكرة السلة والكرة الطائرة الشاطئية والكرة الحديدية والملاكمة والتجذيف وسباق الدراجات والفروسية والمبارزة. كما أن هناك أيضا اختصاصات كرة القدم والغولف والجمباز الفني والجمباز الإيقاعي وكرة اليد والجودو والكاراتي والكانو كاياك والقوارب الشراعية والرماية والسباحة وتنس الطاولة والتنس والكرة الطائرة وكرة الماء ورفع الأثقال. حصاد الذهب من رحوي بوعلام إلى سحنون في 14 مشاركة الرياضة الجزائرية تبحث عن أفضل إنجازاتها في «الأولمبياد» المتوسطي تبحث الرياضة الجزائرية من خلال دورة وهران عن أفضل مشاركة لها في فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط، وذلك باستغلال عاملي الأرض والجمهور لتحسين النتائج المحققة، سيما وأن الحصيلة في الطبعة الفارطة بمدينة تاراغونا الاسبانية كانت كارثية، إثر الاكتفاء بالمركز 15، وهو الأسوأ في تاريخ المشاركة الجزائرية في هذه التظاهرة الإقليمية، بعد الحصول على ذهبيتين فقط من 13 ميدالية أحرزها الرياضيون الجزائريون بالأراضي الاسبانية في تلك النسخة. وتبصم الرياضة الجزائرية في موعد وهران على المشاركة رقم 15 تواليا في تاريخ العرس الرياضي المتوسطي، لأن الجزائر كانت قد غابت عن الطبعات الأربعة الأولى لهذه التظاهرة بسبب تزامن ثلاثة منها مع الحقبة الاستعمارية، ويتعلق الأمر بدورات الإسكندرية (1951)، برشلونة (1955) وبيروت (1959)، كما لم تتمكن الجزائر من حضور نسخة نابولي التي كانت بعد سنة فقط من الاستقلال، وعليه فإن الظهور الأول للرياضيين الجزائريين في دورات ألعاب البحر الأبيض المتوسط كان في دورة تونس 1967، والتي انتزع خلالها الملاكم عمر قدور أول ميدالية للجزائر في هذه التظاهرة، وكانت برونزية، كما نالت العداءة ربيعة غزلان في تلك الطبعة شرف احراز ميداليتين برونزيتين في رمي الجلة، لتكون أول رياضية جزائرية تنجح في احراز ميداليتين في نفس الدورة، ولو أن حصاد الجزائر تراجع بشكل ملحوظ في النسخة الموالية بأزمير التركية، إثر الاكتفاء ببرونزية وحيدة، حصل عليها العداء مجيد مادة. وانتظرت الرياضة الجزائرية إلى غاية نيل بلادنا شرف تنظيم العرس المتوسطي لأول مرة سنة 1975 لترصيع سجلها بالذهب، وكان ذلك بفضل العداء رحوي بوعلام، صاحب أول ذهبية في تاريخ المشاركة الجزائرية في «الأولمبياد» المتوسطي، وكان ذلك في سباق 3000 متر موانع، مع نجاح الملاكمين حسين نيني ومحمد ميسوري في التتويج بالمعدن النفيس، دون تجاهل الانجاز التاريخي لمنتخب كرة القدم، الذي انتزع ذهبية تلك الطبعة، عقب فوزه في النهائي على فرنسا، لتخرج الرياضة الجزائرية من الدورة التي كانت قد استضافتها بأربع ذهبيات من إجمالي 20 ميدالية. ومنذ دورة 1979 التي أقيمت بمدينة سبليت اليوغوسلافية أصبح المجلس الأولمبي لألعاب البحر الأبيض المتوسط يعتمد ترتيب البلدان في كل طبعة، والجزائر أنهت تلك النسخة في الصف الثامن، رغم أنها توجت بذهبية وحيدة، نالها العداء مجيد مادة، قبل أن تشهد دورة اللاذقية بسوريا سنة 1987 حدثا بارزا للرياضة الجزائرية، تمثل في نجاح منتخب كرة اليد في التتويج بالذهب، إثر انتصاره على نظيره الفرنسي في نهائي كان مستنسخا من انجاز منتخب كرة القدم قبل 12 سنة، وتكون بذلك الجزائر قد أحرزت الذهب مرتين فقط بفضل الرياضات الجماعية. إلى ذلك فإن دورة أثينا 1991 تبقى إلى حد الآن الأحسن للرياضة الجزائرية من حيث الترتيب، بعد احتلال الصف السادس في اللائحة المتوسطية، لكن نسخة تونس 2001 تبقى الأفضل بحسب عدد الميداليات الذهبية المحرزة، لأن نشيد قسما كان قد دوى سماء تونس في 10 مناسبات في تلك النسخة، اعتلى فيها الرياضيون الجزائريون منصات التتويج، في حصيلة هي الأفضل سواء من حيث العدد الاجمالي للميداليات أو الذهب، لأنها الدورة الوحيدة إلى حد الآن التي بلغت فيها الرياضة الجزائرية 10 ذهبيات، على اعتبار أن المؤشر عاد إلى الانخفاض إلى أدنى المستويات في دورة تاراغونا بإسبانيا سنة 2018، عقب الاكتفاء بذهبيتين فقط، كانتا من نصيب المصارع حسين دايخي في الكاراتي دو، والسباح أسامة سحنون، الذي خرج من تلك الدورة بذهبية وفضية. أما على صعيد الانجازات الشخصية فإن السباح سليم إيلاس يبقى صاحب الرقم القياسي من حيث التتويجات في تاريخ المشاركات الجزائرية في العرس المتوسطي، باحرازه 6 ميداليات، من بينها 6 ذهبيات وواحدة فضية، نالها خلال مشاركته في 3 دورات ما بين 1997 و2005، متفوقا من حيث عدد الذهبيات على الرباع عبد المنعم يحياوي، الذي كان قد بصم على تواجده فوق المنصة 9 مرات في أربع مشاركات في الألعاب المتوسطية، لكنها كانت بالتساوي بين المعادن الثلاثة، كما كانت البطلة الأولمبية حسيبة بوالمرقة قد نالت الذهب في 3 مناسبات متوسطية، مع الاكتفاء بميدالية فضية في دورتين متتاليتين من هذه التظاهرة. وفي نفس الإطار فإن السجل الذهبي للألعاب المتوسطية يتضمن أسماء رياضيين جزائريين كانوا قد انتزعوا الميداليات الذهبية في أكثر من مناسبة، لكن في طبعتين مختلفتين، كما هو الشأن بالنسبة للرباع عثمان بلفاع في رفع الأثقال، والعداءة باية رحولي في اختصاص الوثب الثلاثي، إضافة إلى الملاكم محمد بودشيش، الذي يعد أول جزائري يتوج بذهبيتين في تاريخ المشاركة الجزائرية، وكان ذلك في نسختي الدار البيضاء 1983 واللاذقية 1987. صالح فرطاس العداء اسكندر جميل عثماني للنصر ألعاب البحر المتوسط دفعتني لمنافسة الأصحاء ! * سأكون أفضل سفير لرياضيي الاحتياجات الخاصة uسنبهر العالم بتنظيم يليق بقيمة الجزائر كشف البطل البارالمبي في سباقي 100 و200 متر اسكندر جميل عثماني، أن رغبته في عدم تضييع ألعاب البحر الأبيض المتوسط وراء قراره المفاجئ بالانتقال لمقارعة الأصحاء، بعد أن كان ينافس ذوي الاحتياجات الخاصة، كما تحدث ابن مدينة قسنطينة في حواره مع النصر، عن طموحاته وأهدافه خلال هذه التظاهرة، معربا عن ثقته في مقدرة وهران على تنظيم هذه البطولة الدولية. *بعد تألقك في الألعاب البارالمبية الأخيرة تتطلع للمشاركة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط مع الأصحاء، حدثنا عن هذا التحول المفاجئ ؟ كما تعلمون، أنا بطل بارالمبي في سباقي 100 و200 متر، ولقد ظفرت بميداليتين (ذهبية وفضية ) خلال الألعاب الأخيرة، ولكن رغبتي في عدم تضييع تظاهرة وهران، دفعتني للقيام بخطوة مفاجئة تتمثل في المشاركة مع الأصحاء، خاصة وأن مؤهلاتي تسمح بالمنافسة، كما أن أرقامي تعد الأفضل في الجزائر. *شجاعتك صنعت الحدث وجعلت الجميع يتحدث عنك، ما تعليقك ؟ سأخوض تحد خاص في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، بعد أن تحولت من المشاركة مع ذوي الاحتياجات الخاصة إلى المنافسة مع الأصحاء، وبالتالي أرى أن مهمتي لن تكون سهلة في البروز والتتويج كما كان عليه الحال في الألعاب البارالمبية الأخيرة بطوكيو، أين فزت بميدالية ذهبية وأخرى فضية مع تحقيق أرقام قياسية عالمية، أنا الآن أتطلع لصنع الاستثناء، وثقتي كبيرة في مؤهلاتي. *بصراحة، ألا تخشى عواقب هذا القرار ؟ ليس لدي ما أخسره، واعتبر القرار الذي اتخذته بالانتقال إلى المنافسة مع الأصحاء وفي مسابقة بحجم ألعاب البحر الأبيض المتوسط قفزة نوعية في مشواري، كوني سأشارك في مستوى جد عالي مقارنة بالمنافسة مع ذوي الهمم، كما أن هذا الأمر يعد مكسبا حقيقيا لرياضة ذوي الاحتياجات الخاصة التي ستكون ممثلة بشخصي، وأنا لن أدخر أي مجهود في سبيل تشريف زملائي والجزائر. *هل أنت قادر على التتويج في تظاهرة وهران ؟ تأهلي لألعاب البحر الأبيض المتوسط إنجاز في حد ذاته، فالمنافسة مع الأصحاء أقوى بكثير لعديد الاعتبارات التي يعرفها العام والخاص، ولكن سأبذل قصارى مجهوداتي، في سبيل أن أكون أفضل سفير لرياضيي الاحتياجات الخاصة. *ماذا عن نجاح وهران في تنظيم هذه البطولة ؟ متأكد من نجاح ألعاب البحر الأبيض المتوسط، سواء من الجانب التنظيمي، في ظل الاستعدادات الكبيرة لمدينة وهران التي تزينت لاحتضان هذه التظاهرة الكبرى، وبحول الله سيكون التوفيق من نصيبها ونصيب مسؤولينا الذين حاولوا توفير كل شيء في سبيل تقديم صورة جيدة عن بلدنا الجزائر، القادر من وجهة نظري على تنظيم استحقاقات أكبر، سنكون جميعا خلف مدينة وهران، كما على الجماهير أن تقدم يد العون، سواء تعلق الأمور بالجوانب التنظيمية أو حتى تلك المتعلقة بتشجيع رياضيينا، المطالبين بحصد أكبر قدر ممكن من الميداليات. حاوره: سمير. ك نظرة على العرس المتوسطي بالأرقام 3 تخصصات بطابع استعراضي و3390 رياضيا على خط الانطلاق تحوّلت مدينة وهران منذ أول أمس، إلى «عروس المتوسط» التي حطت بها وفود البلدان المعنية بتنشيط فعاليات الطبعة رقم 19 من ألعاب البحر الأبيض المتوسط، في حدث رياضي إقليمي، يجعل من «الباهية» عاصمة «الأولمبياد» الإقليمي بامتياز، وضيوف وهران، سيتنافسون على مدار 12 يوما على ميداليات «متوسطية» باختلاف معدنها. إعداد: صالح فرطاس نسخة وهران، والتي تعد الثانية التي ستقام على الأراضي الجزائرية بعد تلك التي كانت في سنة 1975، تأتي في ظروف استثنائية، خاصة بعد التأجيل الإضطراري لمدة سنة، والذي فرضته جائحة كورونا، ولو أن هذا الإجراء لم يغيّر كثيرا من رزنامة المنافسات، على اعتبار أن اللجنة الأولمبية المتوسطية، كانت قد اعتمدت برمجة كل طبعة من ألعاب حوض المتوسط في السنة التي تلي نسخة الألعاب الأولمبية، وهو السلم الزمني الذي تم احترامه، بحكم أن دورة أولمبياد «طوكيو» قد تم تأخيرها بسنة عن الموعد الأصلي الذي كان محددا، على خلفية الأزمة الوبائية، وعليه فإن «الأولمبياد» المتوسطي، سيجرى بوهران بعد سنة واحدة من «أولمبياد» طوكيو. ولئن كان المنظمون يراهنون على أن تكون دورة ورهان الأنجح «تنظيميا» في تاريخ الألعاب، بالنظر إلى الإمكانيات الضخمة التي تم تسخيرها، خاصة من حيث المرافق الرياضية وهياكل الإيواء، مع استغلال آخر التطورات التكنولوجية، فإن تواجد 3390 رياضيا يجعل من طبعة وهران الثانية في تاريخ العرس المتوسطي في الشق المقترن بعدد المشاركين، لأن الرقم القياسي يبقى في النسخة الفارطة التي كانت قد أقيمت بمدينة تاراغونا الإسبانية، والتي كانت قد عرفت مشاركة 3648 رياضيا، لكن 26 اختصاصا، وموعد وهران سيشهد تقلص عدد الاختصاصات إلى 24، مع انخفاض في عدد المشاركين ب 258 رياضيا مقارنة بطبعة 2018، لأن عدد المشاركين أخذ في الارتفاع منذ نسخة تونس 1967، لما تقرر فسح المجال أمام العنصر النسوي للمشاركة، لأن الجنس اللطيف كان غائبا عن الطبعات الأولى من هذه التظاهرة. حضور أوروبي قوي وتمثيل رمزي للقارة الآسيوية واللافت للإنتباه أن إيطاليا ستكون الأكثر تمثيلا في هذه التظاهرة من حيث عدد الرياضيين، بوفد يضم 371 رياضيا، على اعتبار أن «الطليان» يحتفظون بتقاليدهم في هذا العرس الرياضي الإقليمي، لأنهم يتربعون على عرش الصدارة بأكبر عدد من الميداليات، ثم يأتي الوفد الجزائري في الصف الثاني مناصفة مع تركيا بنفس العدد من الرياضيين المشاركين، في وجود 19 دولة أوروبية، منها فرنسا، إسبانيا، اليونان، صربيا، قبرص، البرتغال، كرواتيا، سلوفينيا، بعدد يتجاوز المائة رياضي لكل بلد، إضافة إلى تسجيل بعض الدول حضورها بعدد لم يبلغ عتبة 110 رياضي، في صورة مقدونيا، ألبانيا، البوسنة، الجبل الأسود، مالطا، كوسوفو، سان مارينو وإمارة موناكو، لتبقى أندورا الأضعف من حيث التمثيل، بوفد يتشكل من 11 رياضيا. على صعيد آخر، فإن القارة الإفريقية سيحمل راية تمثيلها في العرس المتوسطي 636 رياضيا، من خمسة بلدان عربية، كلها من الجزء الشمالي للقارة، ويتعلق الأمر بالجزائر، تونس، المغرب، ليبيا ومصر، في الوقت الذي سيقتصر فيه الحضور من آسيا على 64 رياضيا، من بينهم 38 من لبنان و26 من سوريا، في ظل انحصار المشاركة في دولتين فقط، بعدما كانت جمهورية الأردن قد سجلت مشاركة «شرفية» فقط في طبعة تونس 2001، بينما كانت مصر وسوريا قد بصمتا على مشاركة تحت مظلة مشتركة، تحمل تسمية الجمهورية العربية المتحدة في النسخ الأولى من العرس المتوسطي. أم الرياضات تتصدر اللائحة و5 تخصصات جماعية في المنافسات على صعيد آخر، فإن رزنامة المنافسات تتضمن 24 اختصاصا، بالتقلص باختصاصين عن النسخة الأخيرة بتاراغونا الإسبانية، ولو أن الشيء المميز أن ألعاب القوى تبقى تتصدر المشهد، باعتبارها الرياضة التي ستعرف تواجد أكبر عدد من المشاركين، في مختلف التخصصات والأنماط بنحو 475 رياضيا، وهو ما يمثل نسبة 14 بالمئة من إجمالي عدد المشاركين، لتتفوق بذلك «أم الرياضات» على باقي الاختصاصات، سيما منها الرياضات الجماعية، لأن كرة اليد تأتي في المركز الثاني من حيث عدد المشاركين، بوجود 288 رياضيا، مادامت المشاركة في هذا الاختصاص تكون للجنسين، رجال وسيدات، بإجمالي 18 منتخبا، والأمر ذاته ينطبق على الكرة الطائرة، التي ستشهد مشاركة 20 منتخبا من الرجال والسيدات، بحصة إجمالية تقدر ب 264 رياضيا، بينما تأتي كرة القدم في الصف الثالث في ترتيب الرياضات الجماعية، والتاسع في لائحة المنافسات، من حيث عدد المشاركين، لأن المنافسة تقتصر على الرجال فقط، بمشاركة 8 منتخبات، وهو نفس عدد المنتخبات التي ستنشط منافسات كرة الماء، لكن بعدد أقل من الرياضيين، في حين تبقى كرة السلة الأضعف في الرياضات الجماعية، بعد اعتماد تخصص جديد في المنافسات، وذلك باقتصار المنافسة على منتخبات (3x 3) لأول مرة في تاريخ «الأولمبياد المتوسطي»، لكن بمشاركة 13 منتخبا لكل جنس. إلى ذلك فإن الرياضات الفردية تبقى تستحوذ على أكبر حصة من حيث الاختصاصات المدرجة في قائمة المنافسات، لكن في وجود رياضات بارزة، على غرار ألعاب القوى، الملاكمة، الكاراتي دو والجيدو، لتبقى الفروسية الرياضة الأقل تمثيلا في هذا الموعد، بعدما تقرر الإبقاء عليها في رزنامة المنافسات، عقب تأكيد 11 دولة مشاركة، مقابل تكفل لجنة التنظيم بنقل الخيول، في خطوة غير مسبوقة في تاريخ هذه التظاهرة. 3 تخصصات استعراضية بدافع ترويجي للتظاهرة ستعرف دورة وهران إدراج 3 تخصصات في المنافسات، لكن خارج الإطار الرسمي، ويتعلق الأمر بمنافسات ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة، الشطرنج وكذا «التيك بول»، حيث سيقتصر المشاركون في هذه الرياضات على الجانب الاستعراضي دون انتزاع الميداليات الرسمية، وذلك بنية الترويج أكثر للدورة. ووافقت اللجنة الأولمبية المتوسطية على المقترح الذي كانت الجزائر قد تقدمت به، والقاضي بالترخيص ببرمجة منافسات ألعاب القوى لذوي الاحتياجات الخاصة ضمن الأجندة، لتكون ترويجية في موعد وهران، على اعتبار أن آخر ظهور رسمي لهذه الشريحة في الألعاب المتوسطية، يعود إلى دورة بيسكارا بإيطاليا في سنة 2009، وقد وقع الاختيار على 3 تخصصات، من بينها سباق 1500 متر رجال (تصنيف ت 45 و46) وسباق 100 متر لناقصي البصر رجال وسيدات (تصنيف ت11)، وكذا سباق 400 متر على الكرسي المتحرك رجال وسيدات (تصنيف ما بين ت 34 وت 54). من جهة أخرى، ستكون رياضة الشطرنج حاضرة بوهران، لكن خارج الرزنامة الرسمية، بعد تلقي الضوء الأخضر من المجلس الدولي للألعاب البحر الأبيض المتوسط، لتشمل المسابقات كل الأصناف العمرية، وتكون مكتبة وهران مسرحا لإجراء منافساتها، ولو أن الأمر سيتجاوز حدود حوض المتوسط في الشق الترويجي، بامتداده إلى بطولة عربية «ترويجية»، بمشاركة رياضيين من فلسطين، الإمارات العربية المتحدة، الأردن، إضافة إلى الجزائر، تونس ومصر، وهذا موازاة مع تنظيم دورة وطنية أخرى، من المرتقب أن تشهد مشاركة أزيد من 200 رياضي على صعيد آخر، ستعرف هذه الطبعة إدماج رياضة «التيك بول» ضمن المنافسات الاستعراضية، وهي تخصص جديد يزاوج بين كرة القدم وتنس الطاولة يتم لعبها على طاولة منحنية، يتبادل من خلالها اللاعبون الكرة بضربات بأي جزء من الجسم باستثناء الذراعين واليدين، وتكون فيها المنافسات في الفردي والزوجي. أبطال عالميون وأولمبيون حاضرون في العرس المتوسطي ورغم أن دورة الألعاب المتوسطية، تبقى خارج الرزنامة الرسمية للجنة الأولمبية الدولية، إلا أن هذه التظاهرة الإقليمية تعرف حضور أبطال اعتادوا على حجز مقاعد فوق منصات التتويج في بطولات العالم، وحتى في دورات الألعاب الأولمبية، في صورة الملاكمة الجزائرية إيمان خليف، التي انتزعت الميدالية الفضية في البطولة العالمية التي جرت مؤخرا بتركيا، كما سيكون الإيطالي ماتيو تاغلياريول أبرز نجوم رياضة المبارزة، باعتباره صاحب ذهبية في «أولمبياد» بكين 2008، بينما تعلق صربيا آمالا عريضة على المبارزتين كورالين فيتاليس وشارلوت لومباش، للتتويج بالذهب في دورة وهران المتوسطية، بحكم أن هذا الثنائي كان قد انتزع فضية منافسات الزوجي في دورة الألعاب الأولمبية الأخيرة بطوكيو. وفي نفس الإطار، فإن كرواتيا ستعرف مشاركة بطلتين أولمبيتين في وهران، ويتعلق الأمر بكل من ماتيا جليتش في الطايكواندو وسارة كولاتيتش في رمي القرص، في حين تسعى التركية ياسمين آدار لاستعادة الذهب المتوسطي، الذي كانت قد انتزعته على أرض بلدها في نسخة العرس المتوسطي بمدينة مارسين سنة 2013، لأن آدار تحوز على اللقب العالمي في الرماية منذ 2017، فضلا عن تتويجها بفضية أولمبياد طوكيو قبل نحو سنة. على صعيد آخر، ستشهد الرياضة الفرنسية حضورا قويا لأبطال عالميين وأولمبيين، على غرار هالين نيوزوموان، بطلة العالم في الزوارق الشراعية، وكذا سارة أورحمان صاحبة الوصافة في بطولة العالم للملاكمة، بينما يحمل المصارع محمد الصياد راية تمثيل مصر في المصارعة الإغريقية الرومانية، بحكم أنه صاحب برونزية أولمبياد طوكيو 2000، مما يعني بأن موعد وهران، ورغم أنه بطابع إقليمي، بانحصار التنافس فيه بين رياضيين من بلدان حوض المتوسط، إلا أنه سيشهد حضورا مميزا للعديد من الأبطال العالميين والأولمبيين. صراع «أوروبي» على الصدارة وإيطاليا الأقوى متوسطيا تواجد 19 دولة أوروبية ضمن قائمة منشطي العرس المتوسطي، من إجمالي 26 بلدا معنيا بالمشاركة في موعد وهران، يمنح الأفضلية لهذه القارة لاعتلاء الصدارة في الترتيب النهائي من حيث عدد الميداليات، لكن إيطاليا تبقى تحتكر الريادة في لائحة الدورات السابقة، لأن الرياضيين «الطليان» كانوا قد نالوا أعلى حصة من الميداليات «المتوسطية»، بإجمالي 2303 ميدالية، من بينها 876 ذهبية، وهو رقم يبقى إيطاليا بمنأى عن أي مضايقة، لأنها تتقدم بنحو 240 ميدالية من المعدن الأصفر على فرنسا، التي تحتل الوصافة في الترتيب النهائي لهذه التظاهرة، بينما تحتل تركيا المركز الثالث. واللافت للانتباه أن المراتب الستة الأولى في اللائحة المتوسطية من حيث التتويجات تقاسمتها دول من قارة أوروبا، لكن مع شطب يوغوسلافيا نهائيا من اللائحة، بعد انقسامها، لتكون مصر سابع الحوض المتوسط في الترتيب النهائي، بحصاد يتضمن 143 ميدالية ذهبية، وتحجز مكانة ضمن السباعي التي نجح في تجاوز عتبة 100 ذهبية، لأن باقي الدول مازالت لم تتخط هذا العدد في تتويجات أبطالها بالمعدن النفيس، في صورة الجزائر، التي تتواجد حاليا في الصف العاشر في اللائحة المتوسطية، برصيد 240 ميدالية، منها 66 ذهبية، 59 فضية و115 برونزية. إلى ذلك فإن إمارة موناكو مازالت لم تنجح في ترصيع حصادها بالذهاب، بعد اكتفاء رياضييها بالحصول على 3 فضيات وبرونزية، بينما يبقى وفد أندورا دون أي حصاد، ورحلة البحث عن أول ميدالية في تاريخ المشاركات في العرس المتوسطي متواصلة إلى إشعار آخر