قصر الباي وحصن سانتا كروز مقصد وفود التظاهرة المتوسطية يواصل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية فرع وهران، الإشراف على الزيارات الموجهة للوفود الأجنبية المشاركة في الألعاب المتوسطية، الذين استفادوا من فرصة زيارة عدة مرافق ومعالم أثرية بمدينة «الباهية»، رافقهم فيها مرشدون مختصون تابعين للديوان، تولوا بمهمة تعريف زوار الجزائر تاريخ وأهمية هذه المعالم الأثرية. ويعتبر «قصر الباي» محمد الكبير وحصن «سانتا كروز» بأعالي «المرجاجو»، المعلمين البارزين في الخرجات، حيث زارهما الوفد التركي على دفعتين، خاصة «قصر الباي» الذي يعود للحقبة العثمانية، وبالتالي فهو يرمز للجسور التاريخية التي تربط الجزائر بتركيا، وبالنظر لأهمية هذا الرابط ، فقد كان الأسبوع الماضي لنائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي وقفة بهذا القصر، بمناسبة تواجده بمدينة وهران قبيل حفل افتتاح الألعاب المتوسطية، ولم يكن الأتراك وحدهم من زاروا «قصر الباي» بل حتى الوفد الكرواتي، أدرج في برنامجه زيارة لهذا المكان. أما حصن «سانتا كروز»، فتحول لمحج للجزائريين القادمين من كل ولايات الوطن لوهران، واغتنم الكثيرون فرصة تواجدهم بالباهية وتوفر خدمة النقل عبر حافلات «سيتي تور»، التي يؤطرها الديوان الوطني للسياحة والأسفار، ليزوروا بعض المعالم وأبرزها هذا الحصن الذي لازال صامدا مثلما صمد سابقا في وجه أعداء الوطن. ويتم في هذا الإطار استقبال يوميا زهاء 40 زائرا الذين أبدوا إعجابهم الكبير بهذين المعلمين ويحذوهم شغف لاكتشاف تاريخ وهران ، كما أبرزه لوأج مسؤول فرع وهران للديوان، سعد أحمد وقد تلقى الزوار على طول الجولة السياحية التي كانت تنطلق من قصر "الباي" إلى غاية حصن "سونتا كروز" شروحات من المرشدين حول المعالم الأثرية والتاريخية المدرجة في هذا المسار الذي يضم 12 موقعا على غرار بابي " كنستال" و"سانطون" و"جامع الباشا" وغيرها من المعالم التي تعود إلى مختلف الفترات التاريخية. كما شهد المعلمان المذكوران إقبالا للوفد الرياضي الجزائري المشارك في هذه التظاهرة الدولية وتواجد مكثف للزوار الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن لحضور المنافسات الرياضية المدرجة في ألعاب البحر الأبيض المتوسط . كما كان للوفود الأجنبية أيضا فرصة زيارة أعالي جبل "المرجاجو" والوقوف عند كنيسة "السلام"، وخاصة "ساحة العيش معا بسلام" التي شهدت منذ سنوات احتفالية عالمية بتطويب رهبان تبحرين وترسيخ ثقافة السلم والعيش المشترك، وهذا ما حرص المرشدون على نقله لزوار تلك الأماكن، وقد زار الحصن ومحيطه وفود كرواتيا واليونان وإيطاليا.هذه الخرجات الموجهة، جرت في ظروف أمنية جيدة ومتابعة متواصلة من طرف مسؤولي الديوان حتى وسط المدينة، أين تمكن أعضاء الوفود من التعرف على ساحة أول نوفمبر وتاريخها العريق، وأخذوا صورا في أرجاءها ونقلوا فيديوهات لأهاليهم وأصدقائهم في بلدانهم عبر مختلف الوسائط الاجتماعية. و بما أن مدينة سيق تحتضن جانبا من منافسات هذا الحدث الرياضي الدولي برمج بقصر "الباي" ابتداء من هذا الأسبوع معرضا يبرز مختلف المعالم التاريخية والأثرية لمدينة معسكر لا سيما تلك المتعلقة بفترة مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الأمير عبد القادر. وتم توفير كل الإمكانيات اللازمة لاستقبال الزوار في أحسن الظروف بمساعدة إطارات من فروع أخرى تابعة للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية منها فرع مستغانم وجمعيات مهتمة بالتراث على مستوى وهران ، مثلما تمت الإشارة.