بداية أسبوع مميزة تعيشها ولاية وهران عاصمة الألعاب المتوسطية بعد وصول بعثات اللجنة الدولية و الأولمبية والمندوبين التقنيين لألعاب البحر الأبيض المتوسط المزمع تنظيمها بشرق المدينة خلال الصائفة المقبلة حيث بدأت وهران تتنفس نسمات المتوسط وتتأهب لاستضافة العرس الاقليمي الميديتراني بدخولها مرحلة التحضير الجدي والفعلي لاحتضان هذه الدورة ال 19 من خلال الشروع في أشغال ندوة رؤساء الوفود الدولية والأولمبية ب «فندق الباي» أمس والتي سبقتها جلسات أولية مع اللجنة المحلية لضبط كل الأمور الخاصة بالجانب التقني والتنظيمي ورغم أن الانطلاقة الفعلية لعمل اللجان الاولمبية واللجنة الدولية ستكون من دون شك اليوم خلال معاينة مشاريع الألعاب بداية من الوقوف على جاهزية المركب الأولبي الجديد والقرية المتوسيطة إلا أن كل الأمور تتجه في صالح الباهية وقاطنيها الذين يعيشون الحدث لحظة بلحظة مثلما هو الشأن بالنسبة للوفود الدولية التي صنعت أجواء رائعة بمجرد أن حطت الرحال بوهران أين حظيت بإستقبال حار بحضور المسؤوليين المحلييين ابتداء من المطار وإلى غاية التحاقهم بمقر إقامتها بفندق الباي الشراطون سابقا أين تعقد الجلسات المغلقة والندوات الخاصة بالتحضيرات للألعاب. إعجاب بالمعالم الأثرية والهندسة المعمارية بوسط المدينة ولأن وهران مدينة سياحية بامتياز ومنطقة ساحلية مطلة على خليج المتوسط أبت الوفود التي حلت منذ يومين إلا أن تستغل تواجدها بعاصمة الغرب بالقيام بجولة سياحية استكشافية إلى أهم المعالم الأثرية والمناطق السياحية التي تشتهر بها ثاني عاصمة في الجزائر برفقة مدير السياحة ومديرة الثقافة حيث تعرفت الوفود على الأماكن التاريخية والعمران القديم للمدينة الذي تزخر به الباهية منذ عصور خلت و اكتشفوا عن كثب الهندسة المعمارية الجميلة للمدينة ودورها الكبير في تعزيز السياحة الجزائرية ناهيك عن تاريخها العريق الذي كتبته حضارات مختلفة ومتعاقبة على مر الأزمنة والعصور. جبل «المرجاجو» أول وجهة سياحية للوفود وكانت أول وجهة إختارتها بعثة ألعاب البحر الابيض المتوسط هي جبل المرجاجو حيث وقفوا عند كنيسة مريم العذراء أين التقطوا صورا تذكارية هناك ثم واصلوا صعودهم إلى قمة الجبل باتجاه حصن سانتا كروز وهو أشهر معلم اثري بعاصمة الغرب الجزائري حيث عبروا عن اعجابهم الشديد بهذه القلعة التي بناها الإسبان لمراقبة ميناء وساحل المدينة بين سنتي (1577 و 1604) وراحوا يتجولون بين أطرافها لاكتشاف أسرارها الدفينة التي ألهمت الكثير من الباحثين و المختصين في علم الآثار خصوصا وأن الاطلالة من أعلى جبل المرجاجو تبهر الزائر لجمال المنظر الساحر وروعته كما أنه من هذه القمة يمكن للزائر التعرف على جمال منظر وهران السياحية المطلة على ساحل المتوسط والتي تظهر في صورة لوحة فنية راقية تبعث الهدوء و الطمأنينة في نفس المتأمل و تعكس بجلاء روعة السياحة الوهرانية التي باتت تحتل مكانة هامة على المستوى الوطني و الإقليمي. ضيوف الباهية يتعرفون على تاريخ المدينة وتخللت هذه الخرجة أجواء رائعة نظرا لما تتوفر عليه المدينة من مناظر آسرة وطبيعة جميلة من أعلى قمة بجبل المرجاجو وايضا القلعة التي أثارت فضول الضيوف الذين استفسروا أكثر على تاريخ هذه القلعة وعن هندستها المعمارية المميزة هذا وخلال الزيارة التي قادت بعثة اللجنة الدولية إلى قلعة» سانتاكروز» للتمتع بجمال وهران وأخذ قسط من الراحة بعد ساعات من السفر وقفت على تاريخ هذه المعالم من خلال ما قدمه مدير السياحة ومديرة الثقافة من شروحات ونبذة عن تاريخ وهران كما قاموا بأخذ صور تذكارية من القلعة و بإطلالة على وسط مدينة وهران بعد ابداء اعجابهم بمنظر المدينة من الاعلى وفتحت هذه الخرجة السياحية المنظمة في مستهل زيارة وفد اللجنة الدولية لألعاب البحر الأبيض المتوسط رغبة الضيوف في التعرف أكثر على بقية المعالم الأثرية والتاريخية التي تزخر بها وهران. متطوعون من اللجنة المنظمة يشاركون في تأطير الخرجة وبالتنسيق مع مديرية السياحة ومديرية الثقافة شارك في هذه الخرجة متطوعون ومتطوعات من لجنة تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط حيث قاموا بتأطير الجولة السياحية بمرافقة المندوبين التقنيين ورؤساء المهام التابعين للجان الاولمبية حيث ساهم الشباب المتطوع في منح تفاصيل تاريخية حول حصن سانتا كروز منذ تأسيس هذا المعلم إبان الفترة الإسبانية وزودوا الوفود بكل المعلومات وأجابوا على استفساراتهم حول هذا الحصن الذي يعتبر اول وجهة لضيوف عاصمة الغرب في خضم التحضير للألعاب المتوسطية . صور تذكارية بقلعة «سانتاكروز» وانبهار بالعمار القديم و بحسب الأصداء الواردة من هذه الخرجة أن ما شد إنتباه الوفود أيضا هو الطابع المعماري القديم بوسط المدينة الذي يعد إرثا حضاريا وتاريخيا وتنوعا معماريا يجمع بين الهندسة المعمارية العربية الأندلسية والإسلامية العثمانية والهندسة المعمارية الأوروبية الإسبانية والفرنسية والمعمار الحديث كما تركت هذه الخرجة السياحة القصيرة انطباعا حسنا في الوفود التي ثمنت كل المجهودات المبذولة من أجل أن تكون وهران على أتم الاستعداد للألعاب على جميع المستويات خاصة وأن إمكانياتها السياحية ومكانتها الجغرافية تتفوق عن مدن أخرى وهو ما سيسمح للمشاركين في دورة الالعاب المتوسطية بالتمتع بمعالم وهران والاحتفاظ بذكريات جميلة بعد نهاية العرس المتوسطي والأكيد لن يجد السائح او الزائر إلى ثاني اكبر مدن الجزائر من دون شك أفضل من وهران التي تقدم له موزاييك معماريا على طبق من ذهب خاصة إذا كان يبحث عن تغيير الأجواء لاكتشاف مدينة مليئة بالحركة والحياة متعددة الآفاق ومنطقة ساحلية مطلة على البحر والصخر والكورنيش وضواحٍي جبلية تدهش وتمتع النظر فلن يجد أحسن من وهران.