تحدي كبير ترفعه ولاية وهران من أجل إنجاح تظاهرة ألعاب البحر الأبيض المتوسط التي ستحتضنها عام 2022 بكثير من الإصرار والعزيمة ، حيث سطرت برنامجا مُحكما تراهن من خلاله على نجاح هذا الحدث الرياضي الهام الذي سيستقطب وفودا من مختلف دول العالم، ..وقد تصدر قطاع السياحة اهتمامات القائمين على تنظيم الألعاب المتوسطية ، من خلال ضبط استيراتيجية تعمل على الترويج للمدينة والتعريف بمؤهلاتها السياحية ومؤسساتها الفندقية، وحتى معالمها الأثرية التي تعكس العمق الثقافي والتاريخي لعاصمة الغرب الجزائري . فهذا الحدث ورغم كونه منافسة رياضية خالصة، إلا أنه محطة مهمة لوهران من أجل إبراز تنوعها الثقافي وحضارتها التاريخية العبقة وكذا مقوماتها السياحية التي ستتوجها عروسا خلال هذه التظاهرة الدولية هذا، في حال الانتهاء من التحضيرات وتسليم المشاريع في الوقت المناسب، لأنه وحسب الجولة الميدانية التي قمنا بها ، فإن الطريق لا تزال غير مُعبدة والنقائص المسجلة تشكل نقطة سوداء ينبغي معالجتها قبل انطلاق التظاهرة، لاسيما ما تعلق ببعض المشاريع الفندقية التي لم تُسلم لحد الآن والمواقع التاريخية التي لا تزال تحتاج إلى تثمين وتأهيل وإعادة اعتبار.. !!، كل هذا يجعلنا نتساءل عن سبب عدم إتمام هذه الورشات والمشاريع في وقتها، خصوصا أن موعد الألعاب المتوسطية تأخر بسنة كاملة بسبب وباء كورونا .. !! .، فهل يا ترى ستكون وهران على استعداد لاستقبال ضيوفها الأجانب؟، وهل سيتم تسليم المشاريع المتأخرة في آجالها المحددة ؟، وهل ستنجح اللجان المنظمة لهذا الموعد في إبراز مآثر ومعالم وهران بصورة تليق بمدينة متوسطية يُمكن أن تتوج عروسا وحاضرة ضمن كوكبة مدن البحر الأبيض المتوسط...؟؟... منشآت تاريخية ومعالم أثرية تنتظر الترميم .. !! شرعت اللجنة التنظيمية منذ بداية التحضيرات بالتنسيق مع مديرية السياحة في ضبط برنامج ترميم المنشآت التاريخية والأماكن الأثرية التي ستكون محطة هامة بالنسبة لضيوف وهران الذين سيتعرفون بطبيعة الحال على أبرز المعالم من خلال جولات سياحية ،يصاحبها برنامج ثقافي وفني منوع على غرار المعارض الفنية والتقليدية ، وهو ما يستوجب التركيز عليه ،لأن أغلب المعالم الأثرية بوهران تحتاج إلى التثمين وإعادة الاعتبار حتى يعود بريقها من جديد وتظهر ملامحها التاريخية بصورة لائقة وواضحة، ومن أبرز المعالم التي تنتظر الالتفات نذكر « قصبة وهران» التاريخية التي تعتبر من بين أقدم القصبات عبر كامل التراب الوطني، حيث لا تزال العديد من الشواهد التاريخية بالقصبة تبرز الجرائم التي اقترفها الفرنسيون وقتذاك، و يوجد بها معالم تزيد عن 28 شاهدا أثريا تاريخيا..لكن للأسف شهد هذا المعلم أعمالا تخريبية شوهت الكثير من ملامحه، باعتبار أنه كان مأوى للعديد من العائلات الوهرانية التي تم ترحيلها سابقا، قبل أن تقوم مصالح البلدية بغلقه نهائيا ، ..إضافة إلى» قصر الباي» الذي يقع بحي سيدي الهواري العتيق في وسط آهل بالعمران ، وقد شيّده محمد باي الكبير بن عثمان، في نهاية القرن ال18، متخذا إيّاه مقرا لإدارة شؤون الرعية بغرب البلاد، وعرف ب«بايلك الغرب».، و أيضا جامع « الباشا « ، وهو أحد أقدم مساجد وهران حيث شيد عام 1979 في عهد الباي محمد الكبير بأمر من بابا حسن باشا الجزائر العاصمة ، ولا يزال المسجد إلى اليوم محتفظا بملامحه العثمانية والتاريخية الجميلة، لكن هذا لا يمنع من أنه مهدد بالانهيار في أية لحظة في حال لم تتحرك الجهات المعنية لإنقاذه من الاندثار، دون أن ننسى موقع «برتوس ماغنوس» ببطيوة الذي يمتدُّ على مساحة 49 هكتاراً ويضمُّ بقايا رومانية، وهو عرضةً للإهمال رغم تصنيفه ضمن المواقع الأثرية الوطنية عام 1968 واستفادته من «مُخطَّط حماية وإصلاح» عام 2011، وغيرها من المعالم التي لا زالت تستغيث بسبب الإهمال والتسيب ،خصوصا تلك المتواجدة بحي سيدي الهواري ، .. وكانت ملحقة وهران للديوان الوطني لتسيير و استغلال الممتلكات الثقافية المحمية قد أعدّت بطاقات تقنية لتجسيد عمليات لإعادة الاعتبار لعدة معالم أثرية تحضيرا لألعاب البحر الأبيض المتوسط ، من بينها»قصر الباي» و «مدخل أنفاق سان جوسي» و بوابات وهران،و «كناستيل» و «سنتون» و «القصبة»، إضافة إلى حصون «سانتا كروز» و «سان بدرو» و «سان تياغو».، مع إعداد لافتات توجيهية وتعريفية لهذا المواقع . تكوين مرشدين سياحيين لضمان راحة الوفود .. يعتبر مشروع تكوين المرشدين السياحيين من أهم المشاريع التي يُعول عليها في تعزيز القطاع السياحي تحضيرا للألعاب المتوسطية ، خصوصا أنه تم تسطير برنامج ثري لفائدة ضيوف وهران الأجانب، يتعلق خصوصا بالجولات السياحية، أين سيكتشف الزوار التنوع الثقافي للمدينة، وسيستمتعون بجمالها السياحي الخلاب وملامحها التاريخية الهامة ، ومن أجل ضمان نجاح المخطط السياحي وضمان راحة الوفود قامت مديرية السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي بفتح التسجيلات للمرشدين السياحيين ، قصد تحضيرهم للحدث ، وعبر منصتها الرقمية الوطينة htpp//portail.mtatf.gov.dz فتحت وزارة السياحة والصناعة التقليدية والعمل العائلي المجال أمام الراغبين في المشاركة ضمن فئتي « الدليل السياحي «المحلي « والوطني « ، على أن يتم إيداع ملفات الترشح على مستوى المديرية بوهران، ويشترط أن يكون المترشح في اختصاص الدليل السياحي الوطني، حائزًا على شهادات تثبت تأهيله المهني وشهادة عليا في التاريخ أو الفن أو علم الآثار أو السياحة أو العلوم الطبيعية أو الهندسة المعمارية وأخرى في إتقان لغتين أو عدة لغات أجنبية ، فضلا عن اللغة العربية. أما فيما يخص الدليل السياحي المحلي فعليه أن يكون حائزا على شهادات تثبت تأهيله المهني ،وأيضا شهادة تقني سامي في المجال السياحي وأخرى لإتقانه لغة أجنبية على الأقل زيادة على العربية، وستشرف مديرية السياحة على دراسة ملفات المترشحين، ثم تقوم بإرسالها إلى اللجنة المختصة على مستوى الوزارة الوصية التي ستقرر تكوين المقبولين، أو منحهم فقط شهادة تأهيلية لممارسة نشاط الدليل السياحي المحلي أو الوطني. 221 مؤسسة فندقية خلال جوان 2022 كشفت المديرية المحلية للسياحة و الصناعة التقليدية و العمل العائلي أن وهران تضم حاليا 181 مؤسسة فندقية بطاقة إيواء تفوق 17 ألف و500 سرير، كلها جاهزة لاحتضان الألعاب المتوسطية من حيث الإيواء والإطعام بمقاييس عالمية، ومن المنتظر أن العدد سيرتفع إلى 221 فندق خلال جوان 2022 ، وذلك بعد استلام 40 مؤسسة فندقية في جوان 2022 تضم 3500 سرير .. وفي ذات الصدد فإن القائمين على التظاهرة يعولون بكثرة على مشروع المنتجع السياحي «آزاد» المتواجد بالبركي، والذي يعد من بين الفنادق الراقية في الجزائر، حيث يضم هذا الأخير حظيرة مائية ومركز تجاري وقاعة السينما وغيرها من المرافق الهامة، وقد وصلت نسبة الأشغال بمشروع إنجاز المركب السياحي GRAND ORAN التابع لسلسلة « أزاد « إلى 90 بالمائة ، حيث سيعزز الحظيرة الفندقية للولاية ب 374 سرير كما سيخلق 100 منصب شغل جديد.، كما تم تدشين شقق فندقية «الرياضي» بحي المقري «سانت أوجان» سابقا، مع العلم أنه تم معاينة المؤسسات الفندقية بالكورنيش الغربي.. . ومن جهتها ستكون المؤسسات الفندقية التي تزخر بها ولاية وهران وهي تنشط منذ سنوات في خدمة التظاهرة من خلال احتضان الوفود الأجنبية، على غرار « الروايال» و « الميريديان» و فندق « الباي « المعروف سابقا ب « الشيراطون» وغيرها من الفنادق التي سيتم تسخيرها في سبيل إنجاح الحدث الدولي الذي ينتظره الجميع وتترقبه الأعين بكثير من الحماس، و أيضا بكثير من القلق والخوف في حال لم يتم إنهاء التحضيرات قبل الموعد وتسليم المشاريع التي لا تزال متأخرة رغم أهميتها . حافلات سياحية تجوب الأماكن التاريخية.. مبادرة «الحافلة السياحية» هي الأولى من نوعها في وهران، والتي تم تفعيلها منذ فترة بإشراف من الديوان الوطني الجزائري للسياحة «أونات « تزامنا مع التحضيرات الجارية لألعاب البحر الأبيض المتوسط.. وقد أشاد الكثيرون بهذه الخطوة المميزة التي فتحت أفاقا جديدة في القطاع السياحي بمدينة وهران، حيث تم ضبط المسار السياحي للحافلة على طول عدة مواقع أثرية ، انطلاقا من شارع محمد خميستي، مرورا بمقر الكاتدرائية القديمة وقصر الثقافة، انتقالا إلى حي سيدي الهواري بمعالمه الأثرية، ثم حلبة الثيران ، وصولا إلى جبل مولاي عبد القادر وسانتا كروز ، دون إهمال المواقع السياحية وسط المدينة على غرار واجهة البحر والحديقة المتوسطية وحديقة سيدي امحمد، وغيرها من النقاط التي تعكس جمال الباهية وهران، وذلك مقابل مبلغ رمزي يناسب جميع السياح ، ولأننا نستعد لاحتضان الألعاب المتوسطية فإنه من المرتقب توفير حافلات سياحية أخرى لتعزيز المبادرة وإرضاء السياح المحليين والأجانب .