* المشروع يعزّز الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية للجزائر أبرز خبراء في الاقتصاد، أمس، الأبعاد الاقتصادية والسياسية والجيواستراتيجية لمشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، وأكدوا على أهمية هذا المشروع الاستراتيجي، بالنسبة لإفريقيا وأوروبا وأيضا الجزائر والتي ستتعزز مكانتها الطاقوية على المستوى العالمي، كما سيساهم المشروع في تعزيز الشراكة وتكثيف التبادلات بين البلدان الإفريقية. و اعتبر الخبير الاقتصادي، البروفيسور مراد كواشي في تصريح للنصر، أمس، أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، والذي ينطلق من نيجيريا ويصل إلى الجزائر مرورا بالنيجر، له أهمية جيواستراتيجية وسياسية بالنسبة لإفريقيا وأوروبا وبالنسبة للجزائر، موضحا أن هذا المشروع، يعتبر فرصة للتعاون وتعزيز الشراكة وتحقيق التنمية الاقتصادية وتكثيف التبادلات الاقتصادية والتجارية بين البلدان الإفريقية وتعزيز التوجه جنوب جنوب أو ما يعرف بالتنمية المتبادلة بين الدول الإفريقية، كما أنه سيساهم أيضا في إنتاج الكهرباء بتكلفة تقدر بحوالي نصف تكلفة الإنتاج الحالية . وأضاف أن الجدوى الاقتصادية، لهذا المشروع بالنسبة للجزائر، ستكون كبيرة جدا، لأن البنية التحتية و الأنابيب التي تنقل الغاز إلى أوروبا موجودة، و سيزيد المشروع من الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية للجزائر، مبرزا في هذا السياق، المكانة المرموقة للجزائر والتي ستصبح من أكبر الدول في السوق الطاقوية العالمية، خاصة مع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، لافتا إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط ومعاناة الدول الأوروبية في أمنها الطاقوي، وبالتالي هذا المشروع ، سيكرس وسيحسن من المكانة الطاقوية للجزائر على المستوى المتوسطي وحتى على المستوى العالمي. وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن المشروع له أبعاد اقتصادية وأيضا أبعاد استراتيجية و سياسية، لأن الطاقة أصبحت تستخدم الآن، كورقة ضغط من الناحية السياسية. ويرى البروفيسور مراد كواشي، أن مدة إنجاز المشروع، لن تطول وبالتالي ستستفيد الجزائر من ارتفاع أسعار الغاز في السوق الدولية، بنسبة كبيرة. ومن جانب آخر، ستتمكن نيجيريا من تسويق مواردها الطاقوية نحو أوروبا وستجد منفذا استراتيجيا والذي يتمثل في الجزائر وهو منفذ آمن ومستقر وموثوق به-كما أضاف-، لافتا إلى أن العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الجزائرونيجيريا مستقرة منذ أمد بعيد وبالتالي نيجيريا، سوف تستفيد من وجود منفذ لبيع وتصدير مواردها الطاقوية عبر الجزائر وتحقيق إيرادات بالعملة الصعبة، خاصة من الارتفاع الجنوني لأسعار الغاز في السوق الطاقوية العالمية، كما ستتحصل النيجر على نسبة من الأرباح أيضا وتتزوّد بالغاز النيجيري وستتمكن من الحصول على ما تحتاجه من الكهرباء. ومن جانبه، أوضح الخبير الاقتصادي، الدكتور سليمان ناصر في تصريح للنصر، أمس، أن مشروع أنبوب الغاز العابر للصحراء، جاء في وقته، في ظل أزمة طاقة خانقة في أوروبا والتي تسعى للحصول على موارد إضافية من الغاز وضمان الإمدادات على المدى البعيد. وأضاف أن هذا المشروع الاستراتيجي، له تكلفة كبيرة ويتطلب بعض الوقت لتجسيده، وسيزيد من طاقة تصدير الغاز، نحو أوروبا، من خلال مصدر جديد وهو نيجيريا. واعتبر الخبير الاقتصادي، الدكتور سليمان ناصر، أن المشروع، صفقة رابحة بالنسبة للجزائر.