تكتظ منطقة المقطع الأزرق بأعالي حمام ملوان بولاية البليدة، بالمصطافين مع بداية موسم الحر، حيث تحولت إلى قبلة للعائلات القادمة من ولايات الوسط ، و قد زاد الاهتمام بها كثيرا هذه الصائفة، وباتت شوائطها الجميلة محطة مطلوبة لتميزها طبيعيا. تقع منطقة المقطع الأزرق على بعد خمسة كيلومترات عن بلدية حمام ملوان، وتتواجد في قمة جبلية يمكن الوصول إليها بعد المرور عبر منعرجات تزينها واجهتان جبليتان، وتمتاز هذه المنطقة بهدوئها، إذ لا تتوفر سوى على عدد قليل من السكنات في محيط جبلي يقطعه الوادي إلى ضفتين لا يقل جمال الواحدة منهما عن الأخرى، بفضل خضرة الطبيعة وسحر القمم التي تطوق الجهات الأربعة للبلدية، راسمة لوحة فنية جميلة تخفيها جنة سياحية، باتت اليوم مزارا للمواطنين من كل الولايات. وبالرغم من أن مركز حمام ملوان، يمتاز أيضا بمواصفات طبيعية لا تختلف عن منطقة المقطع الأزرق، إلا أن العديد من العائلات تفضل هذه الجنة لجمال الطبيعة فيها، خصوصا وأن الوصول إلى الشواطئ يتطلب المرور عبر منعرجات جبلية خضراء تبعث السكينة والطمأنينة في نفوس، كما أن المنطقة تعد أكثر هدوء مقارنة بحمام ملوان، المكتظ بالزوار القادمين إما بغرض للسياحة و العلاج. خيام على حافة الوادي لاستقبال العائلات و لتنشيط الحركية في المنطقة، يقوم مجموعة من الشباب مع دخول موسم الاصطياف سنويا، بنصب خيام من القماش والقصب على حافة الوادي بالمقطع الأزرق، لاستقبال العائلات حيث تؤجر الخيمة مقابل أسعار تتراوح بين 500 إلى 1000 دينار لليوم الواحد، وتتخذ منها العائلات الباحثة عن الهدوء والراحة، فضاء للتخييم و الاستجمام خصوصا وأن أغلب القادمين إلى المنطقة، يجبون لحظة الشروق الجميلة ويفضلون التواجد بعيدا عن الأماكن كثيرة الحركة أين تزيد الحرارة أكثر، ولعل أفضل تجربة يمكن أن يعيشها الزائر هنا، هي الإفطار في هدوء وسط الطبيعة الخلابة. من جهة ثانية، فقد قام هؤلاء الشباب، بتهيئة برك مخصصة للسباحة في مواقع مختلفة من المنطقة، فوجد فيها الأطفال وحتى النساء فرصة للسباحة والتمتع بيوم جميل خصوصا وأن المساحة المخصصة لذلك شاسعة وممتدة على مسافة طويلة من الوادي وتتسع لعشرات الأفراد. بالمقابل انتقد بعض السياح استغلال هؤلاء الشباب، لكل المساحات على حافة الوادي ما يجبر الزوار حسبهم، على تأجير الخيام وإن توفرت لديهم عدة التخييم الخاصة بهم حيث قال زائر من البليدة، بأن هذه السلوكيات تضر بالسياحة، مشيرا إلى أن إلزامية دفع ثمن تذكرة حظيرة السيارات و الخيمة، يزعج المواطنين وهو الأمر مناف لمجانية الدخول إلى المناطق السياحية، واقترح المتحدث، تخصيص أماكن معينة لشباب الحي لتنصيب خيام وتأجيرها، مقابل تحرير باقي المساحات ليستغلها المواطنون بأريحية، خصوصا وأن عشرات العائلات تقصد المكان في ساعات المساء بعد انخفاض درجة الحرارة ولا تكون بحاجة إلى خيمة. و ذكر زائر آخر من العاصمة، بأن خيمة القماش والقصب لا تعطي الوجه الجميل للمنطقة وتحجب الرؤية و تشوه منظر الطبيعة، واقترح على السلطات المحلية أن تستثمر في المكان، بتوفير فضاءات توقف على شكل أكواخ خشبية صغيرة تؤجر لشباب الحي لأجل استغلالها بطريقة منظمة وقانونية خلال موسم الاصطياف، وقال، بأن الخيام لا تعد المشكل الوحيد، بل أن البنايات الفوضوية وغياب التهيئة الخارجية للحي تعتبر من السلبيات كذلك. بيت الشباب المرفق السياحي الوحيد تتوفر منطقة المقطع الأزرق، على بيت للشباب يعد المرفق السياحي الوحيد، مع ذلك فإنه يستقبل عشرات السياح الذين يقصدون المنطقة للمبيت عدة أيام بحثا عن الهدوء والسكينة، والتمتع بجمال الطبيعة و النسيم العليل خصوصا خلال المساء والليل، ورغم أن غالبية زواره هم من الشباب، فإنه يفتح أبوابه كذلك أمام للعائلات للمبيت و الراحة خصوصا وأن تكلفة الليلة الواحدة لا تتعدى 500 دينار، كما يتوفر المرفق على مسبح يخضع لإعادة تهيئة حاليا. أما حي المقطع الأزرق، فيتميز بهدوئه طوال الوقت، إذ يمتهن أغلب سكانه الفلاحة ويستغلون توافد السياح على المنطقة خصوصا في موسم الاصطياف، لعرض منتجاتهم الزراعية التي تزين طول الطريق الرابط بين بوقرة و حمام ملوان، وهي في العموم فواكه و خضر و أجبان، إضافة إلى الخبز، وكلها منتجات طبيعية خالصة كما يؤكده باعتها. نورالدين ع