يتزايد كل عام، عدد الراغبين في تجربة السياحة الجبلية في بلادنا خاصة وأنها تمتد على مدار السنة وليس سياحة موسمية شاطئية ورغم هذا الإقبال إلا أن المجال لا يزال بحاجة إلى ترويج أكبر واستثمار نوعي يتماشى مع توفر الإمكانيات الطبيعية في كل شبر من الجزائر. و يرى الشاب تنيو بلال، رئيس جمعية نادي المغامرة و النشاطات الجبلية بقسنطينة، بأن الجزائر يمكن أن تصبح الوجهة الأولى عربيا بفضل السياحة الجبلية التي يفضلها كثير من الأجانب عشاق التسلق و التخييم ورياضة المغامرة، التي تتوفر كل الظروف لممارستها في المناطق الجبلية الجزائرية بالنظر إلى تنوع تركيبتها من مكان إلى آخر وتوفر فضاءات طبيعية للمتعة والراحة، مشيرا، إلى أن الترويج لهذه السياحة يجب أن يترافق مع توفير تسهيلات إدارية للحصول على التأشيرات بالنسبة للأجانب لأجل دخول البلاد، وتوفير مرافق مناسبة كالشاليهات و الأكواخ المهيأة، مقترحا أيضا أن يتم توفير مرافق سياحية بيئية في المناطق الجبلية مثل المطاعم وتهيئة المسالك و الطرقات وغيرها من الأمور التي يتطلب هذا النوع في السياحة.وأضاف محدثنا، بأنه يجب أيضا تغيير مفهوم السياحة في بلدنا حتى لا تقتصر على فصل الصيف فقط، فحتى الشواطئ يجب أن تكون متاحة للسياح خلال الشتاء، مع ضمان الأمن، حيث أن الكثير من العائلات ترغب في جلسات عائلية على الشواطئ شتاء ولكنها تتخوف من خوض المغامرة بسبب الهاجس الأمني، فحتى السياحة الشاطئية تفتقر للمقومات اللازمة حسبه و قليلة جدا هي السفن السياحية التي تسمح لهواة هذا النوع من الاستجمام بالقيام بجولات بحرية. محدثنا قال، بأن بدايته منذ 7 سنوات، كانت من مناطق جيجل وشلالاتها وأوديتها، ثم تلتها جبال القل الرائعة وبعدها بدأ في الترويج لمناطق أخرى من الجزائر، سواء عن طريق خرجات سياحية نحو البحر أو سياحية للوديان و الشلالات و الجبال والغابات والصحراء، معلقا بأن بلادنا غنية جدا بالثروات الجغرافية الطبيعية و مبرزا أن خرجات النادي الذي يرأسه كانت تتم كل نهاية أسبوع، نحو وجهة مختلفة لاستكشاف المناطق الجبلية غير المعروفة في الشرق الجزائري، وكان الهدف منها هو العمل على فك العزلة عن قاطني القرى و المشاتي القريبة و مساعدتهم على اكتساب بعض الخبرة في مجال الإرشاد السياحي وتنشيط الحركية التجارية في تلك المناطق، مردفا، أن النادي يبرمج خلال الخريف خرجات مشي في الغابات و بعض المناطق شبه الصحراوية مثل بسكرة، و في الشتاء تكون الوجهة نحو الجبال و يزداد المشي متعة بوجود الثلوج كما يقصدون الصحراء أيضا، بينما في الربيع تبرمج الخرجات نحو الشلالات و المناطق الشمالية للبلاد، مضيفا، بأن ناديه يملك مشروعا لتطوير هذا النوع من السياحة و النهوض بها. وفي نفس السياق، دعا محدثنا، إلى ضرورة أن يلتزم كل سائح بتنظيف المكان الذي يكون فيه للمحافظة على الطبيعة حيث يحرص في كل خرجة كما قال، على توعية المشاركين بضرورة تنظيف المكان قبل المغادرة. وبالعودة لسؤال النصر، حول حملات الترويج السياحي للجزائر، التي يقوم بها مؤثرون وصانعوا المحتوى الأجانب أوضح الشاب بلال، بأنه لولا الترويج الذي قام به الجزائريون لوطنهم خاصة مع تطور السياحة الداخلية خلال فترة كورونا، لما تعرف هؤلاء على المقومات التي تكتنزها بلادنا ولما استقطبتهم تلك الصور والفيديوهات التي كان ينشرها الجزائريون من مختلف مناطق الوطن، و التي عرفوا من خلالها بكل ما تزخر به الجزائر من جمال وإمكانيات طبيعية. بن ودان خيرة