أجمع عديد المنتخبين وجمعيات المناطق الجبلية بولاية بجاية في حديثهم ل"الشروق اليومي"، أنه من الخطأ حصر السياحة في الشواطئ وفي فصل الصيف فقط، مؤكدين وجود مناطق جبلية يمكن أن تصنف عالميا قابلة لاحتضان مشاريع هامة. بين المتحدثون، من خلال أمثلة عديدة وجود مواقع سياحية جبلية هائلة بالولاية يمكن تصنيفها عالميا لقدرتها على جذب وإنعاش السياحة الجبلية، بفضل المعالم والمواقع التي تزخر بها بلديات تاسكريوت وتامريجت وكنديرة وأدكار وأكفادو وغيرها، قادرة على جلب المستثمرين مقابل توفير ما يجعل من الجبال فضاءات سياحية مفتوحة على ما تختزنه من ثروات طبيعية خلابة تستهوي عشاق الطبيعة، وما تكتنزه من غابات وأشجار مثمرة. مواقع قابلة للاستثمار في السياحة الجبلية بامتياز وذات مؤهلات وإمكانيات مازالت غير مستغلة تنتظر التفاتة من المستثمرين لاستغلال القدرات وجعلها منطقة تنمية مستدامة ومصدرا قويا وهاما في تدعيم خزينة البلديات، من خلال استقطاب السياح على مدار السنة للتمتع بجمال الطبيعة والهدوء بعيدا عن ضجيج المدن والشواطئ الملوثة. السياح يمكنهم أن يجدوا مبتغاهم تحت ظلال أشجار البلوط والصنوبر والزيتون وبين خرير الشلالات وينابيع كفريدة وجبال توجة ومنابع تيزي نبربر وكنديرة وبحيرة أڤلميم أبركان بأدكار وكورنيش خراطة وحمامات أكفادو التي يمكن استغلالها في علاج بعض الأمراض، والأمثلة كثيرة، نقاط يمكن تحويلها كلها إلى وجهات سياحية في حال تم التفكير في استثمارات لتثمين تلك المقومات - حسب سكان هذه المناطق التي لاتزال تعيش على صدقات الدولة، الذين طالبوا باستغلال هذه المواقع السياحية الواقعة بالسلسلة الجبلية الممتدة من جبال بابور إلى غاية بلدية توجة غربا والقابلة للاستثمار السياحي كونها تتزين بحلة بيضاء طيلة فصل الشتاء إلى غاية قدوم فصل الربيع الذي يغير لباسه إلى عدة ألوان مشكلة من مختلف الأزهار والنباتات والأشجار المثمرة مواقع طبيعية في شكل فسيفساء مفتوحة ومتنوعة تعكس بحق جانبا هاما من جوانب الاستثمار المربح الذي يؤكد بأن السياحة ليست البحر فقط، وهو الهدف الذي تسعى إليه البلديات الجبلية عبر توفير كل الإمكانيات والوسائل الإغرائية لجلب المستثمرين بداية بتهيئة وصيانة وتعبيد الطرق الجبلية وفتح المسالك المؤدية إلى الجبال لكي تسمح بإقامة منتجعات سياحية ومركبات رياضية وشاليهات وحظائر للألعاب ومخيمات وبعث الصناعات التقليدية بجوار المرافق، مع التأكيد على أهمية وضرورة تكوين مرشدين في السياحة الجبلية والدفع بالوكالات السياحية إلى عدم الاكتفاء بالحج والعمرة والشواطئ والوجهات الخارجية، بل المساهمة في جلب الاستثمار وإنعاش السياحة الجبلية، كما أشار محدثونا إلى أهمية إدراج ثقافة السياحة في منظومة التعليم بجميع أطواره حتى يكتشف أبناء الغد ما يزخر به وطنهم حتى يحافظوا عليه بدءا بالمحافظة على بيئتهم.