اعتبر رئيس النادي الهاوي لاتحاد خنشلة وليد بوكرومة قلق الأنصار على مستقبل الفريق سابقا لأوانه، وأكد بأن تدشين المشوار بهزيمتين لا يعني بأن الاتحاد غير قادر على مسايرة الركب في بطولة الرابطة المحترفة، بل إن الانطلاقة المتعثرة تعد كما قال « من العواقب الحتمية للظروف العسيرة التي مر بها النادي بعد نجاحه في تجسيد حلم العودة إلى حضيرة الكبار، بعد غياب دام قرابة نصف قرن، وبالتالي فإننا أصبحنا مجبرين على النظر إلى الفريق بحجمه الحقيقي في قسم غير متعود عليه، وهدفنا لا يمكن أن يتجاوز حدود إمكانياتنا المادية، ويبقى منحصرا في ضمان البقاء بكل أريحية في الوطني الأول». بوكرومة، وفي ندوة صحفية نشطها سهرة السبت، أشار إلى أن تأخر الفريق في الشروع في التحضيرات، كان قد نتج بالأساس عن الصعوبات الكبيرة التي واجهت اللجنة المسيرة في التكيّف مع دفتر شروط الاحتراف، واستطرد قائلا في هذا الخصوص: « صعود الفريق إلى الرابطة الأولى أجبرنا على تأسيس شركة رياضية وفق ما هو منصوص عليه في دفتر الأعباء، لكن تجسيد هذه الخطوة دام قرابة شهرين، بسبب العزوف الجماعي عن التواجد في تركيبة مجلس الإدارة، حيث أننا لم نتمكن من إيجاد 7 مساهمين في الشركة، رغم الاتصالات الكثيرة التي قمنا بها، وضبط التركيبة بعد مخاض عسير سمح لنا بالمرور إلى المرحلة الثانية المقترنة بالتسمية، والتي كانت أيضا صعبة، الأمر الذي انعكس بشكل مباشر على انطلاقة التحضيرات، لأن وضع القطار على السكة كان يتطلب استشارة وموافقة كل أعضاء مجلس الإدارة». وذهب بوكرومة في معرض حديثه عن هذا الجانب، إلى التأكيد على أن عملية ضبط التعداد كانت بموافقة مجلس الإدارة والمدرب، وأننا كما أردف « عمدنا إلى استقدام لاعبين بحسب الإمكانيات المادية التي يتوفر عليها النادي، لأن الصعود إلى حضيرة الاحتراف لا يعني بأننا ملزمون بجلب عناصر تتقاضى رواتب شهرية بقيمة 300 مليون سنتيم، بل إن استراتيجية العمل التي انتهجناها تراعي الوضعية المالية للفريق، وهذا لتفادي كارثة الديون الناتجة عن قرار غرفة المنازعات، مادامت هناك نماذج من التجارب السابقة، وما حدث لدفاع تاجنانت يبقى بمثابة «السيناريو» الذي يجب أن نستخلص منه العبر». رئيس اتحاد خنشلة، أكد في نفس الإطار بأن عملية الاستقدامات تمت بعد الاستفادة من عائدات عقد «السبونسور»، المبرم مع شركة «كوسيدار» بقيمة 5 ملايير سنتيم، فضلا عن ضخ المساهمين مبلغ 3 ملايير سنتيم في الحساب البنكي، ليكون ضبط التعداد على حد قوله « وفق المعايير المضبوطة بين الطاقمين الفني والإداري، وفي حدود الإمكانيات المادية للنادي، مع تسديد رواتب 3 أشهر لكل اللاعبين وأعضاء الطواقم، حتى يتسنى لنا العمل بكل أريحية من هذا الجانب، وثقتنا تبقى كبيرة في المجموعة، لأننا بصدد خوض أول تجربة في البطولة المحترفة، والتأقلم مع أجواء هذا القسم لن يكون بالأمر السهل، لأننا بصدد التمرس في هذا المستوى، سواء من الناحية الإدارية أو التنظيمية، فضلا عن العمل الميداني، مادام الوضع مختلفا كلية عن قسم الهواة». وختم بوكرومة حديثه، بالتأكيد على أن إقدام بعض الأطراف على استغلال الانطلاقة المتعثرة للفريق في بطولة هذا الموسم، لتوجيه موجة من الانتقادات يبقى حسبه « أمرا غير مبرر، لأنني أعرف جيدا هذه المجموعة، والتي اعتادت الصيد في المياه العكرة، وهي لا تمثل الأنصار، وقد عمدت إلى التهجم على اللاعبين، المسيرين والطاقم الفني خلال المباراة الأخيرة، رغم أننا مازلنا في بداية الموسم، وهذا القلق سابق لأوانه، مادام الجميع على دراية بالظروف التي مر بها الاتحاد في فترة التحضيرات، وقد فتحنا الأبواب أمام الجميع، لكننا لم نتمكن من ضبط تركيبة مجلس الإدارة إلا بعد مخاض عسير، بسبب العزوف الجماعي، بصرف النظر عن كون الرزنامة لم ترحمنا، لأننا افتتحنا المشوار بمواجهة شباب قسنطينة واتحاد الجزائر، وهما فريقان يراهنان كل موسم على لقب البطولة والتأشيرات القارية، كما أننا سنتنقل مرتين متتاليتين، ومع ذلك فإنني أجزم بأن اتحاد خنشلة سينجح في المحافظة على مكانته في الرابطة المحترفة، وهدفنا الرئيسي يبقى منحصرا في كسب تقاليد اللعب في حضيرة الاحتراف، وعدم رهن النادي في الديون».