تسببت توسعات فوضوية قام بها تجار ومواطنون في تعطيل مشاريع تهيئة عدة وحدات جوارية في المقاطعة الإدارية علي منجلي بقسنطينة، كما عرفت العملية مشاكل أخرى تتمثل في انتشار المهملات على الأرصفة و عدم ربط شبكات الصرف الصحي في بعض الطرق. و تعرف الوحدات الجوارية بعلي منجلي في الآونة الأخيرة، تفشي ظاهرة التوسعات الفوضوية من أصحاب الطوابق الأرضية الذين قاموا بتسييج المساحات المحاذية لسكناتهم بشكل فوضوي و غير قانوني شوه من منظر المدينة، و ذلك في كل الوحدات الجوارية دون استثناء، أين يقوم قاطنو تلك الطوابق بالإستلاء على المساحات و تحويلها إلى ملكية خاصة، و إعادة استغلالها في عدة أغراض منها تربية الدواجن و الكلاب والقطط، وكحدائق، و كأماكن توضع بها مختلف الأدوات والأثاث المنزلي الزائدة عن الحاجة. و تسببت هذه التوسعات في عرقلة عمليات تهيئة الوحدات الجوارية في علي منجلي، و التي تشرف عليها مؤسسة تهيئة مدينتي عين النحاس وعلي منجلي ولاية قسنطينة، بعد أن رفض السكان إزالة تلك التوسعات، ما أدى لعدم تمكن المقاولات المنجزة من تهيئة الأرصفة و المساحات المشتركة بين العمارات والفضاءات الواقعة داخل التجمعات السكنية. و أكد مدير مؤسسة تهيئة مدينتي عين النحاس وعلي منجلي «إيفانام»، أن مقاولات الإنجاز تصادف مشاكل جمة بسبب توسعات يقوم بها سكان عمارات، في الوحدات المعنية بالتهيئة، موضحا أن أصحاب هذه التصرفات غير القانونية يرفضون إزالتها و يقومون بطرد العمال من الورشات، لتتوقف تلك المقاولات عن العمل لفترة لتقرر التحول إلى مناطق أخرى. و أضاف المتحدث أن مصالحه تعمل حاليا على تهيئة الوحدات الجوارية 4 و 17 و 14، إلا أنها صادفت عدة توسعات غير قانونية من طرف السكان، موضحا أنه في بعض أحياء هذه الوحدات لم تتمكن المقاولات الإنجاز من مواصلة الأشغال، مضيفا أنه لا يمكن التدخل إطلاقا ليتم تأجيل بعض العمليات و العزوف عن القيام بها في بعض المناطق، ممثلا بالوحدة الجوارية 14 و التي تعرف توسعات من طرف سكان و كذا من طرف تجار. و أضاف المدير، أن هذا السلوك عطل المشاريع و جمد أموالا خصصت لتحسين المنظر العام للمدينة، و تسببت هذه التصرفات الفردية في التأثير على الصالح العام، مطالبا المواطنين التعقل و التحلي بالوعي أكثر من أجل تطوير المدينة. و عن نسبة سير الأشغال على مستوى الوحدات الثلاث التي تخضع لعمليات التهيئة، رد المتحدث أن نسبة الإنجاز بالوحدة رقم 4 بلغت 95 بالمئة، و لم تتبقى إلا عملية تزفيت الطرق، مضيفا بهذا الخصوص أن المقاولات المنجزة وجدت أن شبكة الصرف الصحي غير مربوطة تماما، و بعد تدخل المصالح المعنية و التي حين وقوفها على عدم وجود الشبكة غادرت الورشة دون عودة، و هو ما أثر على سير الأشغال حسبه لمدة 4 أشهر كاملة. أما بخصوص الوحدة الجوارية 14، فقد سارت الأشغال بوتيرة جيدة، إلا حين الاصطدام بواقع التوسعات غير القانونية والتي أخرت الأشغال، و التي وصلت نسبتها حسبه إلى 90 بالمئة، موضحا أن وصولها إلى نسبة مئة بالمئة مرتبط بمدى تجاوب السكان مع طلبات إزالة تلك التوسعات. كما تتواصل الأشغال على مستوى الوحدة الجوارية 17، و أفاد المتحدث أن الأشغال موزعة على شطرين، الأول يخص المجمع السكني 2، و التي وصلت به نسبة الإنجاز 75 بالمئة، فيما لم تنطلق بعد في المجمع السكني 1، بعد فسخ العقد مع المقاولة المكلفة بالأشغال بها و التي غادرت الورشات ما إستدعى طرح الصفقة مجددا من أجل منحها لمقاولة أخرى. و تشرف ذات المؤسسة على أشغال تهيئة الوحدات الجوارية 1 و 2 و 13 و 15 منذ أسابيع، و تقدمت بها الأشغال كثيرا حسب المتحدث، حيث من المرتقب أن تكون جاهزة تماما في شهر ديسمبر المقبل، رغم أنها تعرف أيضا بعض العراقيل، كما تحضر المؤسسة لتهيئة 5 توسعات جديدة، إضافة إلى أكمال شطر من الوحدة الجوارية 2، بعد أن طلبت غلاف مالي إضافي بسبب نفاذ الميزانية المخصصة لتهيئتها. كما صادفت «إيفانام» بعض المشاكل الأخرى على غرار إنتشار المهملات وسط الأرصفة ما تسبب في عدم التمكن من تهيئتها، موضحا أن حاويات القمامة غير متوفرة في أحياء داخل هذه الوحدة، ما يجعل السكان يرمونها على الأرصفة وبالتالي تتطلب عملية تهيئتها التنظيف و رفعها قبل الشروع في الأشغال، كما يحدث أيضا في الوحدة الجوارية 5 أين ترمى القمامة بشكل عشوائي ما يصعب من مهمة المقاولات في إتمام الأشغال.و تعرف أحياء علي منجلي، توسعات أيضا يقوم بها التجار و تحديدا في الوحدة الجوارية 6، أين استولوا على مساحات محاذية لمحلاتهم التجارية و خاصة في الطريق المؤدي من حي 400 مسكن نحو وسط المدينة، حيث استغل التجار المحلات المغطاة من أجل بناء جدران و استغلال تلك المساحات و أحيانا تصل إلى وسط الرصيف. و أكد رئيس تنسيقية لجان أحياء علي منجلي، خالد قارة مصطفى، وصول الجمعية عشرات الشكاوى يوميا من التوسعات الفوضوية للسكان والتجار، موضحا أن أبرزها سجلت في الوحدة الجوارية 6، مضيفا أن هذه الوحدة تعد مهد التوسعات في علي منجلي و ذلك قبل 10 سنوات، قبل أن تتحول إلى مختلف الوحدات الأخرى مثل 7 و 9 و 17. و أضاف المتحدث أنه تلقى أيضا شكاوى من طرف مواطنين حول توسعات تجار، و عند تدخل التنسيقية، يتعرض أعضاؤها إلى الاعتداء اللفظي و محاولة الاعتداء الجسدي في كل مرة، مضيفا أنه يحول تلك الشكاوى إلى بلدية الخروب منذ سنوات، إلا أن الإستجابة تكون بطيئة و منعدمة في غالب الأحيان. و اتصلنا برئيس بلدية الخروب من أجل نقل رده حول هذه التوسعات الفوضوية، إضافة إلى رئيس المصلحة التقنية بالبلدية، إلا أنه تعذر علينا ذلك، رغم أن «المير» أكد في تصريح سابق أن مصالح الدائرة من تتكفل بإزالة التوسعات بالتنسيق مع الولاية المنتدبة بعلي منجلي. حاتم / ب