قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز يوم الخميس إن إسبانيا تؤيد "الحل السياسي المقبول للطرفين" فيما يتعلق بالصحراء الغربية، حيث تجنب الحديث عن أي دعم اسباني لمبادرة الحكم الذاتي المغربية المزعومة، فاتحا الباب أمام القراءات السياسية حول احتمال مراجعة اسبانيا لموقفها الذي أعلن عنه سانشير قبل أشهر وتسبب في قطيعة دبلوماسية مع الجزائر. وقال سانشيز خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن "إسبانيا تؤيد حلاً سياسياً مقبولاً للطرفين في إطار ميثاق الأممالمتحدة وقرارات مجلس الأمن" و"نؤيد تماما عمل المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، وهو العمل الذي نعتبره حاسما للغاية". وأضاف "ستواصل إسبانيا دعم سكان الصحراء في مخيمات اللاجئين كما فعلت دائما، بصفتها المانح الدولي الرئيسي للمساعدات الإنسانية في هذا السياق". وكتبت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية: الصيغة التي استخدمها رئيس الحكومة تشبه إلى حد بعيد تلك المستخدمة في السنوات الثلاث السابقة. في عام 2018، تضمنت الإشارة إلى حق الشعب الصحراوي في "تقرير المصير"، وهو ما أشارت إليه الأممالمتحدة في قراراتها والذي ألغاه سانشيز في السنوات اللاحقة. لكن في هذه المناسبة، أضاف زعيم الاشتراكيين بضع جمل أكثر من السنوات الماضية لإظهار دعم الحكومة للاجئين. وقالت وسائل إعلام إسبانية بينها "التلفزيون الرسمي"، إن سانشيز تحاشى الحديث عن دعمه السابق لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، بشكل خلف أزمة مع الجزائر، التي اعتبرته طعنة في الظهر بالنظر لوجود معاهدة صداقة بين البلدين تتضمن بنودها التشاور والتنسيق السياسي بين البلدين حول القضايا ذات الإهتمام المشترك. وكانت أزمة دبلوماسية طارئة قد اندلعت بين الجزائر وإسبانيا منذ مارس الماضي، إثر قرار مدريد دعم خطة ما يسمى «الحكم الذاتي» التي تقترحها الرباط للالتفاف على مطلب الشعب الصحراوي بتقرير المصير والاستقلال، ما دفع الجزائر إلى اتخاذ قرار بالإلغاء الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا التي تم توقيعها بين البلدين عام 2002، والتي تتضمن بنودا تخص التعاون التجاري والاقتصادي والأمني. وسعت اسبانيا في الفترة الأخيرة، لإعادة بعث العلاقات مع الجزائر في إعقاب التدابير التي اتخذتها الجزائر والتي تسببت في خسائر اقتصادية فادحة للشركات الاسبانية، وعبر رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز عن رغبته في زيارة الجزائر، وقال سانشيز، في مؤتمر صحافي مشترك مع المستشار الألماني أولاف شولتز في بون، على هامش مشاركته كضيف في اجتماع السلطة الألمانية حول الأمن والطاقة: «بشأن الجزائر أقول لك (مخاطبا الصحافي) يسعدني أن أكون أنا من يذهب إلى الجزائر»، ما يعني رغبته في أن تكون الخطوة صادرة من مدريد عبر زيارة على مستوى رئيس الحكومة الإسبانية نفسه، بهدف طي الأزمة في الجزائر.