* «إعلان الجزائر» للم الشمل الفلسطيني خطوة نحو تحقيق الوحدة * الرئيس تبون، قادر على تسيير القمة بحكمة واقتدار * منتدى تواصل الأجيال والمجتمع المدني دعم للعمل العربي المشترك * جهود الرئيس تبون كللت بثمرة التئام البيت العربي مجددا في الجزائر * قمة الجزائر بداية لصنع التحول وهي قمة السلام * الجزائر تنتصر اليوم باستقبال هذه القمة أثنى قادة دول عربية وممثلوها المشاركون في القمة العربية 31 على النجاح الكبير للجزائر في تنظيم القمة، في ظل الأوضاع الدولية والإقليمية الراهنة، كما رحبوا بتوقيع الفصائل الفلسطينية على «إعلان الجزائر» المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة، مجددين تأكيدهم على أن القضية الفلسطينية هي محور اهتمامات الدول العربية وقضيتهم المركزية، وبالمقابل عبر القادة عن أملهم في أن تكون قمة الجزائر منعطفا حاسما ومرحلة مفصلية في توحيد العمل العربي المشترك. وتقاسم القادة العرب المشاركون في القمة العربية بالجزائر نفس وجهة النظر المتعلقة بنجاح الدولة الجزائرية وعلى رأسها الرئيس عبد المجيد تبون في تنظيم القمة 31، من خلال القضايا التي طرحت للنقاش والتوافق الكبير في وجهات النظر حولها، سيما وأن الجزائر ركزت خلال الأشغال على مستوى القمة في طرح الأفكار الجامعة والابتعاد عن القضايا التفريقية، مع التركيز بالأساس على تجديد الدعم للقضية الفلسطينية ووحدة الصف العربي من خلال مبادرة لمّ الشمل، بعيدا عن ظاهرة الاستقطاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء. كما أبدت الوفود المشاركة دعمها الكامل لمسعى الجزائر الرامي للم الشمل الفلسطيني، من خلال الثناء على مبادرة الرئيس عبد المجيد تبون والتي مكنت من توقيع الفصائل الفلسطينية ل «إعلان الجزائر» أكتوبر الماضي، معتبرين الخطوة المهمة في سبيل توحيد الصف، مع تجديد التأكيد على أن القضية الفلسطينية تبقى محور اهتمام الدول والحكومات العربية، مع التأكيد على استعدادهم دعم الدولة الفلسطينية في طلب العضوية الكاملة لدى الأممالمتحدة. وتجلت آراء قادة الدول المشاركة فيما أبدوه خلال مشاركتهم، أمس الأربعاء، في أشغال اليوم الثاني من القمة تحت رئاسة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون. واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن أشغال القمة عملت على تعزيز التضامن والعمل العربي المشترك في ظل الظروف الخطيرة التي يمر بها العالم، الأمر الذي يظهر- كما قال - أهمية التنسيق والتعاون المشترك وتنقية الأجواء العربية لمواجهة جميع التحديات التي تواجه الأمة العربية واحدة موحدة. وبدوره حرص الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تأكيد ثقته في أن آليات العمل العربي المشترك ستعرف «قوة دفع ملموسة» في ظل رئاسة السيد عبد المجيد تبون للدورة 31 للقمة العربية، مؤكدا أن بلاده لن تدخر جهدا في سبيل دعم جامعتنا العربية التي سماها ببيت العرب، بما يحقق مصالح الشعوب العربية، ولدى تطرقه إلى القضية الفلسطينية، أشار إلى قدرة الدول العربية "على العمل الجماعي لتسوية القضية، واسترجاع الحقوق الفلسطينية"، معتبرا أن هذه القضية "كانت تاريخيا وستظل المعيار الحقيقي لمدى تماسكنا". كما أوضح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني أن القمة تنعقد في ظرف دولي استثنائي تتزاحم فيه الأزمات وهو ما يهدد "كيانات العديد من الدول ويوسع بؤر التوتر والنزاعات المسلحة"، أما بخصوص القضية الفلسطينية، فأشار إلى أن هذه القضية "المركزية" تمر بوضع جد صعب مجددا تمسك موريتانيا "بضرورة إيجاد حل دائم سريع وعادل يضمن حق الشعب الفلسطيني في تأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف مؤكدا أن بلاده تستبشر خيرا بما تم توقيعه مؤخرا من اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية برعاية الجزائر. وبدوره جدد ولي عهد دولة الكويت، الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، دعوته للمجتمع الدولي لإنجاح مسيرة السلام في الشرق الأوسط بما يضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، مشيدا بدور الجزائر في تقريب الفصائل الفلسطينية، وهو نفس الموقف الذي ذهب إليه رئيس دولة جيبوتي إسماعيل عمر جيله، من خلال إبرازه لحرص الجزائر على الدفاع عن القضايا العربية ومبادراتها لتعزيز وحدة الصف العربي، قائلا إنها "مناسبة طيبة أن نجتمع في الجزائر الشقيقة، بلد العزة والكرامة، والشرف والصمود، المعروف بحرصه على الدفاع عن القضايا العربية، والمشهور بمبادراته في مجال تعزيز وحدة الصف العربي، وآخرها مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية"، معتبرا أن توقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان الجزائر" «يشكل خطوة هامة في طريق الوحدة الفلسطينية وترسيخ المشروع الوطني لاستعادة حقوق الشعب»، وأن الجزائر قامت ب «إنجاز تاريخي». كما أثنى الرئيس العراقي، عبد اللطيف جمال رشيد، على الجهود التي بذلتها الجزائر في احتضان القمة العربية، معبرا عن "ثقته الأكيدة" في قدرة الرئيس تبون، على تسيير القمة ب«حكمة واقتدار خدمة للعمل المشترك»، مؤكدا أن نتائج القمة «تضمن أقصى قدر ممكن من التفاهم البَنَّاء ما بين دولنا، وما بينها وبين دول المنظومة الإقليمية والمجتمع الدولي، بما يعزز الأمن والاستقرار ويحفظ المصالح العليا لشعوبنا»، معربا عن أمله في أن تكون القمة «منطلقا جادا ومنتجا في تنقية الأجواء في العمل العربي المشترك»، مثمنا الجهود الجزائرية في لم الشمل الفلسطيني بما يعزز وحدة الصف، والتوصل إلى توقيع "إعلان الجزائر" الذي جمع بين الفصائل الفلسطينية. الرئيس الصومالي الشيخ محمود قال إن "هذا الاجتماع الهام ينعقد في وقت تواجه فيه المنطقة العربية أزمات وتحديات مختلفة تهدد أمن واستقرار المنطقة العربية والعالم أجمع، كما حيا بالمناسبة جهود الجزائر في دعم العمل العربي المشترك، معربا عن أمله في أن "تحقق القمة أهدافها و تعالج القضايا العالقة"، كما اعتبر ولي العهد الأردني الحسين بن عبد الله أن الأزمات التي يشهدها العالم تتطلب "عملا عربيا تكامليا" لمواجهتها، أما بخصوص القضية الفلسطينية، فقال «واجبنا كدولة عربية هو تكثيف الجهود مع الأطراف الدولية ذات العلاقة لاستئناف عملية السلام و دعم صمود الأشقاء الفلسطينيين على أراضيهم». وعبّر رئيس مجلس السيادة الانتقالي لجمهورية السودان، عبد الفتاح البرهان، عن دعم بلاده للأفكار و الإسهامات التي بادر بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من أجل ترقية عمل الجامعة العربية وتفعيل مؤسساتها ومنظماتها بالعمل العربي المشترك، قائلا "أود الإشادة بمبادرتكم الكريمة بشأن رعايتكم لمنتدى تواصل الأجيال والمجتمع المدني لدعم العمل العربي المشترك"، وأضاف «ندعم الأفكار والإسهامات التي تفضلتم بطرحها من أجل ترقية عمل الجامعة العربية وتفعيل مؤسساتها ومنظماتها بالعمل العربي المشترك". كما جدد البرهان موقف بلاده إزاء القضية الفلسطينية وأشاد بالمبادرة الجزائرية لتوحيد الفصائل الفلسطينية وما خرجت به من اتفاقات. زيادة على ذلك أعرب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد محمد العليمي، عن أمله في أن تشكل القمة العربية 31 بالجزائر "بداية لصنع التحول واستعادة الريادة العربية وأن يتم تذكرها باعتبارها قمة السلام والتضامن ولم الشمل والموقف الحازم لحماية المصالح العربية وأمنها القومي"، ولدى تطرقه للقضية الفلسطينية، جدد السيد رشاد التأكيد على موقف بلاده الثابت إزاء القضية الفلسطينية العادلة و التي "ستحظى - كما قال- بدعمنا السياسي الكامل في مختلف المحافل، كما أكد تأييد الجمهورية اليمنية لحصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأممالمتحدة. رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد يونس المنفي، أثنى بدوره على جهود الجزائر التي كللت بلم شمل البيت العربي، مصرحا أن جهود الرئيس عبد المجيد تبون "كللت بثمرة التئام البيت العربي مجددا في الجزائر"، معربا عن أمله في أن "توفق الجزائر في مهمتها خلال رئاستها الحالية للقمة العربية في خضم ما يشهده العالم من تحديات وأزمات". وتطلع رئيس جمهورية القمر المتحدة، غزالي عثماني، إلى مساهمة القرارات التي توجت بها القمة العربية في دورتها 31 في تعزيز ودفع العمل العربي المشترك على مختلف الأصعدة، معربا عن ارتياحه للتنظيم المحكم الذي ميز قمة الجزائر، كما ثمن، في سياق ذي صلة، التوصل إلى اتفاق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية الذي تم التوقيع عليه بالجزائر شهر أكتوبر الفارط، معربا عن أمله في "أن يرى اتفاق المصالحة النور على أرض الواقع حسب البنود الواردة فيه". أما رئيس مجلس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، فقد تحدث عن تضامنه مع كامل القضايا العربية و على رأسها القضية الفلسطينية و حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته داعيا إلى التكاتف والتعاون العربي في ظل الظروف الحالية، مضيفا أن الجزائر تنتصر اليوم باستقبال هذه القمة قائلا «هذه القمة التي نعلق عليها آمالا كثيرة بأن تكون امتدادا للانتصار والتضامن العربيين». بدوره أكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في رسالة قرأها نيابة عنه ممثله الخاص، محمد بن مبارك آل خليفة ، أن هذه القمة "تمثل منعطفا في مسيرة العمل العربي المشترك وسبيلا لإعادة التضامن العربي لتحقيق آمال وتطلعات دولنا العربية وشعوبنا الشقيقة دعما للمصالح المشتركة ". كما ثمن ملك البحرين جهود الجزائر في حل القضية الفلسطينية التي وصفها ب "المركزية "، معرجا على توقيع الفصائل الفلسطينية على "إعلان الجزائر" أكتوبر الماضي معربا عن أمله في أن يسفر هذا الإنجاز عن وحدة حقيقية للشعب الفلسطيني ونيله لحقوقه المشروعة. وذهب وزير الشؤون الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود، في نفس الاتجاه معتبرا أن "القضية الفلسطينية تبقى دائما في صلب اهتمامات الأمة العربية حتى تتحقق إقامة دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة"، مؤكدا "ترحيب" بلاده بنتائج الاجتماعات التي تبنتها الجزائر ضمن جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، معبرا عن أمل بلاده بأن تسفر هذه الجهود عن وحدة الصف الفلسطيني".